عناصر من الجيش السوري الحر
دمشق - جورج الشامي
استهدفت قوات الحكومة حي القابون (شرق العاصمة دمشق)، الجمعة، بأكثر من 8 صواريخ أرض-أرض، فيما تجدّد القصف على مدينة الزبداني في ريف دمشق من قبل القوات الحكومية التي تنتشر على الجبال المحيطة بها، في حين تشهد مدينة الرقة هدوءً منذ عدة أيام نتيجة توقف قصف قوات الجيش السوري
على أحياء المدينة بشكل شبه تام، في سياق متصل قال الجيش السوري الحر إنه أحرز تقدما في محافظات عدة بينها الرّقة في الوقت الذي تحدثت فيه قيادته عن بدء وصول أسلحة متطورة للمعارضة، في حين استمر القصف والاشتباكات بلا توقف في مناطق مختلفة، في حين انطلقت تظاهرات جمعة "حتى نغير ما بأنفسنا" في مختلف المحافظات السورية.
هذا و أفادت "شبكة شام الإخبارية" في دمشق عن سقوط عدة صواريخ أرض أرض على حي القابون بالتزامن مع قصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على حي القابون وعلى أحياء جوبر وبرزة والقدم ومخيم اليرموك والعسالي واشتباكات عنيفة على أطراف حي برزة بين الجيش الحر وقوات الحكومة.
و في السياق ذاته استهدفت القوات الحكومية حي القابون (شرق العاصمة دمشق)، الجمعة بأكثر من 8 صواريخ أرض-أرض حتى الآن، مما تسبب في سقوط عدد من الجرحى ووقوع دمار كبير في الأبنية السكنية وتصاعد أعمدة الدخان منها بشكل كثيف، وبالإضافة إلى ذلك يشهد الحي قصفاً عنيفاً من المدفعية الثقيلة المتواجدة على جبل قاسيون، فضلاً عن عشرات القذائف من راجمات الصواريخ والهاون والدبابات التي تنتشر حول الحي.
وأفاد شهود عيان أن بعض قوات النظام تقدمت إلى جانب دوار البلدية وجامع الغفران برفقة دبابتين وعربة BMP وعدد من السيارات العسكرية. وعملت الحواجز التي تحاصر الحي على منع المدنيين من الخروج من الحي أو الدخول إليه.
ويشار إلى أن حي القابون يتعرض إلى قصف يومي عنيف منذ 24 يوماً في إطار الحملة العسكرية التي تشنّها قوات النظام لاستعادة السيطرة على الحي من أيدي مقاتلي المعارضة المسلحة. ولم تنجح قوات النظام حتى الآن إلا في استعادة السيطرة على المنطقة الصناعية في الحي.
وفي الريف الدمشقي قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة على مدن وبلدات دير العصافير ويلدا والزبداني ويبرود وداريا ومعضمية الشام وببيلا وعلى عدة مناطق في الغوطة الشرقية واشتباكات عنيفة في محيط مدينة معضمية الشام، كما تجدّد الجمعة القصف على مدينة الزبداني في ريف دمشق من قبل قوات الحكومة التي تنتشر على الجبال المحيطة بها. وتسبب القصف المدفعي، ولاسيما من مدفعية حاجز الحوش جنوب المدينة، في وقوع دمار جزئي في بعض الأبنية دون أن ترد أنباء عن إصابات حتى الآن، وقال ناشطون إنه منذ بدء شهر رمضان ركّزت قوات الحكومة قصفها على المدينة أثناء صلاتي الفجر والمغرب.
و يذكر أن المدينة تعاني من أوضاع معيشية وإنسانية صعبة نتيجة للحصار المفروض عليها منذ أكثر من عام، حيث يواجه المدنيون نقصاً كبيراً في المواد الغذائية والمستلزمات الطبية في ظل قصف يومي عشوائي يطال مساكنهم.
