شددت قيادة قوات تحالف العربي لمواجهة الحوثيين في اليمن، الاثنين، على أنها تدرك مسؤولياتها تجاه إجلاء رعايا الدول من اليمن، وكذلك أهمية العمل الإنساني.
وكشفت قوات ما يُعرف باسم "عاصفة الحزم" عن تمكن رحلة جوية تركية وحيدة من الهبوط في مطار صنعاء الدولي، بينما رفضت الجماعات المسلحة الحوثية، التي تسيطر على المطار، هبوط طائرة إجلاء سودانية حصلت على موافقة قوات التحالف لإجلاء السودانيين.
هذا واعتذرت القاهرة عن عدم تسيير رحلة بسبب صغر سعة الطائرة بالنظر إلى عدد الرعايا.
أما اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والتي كانت أكثر إثارة لقضية العمل الإنساني، فتخلف مندوبوها عن موعد حُدد لهم، الأحد الماضي، لتسيير رحلة إلى اليمن، واعتذروا لاحقًا بأنهم مضطرون إلى البحث عن طائرة أخرى للقيام بالمهمة.
وأكد المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، المتحدث باسم قوات تحالف "عاصفة الحزم"، الذي تقوده السعودية، العميد ركن أحمد حسن عسيري، أن الوضع في العاصمة اليمنية الموقتة عدن "مطمئن".
كما اتهم الحوثيين بترويع السكان عبر إطلاق النار على مساكنهم عشوائيًا، وأن الحوثيين منعوا إمدادات الماء وقطعوا إمدادات الكهرباء عن بعض أحياء المدينة الجنوبية.
وأكد عسيري أن اللجان الشعبية وأفراد المقاومة يواصلون تكثيف الضغوط على الجماعات الحوثية المتمردة حتى تتخلى عن المواقع التي تتحصن فيها وسط الأحياء السكنية.
وذكر عسيري، خلال بيان صحافي في قاعدة الرياض الجوية، الأحد الماضي، أن الحوثيين قصفوا مدينة الضالع بالمدفعية وقذائف الهاون، ولدى قوات التحالف معلومات بأنهم يتخذون أحياء وفنادق مراكزًا لقيادتهم، وأن التدقيق مازال جاريًّا في تلك المعلومات، وسيُتخذ الإجراء المناسب.
وأشار إلى استمرار الحملة الجوية، بقوله: لدينا الصبر الكافي، ونحن لا نستعجل المراحل، تم إمداد اللجان الشعبية في عدن بالمزيد من الدعم اللوجيستي، وتلك اللجان توحِّد صفوفها، وستكون النتائج مبشرة، وستؤتي الحملة أُكلها.
كما أوضح أن الحملة الجوية شملت غارات استهدفت تدمير مستودعات صواريخ بالستية في محيط صنعاء، ومستودع للذخيرة، كما تم استهداف عقبة القندع للمرة الثانية لإعاقة أي تحرك حوثي صوب عدن.
وشُنت غارة على عقبتي البيضاء والثرة للغرض نفسه، فضلاً عن استهداف معسكر تنطلق منه هجمات ضد السعودية، إضافة إلى قافلة عربات عسكرية متجهة من المخاء والحديدة صوب عدن، مشيرًا إلى عدم حدوث تطورات دراماتيكية على جبهة الحدود الجنوبية السعودية المحاذية لشمال اليمن؛ إذ تواصل القصف الجوي للمجموعات الحوثية التي تسعى إلى إيجاد قاعدة لنفسها لشن هجمات على السعودية، فتتصدى لها مدفعية الميدان وقوات حرس الحدود السعودي.
وفي شأن العمليات البحرية لتحالف "عاصفة الحزم"، ذكر عسيري أن القطع البحرية التابعة للتحالف تواصل منع أي تحركات من مواني اليمن وإليها.
وذكر أن الراغبين في الانشقاق أو الاستسلام من الحوثيين عليهم تسليم أنفسهم إلى اللجان الشعبية وقادة الجيش اليمني الموالين للشرعية، وأن الجماعات الحوثية سعت إلى الوصول إلى ميناء عدن لكن قوات التحالف منعتهم من ذلك.
وأعرب عسيري عن ثقته بأن الأمور في عدن ماضية إلى تحسن، رافضًا احتمال استعانة قوات التحالف بالمجال الجوي لعُمان لمطاردة الهاربين من الحوثيين وأنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وذكر المتحدث باسم القوات: ما الحاجة إلى ذلك إذا كانت قواتنا تتحكم بكامل المجال الجوي اليمني، قوات التحالف تتخذ جميع الإجراءات السليمة لتجنب مخاطر إسقاط أسلحة قد تقع في أيدي الحوثيين أو عناصر تنظيم القاعدة في اليمن، والأسلحة التي تم إسقاطها من الجو وصلت إلى الجهات المقصودة فعليًا.
كما شدد عسيري على أن الحملة الجوية تحقق نتائج ملموسة على الأرض، وتسير بشكل جيد، وإذا أصبح الظرف مواتيًا للزج بمروحيات هجومية أو طائرات بلا طيار، فإن قوات التحالف لن تتردد في استخدامها.
ثم جدد الحديث عن استبعاد تدخل بري في الوقت الراهن، مكتفيًا بالقول: "لكل شيء موعد، ولكل مقام مقال"، ورهن التدخل البري بالخطة التي تنفذها قوات التحالف.
وفي سياق متصل، أصدر المدير العام للتعليم في منطقة جازان (جنوب السعودية) عيسى الحكمي، قراراً بإنهاء الدراسة في مدارس الشريط الحدودي السعودي، وإجراء اختبارات الفصل الدراسي الثاني نهاية الشهر الجاري.
كما أصدر مدير الجامعة السعودية الإلكترونية المكلف، الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الموسى، قرارًا بإعفاء طلاب الجامعة المشاركين في عملية "عاصفة الحزم" وذويهم من الرسوم الدراسية، وتأجيل اختباراتهم لهذا الفصل الدراسي إلى وقت مناسب.
أرسل تعليقك