مجلس الشيوخ الأميركي يدعو إلى إنشاء محافظة للمسيحيين في سهل نينوى

رفض ديوان أوقاف المسيحيين والديانات الأخرى في العراق، دعوة أميركية لإنشاء محافظة في سهل نينوى تضم الأشوريين والأقليات المسيحية الأخرى التي تقطن المنطقة.

واعتبر مجلس المحافظة هذا الأمر، سابق لأوانه، ولابد من التفكير في تحرير الموصل، وأيّد نائب مسيحي هذه الدعوة بعد فقدان المسيحيين الثقة بالعرب والكُرد ،على حد وصفه.

ودعا  17 عضوًا في مجلس الشيوخ الأميركي وزير الخارجية جون كيري، إلى دعم جهود الحكومة العراقية لإنشاء محافظة في سهل نينوى تضم الأشوريين والأقليات المسيحية الأخرى التي تقطن المنطقة.

وجاءت دعوة أعضاء مجلس الشيوخ في رسالة وجهت إلى كيري وضمت تواقيع العضو الديمقراطي الأرفع مستوى في لجنة الاستخبارات داين فاينستاين.

كما ضمت توقيع عضو لجنة القوات المسلحة تد كروز، والعضو المسؤول عن تصويت الديمقراطين في مجلس الشيوخ ريتشارد ديربن، وعضو لجنة العلاقات الخارجية جين شهين في المجلس، وعضو لجنة التخصيصات المالية مارك كرك.

وشدّد الموقعون على ضرورة أنَّ "تقوم أميركا بتقديم المساعدة والتدريب للقوات المسؤولة عن هذه المحافظة وتقديم المساعدة اللازمة للاقليات ومنها الآشورية لإنهاء حالة الإضطهاد التي تعانيها في العراق".

وعبّر رئيس ديوان أوقاف المسيحيين والديانات الأخرى رعد عمانوئيل الشماع، عن رفضه لهذا المشروع ،واصفًا بأنَّه"تقسيم للعراق ونحن لانقبل به".

وتسائل الشماع "هل يريدون عزلنا عن إخواننا العراقيين ؟"، لافتًا أنَّ "لنا كنائس في أغلب المحافظات العراقية كيف نذهب إليها ونحن معزولون في سهل نينوى".

وعن موافقة البعض من المسحيين على هذه الدعوة، أكد إنَّها "موافقة من أحزاب وسياسيين مسيحيين لتمرير أجندة خاصة بهم ،أما نحن فلانقبل بها".

من جانبه، نوه نائب رئيس مجلس محافظة نينوى المهندس نور الدين قبلان، أنَّ "إنشاء محافظة في سهل نينوى أمر سابق لأوانه".

وشدّد قبلان على " ضرورة التفكير في تحرير الموصل بشكل كامل حتى يتم التفكير في اقامة محافظة".

وأشار الى أنَّ "هناك مشاريع أخرى تطرح من قبل فئات معينة منها إقامة محافظة تلعفر".
 
وأكد أنَّ "هذا المشروع رُفض بشِّدة من الأهالي الذين فضلوا إنتمائهم الوطني على أي إعتبارات آخرى".

وأوضح نائب رئيس مجلس محافظة نينوى، أنّ "الأقليات التي تعيش في سهل نينوى لا يتجاوز عدد أحزابها الأربعين حزبًا، وليس لديهم عمق شعبي كبير، فضلًا عن إنَّ  معظمهم لا يعيش في سهل نينوى".

وبيّن أنَّ "المسيحيين لا يشكلون سوى 15في المائة فقط من سكان سهل نينوى، مقارنة بـ 40في المائة للأيزيدين، و25 للشبك، و20في المائة للعرب".

وأشار الى "وجود نحو 65 ألف مسيحي في قضاء الحمدانية، و25 ألفًا في قضاء تلكيف، و18 ألف آخرين في مدينة الموصل، وبذلك لو شُكلت المحافظة ، فلن يكون للمسيحيين أيّ أغلبية، ولن يحصلوا حتى على مناصب إدارية بسيطة، متسائلاً: فأين الفائدة من ذلك؟".