أما في حمص قالت "شام" "إن قصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة والدبابات استهدف أحياء حمص المحاصرة وتركز القصف على حي الخالدية وسط اشتباكات عنيفة في حي الخالدية وعلى عدة محاور أخرى في محيط أحياء حمص المحاصرة بين الجيش الحر وقوات الحكومة المدعومة بقوات حزب الله، وقصف عنيف براجمات الصواريخ على مدن قلعة الحصن والحولة وبلدات الزارة والغنطو والدار الكبيرة واشتباكات عنيفة على أطراف مدينة قلعة الحصن"، وفي حلب فأكّدت شام أن قصف من الطيران الحربي بالرشاشات الثقيلة استهدف حي كرم الجبل واشتباكات في أحياء الأشرفية والشيخ مقصود و محيط دوار الشيحان بين الجيش الحر وقوات النظام
كما تعرضت درعا "شام" إلى قصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على مدن وبلدات النعيمة وداعل وتل شهاب وسحم الجولان وتسيل وقرى وبلدات منطقة وادي اليرموك، وفي ادلب قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ على بلدات معرة حرمة وبسنقول وقرى جبل الزاوية واشتباكات عنيفة على أطراف بلدة بسنقول الواقعة على طريق الاتستراد الدولي.
بينما تشهد مدينة الرقة هدوءًً منذ عدة أيام نتيجة توقف قصف قوات الجيش السوري على أحياء المدينة بشكل شبه تام، بينما تستمر كتائب المعارضة بحصار الفرقة 17 دون تقدم ملحوظ خلال الأيام الماضية.
ومن جانبه قال الناشط الميداني حسن الرقاوي "إن مدينة الطبقة هي المدينة الأكثر توتراً خلال هذه الأيام حيث تقوم مدفعية الحكومة المتمركزة في مطار الطبقة باستهداف الأحياء السكنية في المدينة، بينما تقوم كتائب تابعة للجيش السوري الحر باستهداف المطار بصواريخ محلية الصنع".
و في المقابل تستمر كتائب المعارضة في الريف الشمالي للمحافظة بحصار اللواء 93 واستهدافه بالقذائف والصواريخ، دون أنباء عن أية حالة اقتحام للواء، فيما قال الجيش السوري الحر "إنه أحرز تقدما في محافظات عدة بينها الرّقة في الوقت الذي تحدثت فيه قيادته عن بدء وصول أسلحة متطورة للمعارضة، في حين استمر القصف والاشتباكات بلا توقف في مناطق مختلفة"، وذكر قادة ميدانيون أن جيش الحر سيطر على معظم الفرقة السابعة عشرة في الرقة التي اندلع القتال حولها منذ شهور.
وكان مقاتلو المعارضة سيطروا على مدينة الرقة بالكامل في مارس/آذار الماضي، لكنهم يُواجهون منذ ذلك الحين بمقاومة ضارية من القوات الحكومية المتمركزة في الفرقة 17 وفي اللواء 93 في عين عيسى بريف المحافظة.
هذا وتحدث قادة الجيش الحر أيضا عن تقدم قواتهم في بعض أحياء دير الزور، وكذلك في حلب ودرعا والطريق بين أريحا (بمحافظة إدلب) واللاذقية.
ويأتي هذا التقدم الذي يحاول مقاتلو المعارضة ترسيخه بالسيطرة على قواعد عسكرية مهمة، في وقت أشار قائد أركان الجيش الحر اللواء سليم إدريس إلى وصول أسلحة نوعية لقواته، في حين قالت مصادر أخرى من الجيش الحر إن تلك الأسلحة بدأت تعطي أكلها على الميدان
ويعتقد أن الأسلحة التي تلقاها مقاتلو المعارضة مصدرها السعودية، وتضم أسلحة دفاع جوي وأخرى مضادة للدبابات.
و يذكر أنه لا يزال "الكونغرس" الأميركي يعطل تقديم أسلحة للمعارضة السورية خشية أن تقع في أيدي جماعات تقاتل نظام الرئيس السوري بشار الأسد وتوصف بالمتشددة على غرار جبهة النصرة.
و يأتي ذلك بالتزامن مع انتطلاق تظاهرات في بلدات وقرى سورية في جمعة "حتى نغير ما بأنفسنا"، نادت التظاهرات بإسقاط النظام، وطالبت بتوحد الجيش الحر، وحييت المناطق المحاصرة وخاصة في حمص، ومن المناطق التي شهدت تظاهرات الوعر في حمص، واللطامنة وكفر زيتا في حماة، دوما وسقبا والعسالي في دمشق وريفها، واليادودة ومعربا في درعا، بستان القصر في حلب، ونبش وحاس وكفر نبل في ادلب، وفي مختلف المحافظات السورية الأخرى.
أرسل تعليقك