صنعاء ـ عبدالعزيز المعرس
كشف مسؤول حكوميّ يمنيّ رفيع أنَّ جهاز الأمن القوميّ اعتقل 12 ضابطًا وجنديًّا على خلفيَّة تسريب معلومات سريّة لتنظيم القاعدة، فيما بدأ عناصر المخابرات من التحقيق مع عدد من موظفي شركة" البراق" التابعة لأحد رجال الأعمال المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن عقب إعدام التنظيم يوم الجمعة عددًا من الجنود.
وأكد المسؤول، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن إحدى الرحلات البرية على متن حافلة "البراق" وقبل وصول الحافلة إلى "سيئون" استوقفها مسلحون ينصبون حواجز مسلحة ثم صعدوا إلى الحافلة لأخذ بعض معلومات عن الركاب ثم غادروا على الفور حسب المعلومات التي تتوفر حتى اللحظة، حد قوله.
وأوضح أن الرحلة واصلت سيرها في الطريق الرئيسي بين بلدتي سيئون وشبام ثم استوقف الباص مسلحون بقيادة جلال بلعيد القيادي في تنظيم القاعدة وتم أسر جميع الجنود تحت تهديد السلاح ثم تم إعدامهم بالقرب من إحدى الأسواق الرئيسية في منطقة شبام في محافظة حضرموت.
ويضيف تلك المسؤول أن عناصر في الجيش وفرت وسربت معلومات بعدد الجنود وأسمائهم وطريق رحلاتهم بعد أن كانوا في إجازة العيد بالإضافة إلى أشخاص عاملون في شركة البراق للنقل التي يملكها القيادي في جماعة الإخوان المسلمين" حسين الصباحي".
وبيَّن أن جهاز المخابرات الأمن القومي اعتقل يوم السبت 12 ضابطًا وجنديًّا بعد توفر معلومات لدى الاستخبارات اليمنية بتزويد جماعات من تنظيم القاعدة بمعلومات تتعلق بمواقع للجيش من قبل تلك الضباط والجنود.
وأكَّد أن الأمن القومي بدأ في التحقيق مع عدد من موظفي شركة " البراق " في محافظة حضرموت وصنعاء بتهمة التعاون مع تنظيم القاعدة خاصة أن شركة النقل تتبع رجل أعمال وقيادي في تنظيم الإخوان المسلمين والمعروف بولائه للجماعات الإرهابية المتشددة.
وبث تنظيم القاعدة صورًا يظهر فيها القيادي في التنظيم جلال بلعيد والشيخ حارث النظاري أحد قيادات التجمع اليمني للإصلاح في الدائرة الخامسة عشر في أمانةالعاصمة مما جعل أصابع الاتهام توجه إلى حزب الإصلاح بالوقف خلاف تلك العلمية من قبل عدد من النشطاء السياسيين في البلاد.
وكان تنظيم القاعدة قد أعدم يوم الجمعة 22 جنديًّا وسط تواصل المعارك حتى يوم السبت فيما قتل 4 من عناصر التنظيم يوم السبت في غاره جوية لسلاح الجو.
وفي حديث خاص لـ "العرب اليوم" أكد نبيل فاضل رئيس المنظمة الوطنية لمكافحة الاتّجار بالبشر أن اللسان يعجز عن وصف ما حدث للجنود في الطريق العامّ مهما كانت الأهداف والأسباب، وأن الدوافع لا تبرر أن يذبح جنود عزل عابرون لا حول لهم ولا قوة لا يحملون السلاح، ولم يكونوا في أرض معركة ويتم ذبحهم بتلك البشاعة، والتمثيل بهم بتلك الصورة.
وعزا فاضل ما حدث وما سيحدث مستقبلًا إلى انشغال القيادة السياسية في تقسيم ومراضاة السياسيين والمتصارعين الذيين يتحملون الجزء الأكبر مما يحدث في البلاد، حسب قوله، مشيرًا تورطهم في فتح العديد من جبهات الصراع وجرّ البلاد إلى الانهيار بدواعي وطنية بينما تخفي وراءها أهدافًا أنانية لتقاسم البلاد والاستحواذ على النصيب الأكبر من الوطن، على حدّ قوله.
أرسل تعليقك