بيروت - رياض شومان
ينعقد مجلس النواب اللبناني قبل ظهر اليوم اربعاء في أولى الجلسات المخصصة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية خلفاً للرئيس ميشال سليمان الذي تنتهي ولايته في 24 أيار / مايو المقبل. الا ان المؤكد هو ان هذا لن يحصل في جلسة اليوم لتعذر حصول أي مرشح على أكثرية الثلثين المطلوبة في الدورة الأولى من الاقتراع، وفقدان متوقع للنصاب في الدورة الثانية، بما يحول دون اجراء الاستحقاق في موعده الدستوري الأمر الذي قد يوصل الى الفراغ في سدة الرئاسة الأولى لأجل غير معروف بانتظار تطورات داخلية واقليمية .
وتقول الاوساط المتابعة أن النواب سيوفرون النصاب القانوني لجلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ويختارون بين المرشح الاول الذي أجمعت عليه قوى 14 آذار، وهو رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، ومرشح "اللقاء الديموقراطي" النائب هنري حلو، والورقة البيضاء التي دعا اليها "التيار الوطني الحر" ومعه قوى 8 آذار.
ومن المؤكد ان قوى 8 آذار ستقترع بورقة بيضاء ويصل مجموعها الى ما بين 56 و58 صوتا. فيما يحصل جعجع على 51 صوتا في الحد الاقصى، او 46 وفق توقعات أقل تفاؤلا، وحصول المرشح هنري حلو على نحو 13 الى 16 صوتا وربما أكثر.
وكانت قوى 14 آذار التي عقدت اجتماعا استثنائيا في بيت الوسط مساء الثلاثاء، أكدت بعد التشاور بين كل الأطراف من أحزاب وشخصيات سياسية وقيادات وطنية دعمها ترشيح جعجع للرئاسة، واعتبرت أن هذا الترشيح يمثل المبادئ التي قامت عليها "ثورة الأرز وانتفاضة الاستقلال" وقوى 14 آذار.
وقال منسق الأمانة لقوى 14 آذار فارس سعيد إثر صدور البيان إن التحالف "أثبت وحدته بصفته مساحة وطنية مؤتمنة على الديموقراطية واحترام المهل الدستورية. والتأييد الشامل لترشيح سمير جعجع لم يكن من منطلق حزبي أو مذهبي، مما يؤكد أن المصالحة الوطنية والشعبية، والتلاقي المسلم – المسيحي العفوي في ساحة الشهداء والحرية – 2005، لا يزالان القاعدة الصلبة لخيارات قوى 14 آذار".
وهذا الموقف الموحد لقوى 14 آذار أتى ثمرة نجاح رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري في ادارة اللعبة السياسية اذ أدى قرار "المستقبل" الذي تبلغته قيادات 14 آذار ومكوناتها الى عزوف المرشحين الاساسيين في 14 آذار ولا سيما منهم رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" الرئيس امين الجميل والوزير بطرس حرب والنائب روبير غانم عن اعلان ترشيحاتهم، الامر الذي جعل جعجع مرشحا وحيدا لهذه القوى.
من جهة أخرى، رشح "اللقاء الديموقراطي النيابي" الذي يتزعمه النائب وليد جنبلاط، عضو اللقاء هنري حلو كمرشح للوفاق ومنع الفراغ وذلك في مؤتمر صحافي عقد في منزل جنبلاط في بيروت. و قال قريبون من النائب هنري حلو إنه "شخصياً لم يكن في وارد الترشّح". وهو يخشى "أن يكون الفراغ هو الرئيس المقبل نتيجة الاصطفافات القائمة إزاء الترشيحات، وهو قبل بترشيحه لأن هذا الترشيح يمكن أن يطلق دينامية تكسر الاصطفافات وتؤدي إلى انتخاب رئيس وفاقي حتى لو لم يكن هذا الرئيس بالضرورة هو".
وأكدوا أن النائب حلو "لا يطرح نفسه منافساً لأي من المرشحين. فهو يرى أن جميع المرشحين شخصيات لها حضورها وموقعها، ولكل منهم تاريخه الوطني والنضالي الذي يحترمه، وكلّ منهم يمكن أن يشكّل انتخابه قيمة مضافة للبنان. وهو لا يعتبر أنه ينافس الدكتور سمير جعجع أو الجنرال ميشال عون أو أي مرشح آخر، بل هو ينافس الفراغ، وتالياً هو مرشح ضد الفراغ. ثم أنه لم يكن ليقبل بترشيحه لو لم ير فيه مصلحة للبنان.
وفي سيناريو الجلسة النيابية التي تعقد ظهرا، ان الرئيس نبيه بري يفتتحها عند حضور 86 نائبا أي لدى اكتمال النصاب المطلوب ويباشر الاقتراع في دورة أولى ثم ثانية وثالثة، الا اذا فقد النصاب فيختم عندها المحضر.
وفي السيناريو ايضا، انعقاد الجلسة من غير ان يفوز أي من المرشحين بالاصوات الكافية. ومن ثم يبادر بري الى ختم الجلسة مما يعني ان انعقادها مجددا سيحتاج الى حضور 86 نائبا على الاقل والى 86 صوتا ليفوز أي من المرشحين. وقد تمسك بري امام من راجعوه اخيرا باعتماد هذا الخيار. وقال متابعون إن قرار 8 آذار حضور الجلسة اليوم بكل مكوناتها تقرر بعد تلقي أعضائها ضمانات أن رئيس المجلس سيبقي على مبدأ ثلثي الاصوات لافتتاح جلسات الانتخاب مهما تعددت.
وردد بري امام زواره أمس أن "كتلته النيابية ستكون اول من يدخل القاعة وآخر من يخرج منها". وكرر الموقف نفسه الذي قاله سابقاً من أن "ثمة فرصة للبننة هذا الاستحقاق لانتخاب رئيس للجمهورية وما يحصل حتى الآن هو معركة منافسة. ولسنا حتى الآن في حاجة الى تدخل خارجي. وسنذهب في "كتلة التحرير والتنمية" الى الجلسة من دون أي مرشح وبعدها نبني على الشيء مقتضاه".
أرسل تعليقك