القاهرة – أكرم علي
أكدّ وزير الخارجية سامح شكري، اضطلاع الحكومة المصرية بمسؤوليتها الكاملة عن تأمين البعثات الدبلوماسية الأجنبية في القاهرة والتعامل مع أي تهديد لها، مجددًا ضرورة التضامن مع مصر في حربها ضد الإرهاب والذي يهدد المنطقة بأسرها.
وذكر شكري، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيطالي باولو جينتليوني، الأثنين، في مقر وزارة الخارجية، أننا تناولنا مع الوزير الإيطالي الأمر الخاص بالقنصلية الإيطالية في القاهرة، والتأكيد على أن الإرهاب يعمل بشكل دنيء لتحقيق أغراضه الخاصة مثلما شاهدنا ما حدث في الكويت وفرنسا وتونس ودول أخرى ومقتل النائب العام في القاهرة وهجمات سيناء، حيث يستهدف الإرهاب الأبرياء لزعزعة استقرار الدول والضغط عليها اقتصاديًا، مضيفًا "نحن نتجنب ذلك بالتضامن والتعاون بين مصر وإيطاليا على نفس المستوى القائم وأن يزيد في كافة المجالات ونشكر الوزير ورئيس الوزراء الإيطالي على التصريحات الأخيرة الخاصة في مصر والتي تؤكد دعم روما لها".
ونوه شكري إلى زيارة رئيس الوزراء إبراهيم محلب للقنصلية الإيطالية وإعلانه عن إعادة ترميم وإصلاح المبنى الخاص بها في أسرع وقت ممكن لتعود إلى ما كانت عليه، وهو ما يؤكد على التعاون المثمر بين مصر وإيطاليا، وردًا على مواقف الدول الأوروبية من الإرهاب والتعاون مع مصر، قال شكري إن "الدول الأوروبية تقدم دعمها لمصر والتعبير عن التعاون الكامل لمحاربة الإرهاب ومصر كانت في مقدمة الدول التي ساهمت في مقاومة تطرف "داعش" في العراق وسورية والتضامن مع الشركاء الدوليين عندما تعرضوا لأحداث متطرفة لتكثيف التعاون الأمني والسياسي للقضاء على الإرهاب ونتوقع أن يكون في تفهم للأوضاع الآن وأن يكون هناك تناول شامل للقضاء على الإرهاب ولا يقتصر العمل على منظمات بعينها والتعامل مع جميع التنظيمات بنفس الفكر والتنظيمات المتطرفة تعمل تحت نفس الفكر المتطرف والعنيف".
وأكد وزير الخارجية المصري، ردًا على ما ينشر في الصحف الأجنبية تجاه مصر واعتبار ما حدث ليس إرهابًا، أن صحيفة "واشنطن بوست" على سبيل المثال وهي صحيفة عريقة ذات أهمية تفرد مساحة لأحد التنظيمات المتطرفة لطرح وجهة نظره ورؤيته كأنه كيان سياسي، قائلًا "لا نتفهم أن يكون في بعض العواصم والمراكز السياسية الهامة التواصل مع بعض التنظيمات والمنظمات الأخرى المتناقضة وهي منظمات متطرفة ولا نتفهم ذلك، مما يجعل لهم شهية في الاستمرار في أعمالهم وبعض الدول متناقضة في مواقفها بين ما تقوله وما تمارسه بشأن مواجهة الإرهاب.
وفيما يتعلق بمسؤولية تنظيم "داعش" عن حادث القنصلية الإيطالية، قال شكري "جاري التحقيق الآن لتحديد من المسؤول عن الحادث وفكرة "داعش" أصبحت الآن تستقطب عددًا من المنظمات التي تعمل تحت نفس الفكر ومن السهل أن تنشأ علاقات تتبع نفس فكرها وتسمي نفسها "داعش" أو "أنصار بيت المقدس"، في النهاية أصبح تنظيم "داعش" ماركة مسجلة لفكر التنظيمات المتطرفة.
وتوجه وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتليوني، بالشكر لنظيره المصري سامح شكري، وقال "حضرت لأقدم مساندتي للعاملين في السفارة الإيطالية والمعهد الثقافي الإيطالي في القاهرة ولأعبر عن تضامني وتقاربي مع السلطات المصرية والذي لم يتأثر بهذه الأحداث وهذا العمل الأخير أراد أن يصيب وجود تاريخي وهي القنصلية الإيطالية في القاهرة وهذا المقر تم افتتاحه في عام 1901 وأراد التطرف أن يصيب هذا المقر الذي يعد رمزًا للتعاون المصري الإيطالي في كافة المجلات وخاصة في مكافحة الإرهاب وهذه المحاولات تؤكد أننا نعمل دائمًا في مكافحة الإرهاب وتعزيز السلام وأقدر وأثمن موقف الرئيس المصري لتضامنه معنا.
وشدد جينتليوني على أن كافة المحاولات لضرب التعاون بين مصر وإيطاليا ستبوء بالفشل، متوجهًا بالشكر للسلطات المصرية لتدعيم المقرات الإيطالية بالعملية الأمنية الخاصة، مشيرًا إلى أن العلاقات بين البلدين لم تتأثر بالحادث وأن رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب سوف يشارك في معرض إكسبو روما هذا الشهر الجاري.
وحول موقف إيطاليا من جماعة الإخوان المسلمين، قال الوزير الإيطالي "نحن نعتبر مصر حجر الأساس لاستقرار المنطقة ونحن لم نكن حكامًا أو قضاة على الشؤون الداخلية المصرية ولكن نؤكد على التزام مصر بالسلام والاستقرار في المنطقة ومكافحة الإرهاب الذي تطلب العمل ضده عسكريًا وأمنيًا ولكنهم من ناحية أخرى هي حرب ثقافية أو دينية لتجفيف منابع الإرهاب".
أرسل تعليقك