أكد رئيس وحدة الشرطة المحلية المسؤولة عن جرائم الشباب في النرويج راغنار فوس، أنَّ مجموعة جديدة من الشباب النرويجي التحقت بتنظيم "داعش" في سورية مرورًا بالحدود التركية
خلال الفترة الأخيرة وأوضح فوس، أنَّ قصة الشبان من سكان قرية ليسلبي جنوب النرويج بدأت عندما أوقفتهم قوات الأمن بتهمة تنظيم تجمعات خاصة لتعاطي المواد المخدرة في أحد
الطوابق السفلية في منزل والدة الشاب تروليف سانشيز هامر.
وأضاف أنّ الشاب هامر على مدى الأشهر المتتالية من الإفراج عنه مع سبعة من أصدقائه الذين يعيشون في القرية نفسها، بدأت تظهر ميولهم المتطرفة والتفكير في الذهاب للقتال في الأراضي السورية مع تنظيم "داعش" والجماعات المتشددة الأخرى.
وأبرز مدير التحليل الاستراتيجي في وكالة الاستخبارات الداخلية النرويجية ودائرة الشرطة جون فتجي هوفمان، أنَّ أوروبا تحاول فهم هذه الرحالات التي يقدم عليها الشباب المسلم.
واستدرك هوفمان "لكن العلماء والسياسيين يلقون اللوم على الإنترنت والمساجد المتعصبة، أو المشاكل المجتمعية التي تقود إلى اليأس مثل البطالة والتمييز".
وتابع "دفعت التيارات الجوفية الكثير من شباب ليسلبي للسفر إلى سورية، تلك المدينة الجنوبية الصغيرة تبرز بوصفها الظاهرة الخاصة بتوليد عدد كبير من المتطرفين الراغبين في القتال"، موضحًا "الأمر يعد لغز كبير".
وبيَّنت والدة الشاب هامر أنَّ الكثير من سكان القرية أعجبوا بلاعب كرة قدم محلي يُدعى عبد الله الشايب، موضحة "كان بطلًا محليًا وسيمًا وأنيقا؛ ولكنه بعد ذلك ذهب إلى القتال في سورية، واتبعوه".
واستكملت "بصرف النظر عن الذين يعيشون على بعد مسافات قصيرة من بعضهم، أولئك الذين اتبعوا اللاعب يتبادلون القليل من القواسم المشتركة، فهم يأتون من خلفيات عرقية واجتماعية واقتصادية وحتى دينية متشابهة".
وأفاد المواطن النرويجي الذي اعتنق الإسلام يوسف بارثو، بأنَّ "بعض الشباب خرج من أسر مضطربة أو كانوا محرومين، ربما كان ذلك العامل الحاسم في قرار الذهاب إلى سورية، فضلًا عن تأثيرهم على بعضهم بعضًا".
واستطرد بارثو "لاعب الكرة الشايب هو الشخصية المحورية"، وأشار إلى أنَّه زار قرية فردريكشتاد التي تضم إحدى المجموعات المتطرفة التي تدعم علنا تنظيم "داعش"، وأضاف "الجميع يحبون الشايب، فقد كان شابًا لطيفا مع الجميع".
ولفت إلى أنَّه لاعب الكرة من أصل الجزائري سافر في تشرين الثاني/ نوفمبر 2012، س إلى سورية، وحينها كان يبلغ من العمر 23 عامًا، وقد تظاهر بأنَّه ذاهب للعمل الإنساني ولكنه قتل بعد شهر من وصوله، موضحًا أنَّ سكان القرية أشادوا به ونعوه عبر موقع "فيسبوك".
وذكر أنَّ شباب قرية ليسلبي، تأثروا بمقتله وبدؤوا الذهاب إلى مدرسته وإتباع خطاه إلى سورية، مشيرًا إلى أنَّ وفاته عززت سمعته بأنه ضحية ولذلك أراد الآخرون إتباعه.
ونوَّه بارثو إلى أنَّ الشاب هامر وأصدقاءه، اعتنقوا الإسلام بعدما كانوا كاثوليك رومان، لافتًا إلى أنَّ هامر غيَّر اسمه إلى عبد الله، وقالت والدته ريبكا "كان يقرأ طوال الوقت، وتوجد نسخة من القرآن الكريم في غرفته، إلى جانب سجادة الصلاة والقبعة التريكو وجهاز الكتروني خاص بتعاليم الدين الإسلامي".
وأضافت "أخبرني أنه يريد إصلاح نفسه بعد ذهابه إلى الديسكو ومواعدته الكثير من الفتيات بالإضافة إلى التدخين".
وأوضح الضابط فوس، أنَّ هامر ظهر للمرة الأولى في تقارير الشرطة عندما سرق سيارة "مرسيدس" خلال فترة مراهقته، وبدأ فجأة في تغير مساره بقضاء ساعات طويلة في مسجد ليسلبي الوحيد، وسط المصلين، الذين معظمهم ينحدر من الصومال، كما استمع إلى محاضرات الصلاة الصحيحة، وفي النهاية طلب منه إمام المسجد الرحيل.
أرسل تعليقك