وأوضح إنَّ "في العراق لم يعد هناك أكثر من 500 الف مواطن مسيحي، بعد أن كان عددهم يصل قبل 2003 إلى مليون وثمانمائة ألف شخص، والآن يسكن في نينوى ما يقرب من 100 ألف مسيحي".

ويشير نائب رئيس مجلس محافظة نينوى، إلى أنّ "بعض الأحزاب المسيحية تدعمها جهات خارجية، تقوم بالترويج لفكرة إنشاء محافظة في منطقة سهل نينوى، لكن المشروع سيواجه بالرفض".

بدوره، رحب النائب في البرلمان العراقي عن كتلة الوركاء غوزيف صليوا، بالمشروع .

وصرح صليوا بأنّه "مهم وضروري بعد الأوضاع الأخيرة التي واجهت المسيحيين والأقليات الأخرى من تصرفات تنظيم "داعش"، فضلًا عن فقدانهم الثقة بإخوانهم العرب والكرد في الفترة الأخيرة وعدم تعاونهم مع الأقليات".

وأضاف أنَّ "منطقة سهل نينوى تعيش فيها مكونات وقوميات أخرى من الشبك، موكدًا أنَّه مع إقامة هذه المحافظة ولكن على أنَّ تكون وفق أساس جغرافي".

ويرى إنَّ "المحافظة الجديدة التي تجري المطالبات على إنشائها ستحوي جميع الأقليات التي تعيش هناك".

وتوقع صيلوا إنَّ "إنشاء محافظة للمسيحيين خاصة بهم في سهل نينوى حلُّ للهجرة التي يعانون منها".

ويعتقد إنَّ" العراق يتجِّه إلى اللامركزية، فليس من الضَرر إقامة محافظة للمكون المسيحي إضافة الى المكونات الأخرى" مشترطًا على" وضع آلية ودراسة تضمن حق جميع الأقليات من دون غُبن أي طرف".

من جهته، أيّد عضو مجلس محافظة نينوى، غزوان الداودي، وهو مواطن "شبكي" إقامة محافظة في سهل نينوى تضم جميع الاقليات ومن بينها مكون الشبك. لافتًا الى أنَّ" الأمر لا يتم من دون موافقة المجلس".

وقال الداودي: "من حق الأقليات إقامة محافظة لهم في سهل نينوى، الأمر لا يتم من دون موافقة المجلس والتصويت عليه وإرساله بعد ذلك إلى الحكومة الإتحادية للنظر به والمصادقة عليه".

يشار الى أنَّ سهل نينوى هو منطقة جغرافية تابعة لمحافظة نينوى شمال العراق إلى شمال وغرب مدينة الموصل.

ويتألف من ثلاث أقضية هيّ الحمدانية والشيخان وتلكيف، ويعتبر السهل الموطن التأريخي لمسيحيي العراق إلى جانب تواجد اليزيديين والتركمان والشبك والعرب.

وتحولت منطقة سهل نينوى إلى نقطة تجمع مسيحيي العراق بعد فرارهم من المناطق الساخنة في بغداد وجنوب ووسط العراق، لأنها المنطقة الوحيدة في العراق ذات الغالبية المسيحية.

ويُعتبر هذه المناطق من المناطق المتنازع عليها بحسب المادة 140 من الدستور العراقي لسنة 2005.

كما شهدت السنوات الأخيرة، دعوات من بعض الساسة بإقامة منطقة حكم ذاتي أو محافظة خاصة بالأقليات في هذه المنطقة، لاسيما بعد تزايد حدّة الهجمات عليهم في مدن عراقية أخرى.

تجدرالإشارة إلى أنَّ محافظ الموصل أثيل النجيفي خرج معارضًا لهذه الدعوات قائلًا: "الذين يدعون إلى هذه الفكرة يحاولون الإضرار بالمجتمع المسيحي بصورة كبيرة جدًا".