بيروت - رياض شومان
ينتظر اللبنانيون بترقب ما ستؤول اليه جلسة مجلس النواب غداً الاربعاء والمخصصة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية خلفاً للرئيس الحالي ميشال سليمان التي تنتهي ولايته في 24 أيار / مايو المقبل. وعشية الجلسة تشهد الساحة اللبنانية حركة اتصالات ومشاورات داخلية وخارجية لتظهير الصورة للمرحلة المقبلة ، ومن بين الحركة المحمومة المتصاعدة لمختلف الكتل النيابية فان ثلاث محطات رئيسية ستشغل الاوساط المعنية اليوم الثلاثاء نظرا الى طابعها التقريري في رسم الخط البياني لجلسة الغد وهي : اجتماع تكتل "التغيير والاصلاح" برئاسة العماد ميشال عون لاعلان موقفه الحاسم من ترشح عون او الاستمرار في موقف الممتنع عن الترشح في جلسة الغد تحديدا . اجتماع "جبهة النضال الوطني" برئاسة النائب وليد جنبلاط لتقرير وجهة التصويت التي ستتبعها الجبهة . واحتمال انعقاد اجتماع موسع لقوى"١٤ آذار" لاعلان تبنيها رسميا جعجع مرشحها الوحيد.
وكان يوم أمس الاثنين، شهد تطورا اساسيا تمثل في نجاح قوى ١٤ اذار في تجاوز التداعيات الثقيلة التي نشأت عن تعددية المرشحين لديها ولا سيما بين جعجع ورئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس امين الجميل، وهو تطور وان كان لا يضمن لمرشح هذه القوى الفوز بالرئاسة اقله في جلسة الاربعاء، فانه اسقط رهانات خصوم ١٤ اذار على انفراط عقد التحالف السيادي وانهياره عشية الجلسة الانتخابية ورمى كرة اعلان المرشح المنافس في مرمى ٨ اذار .
وقد اتسمت الحركة السياسية امس باستكمال وفود من القوات اللبنانية جولة واسعة شملت الرئيس الجميل والنائب جنبلاط ورئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون والجماعة الاسلامية واختتمت مساء بالرئيس فؤاد السنيورة حيث برز الاتجاه الواضح لكتلة المستقبل الى تبني ترشح جعجع لكن القرار الرسمي النهائي ترك لقوى آذار مجتمعة اليوم . وشق هذا القرار طريقه الى النور بعدما قرر حزب الكتائب دعمه إظهارا لوحدة موقف ١٤ اذار من دون ان يعني ذلك تخلي الرئيس الجميل عن ترشحه " الطبيعي ".
اما التطور الآخر البارز فسجل في زيارة مسائية قام بها وفد من "التيار الوطني الحر" للنائب جنبلاط في منزله في بيروت الامر الذي عكس المكانة الساحقة التي تتحتلها الكتلة الجنبلاطية في احتمالات ترجيح كفة اي مرشح رئاسي نظرا الى ان كتلته بنوابها الثمانية مع نحو اربعة نواب مستقلين آخرين يشكلون واقعيا بيضة القبان المرجحة لفوز اي مرشح في الدورة الثانية باكثرية النصف زائد واحد اي ٦٥ صوتا في ظل واقع التوازن السلبي بين فريقي ١٤ و٨ اذار . ومع كل المؤشرات تستبعد حصول دورة ثانية في جلسة الغد وترجح تطيير النصاب بعد الدورة الاولى اذا انعقدت ، فان اي طرف لا يمكنه الا ان يتحسب لمفاجآت وربما افخاخ غير محسوبة .
وسط ذلك، لفت المكتب السياسي الكتائبي إلى ان "المرحلة الحالية تحتم، أكثر من أي يوم مضى، وجود رئيس قادر على رأس البلاد نظرا للتحديات القائمة والتحولات المصيرية المحيطة بلبنان والشرق الاوسط"، وأهاب "بكل الكتل النيابية حضور جلسة الأربعاء لتأمين النصاب والبدء بانتخاب رئيس جديد للجمهورية".
وشدد المكتب بعد اجتماع له عرض فيه نتائج الاتصالات التي أجراها أعضاؤه في شأن ترشيح رئيس الحزب أمين الجميل لرئاسة الجمهورية، على "ضرورة المحافظة على وحدة قوى 14 اذار وتضامنها لتكون القاعدة الناخبة التي ينطلق منها مرشحها للحصول على أوسع تأييد وطني"، وأناط "برئيس الحزب الرئيس الجميل مسؤولية استكمال الاتصالات لتحديد المواقف التي تفرضها التطورات ومراحل العملية الانتخابية".
من جهة ثانية، استقبل رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة في منزله وفدا من "القوات اللبنانية"،حيث تمت منافشة موضوع الاستحقاق الرئاسي وقد سلم الوفد السنيورة نسخة عن البرنامج الرئاسي للمرشح لانتخابات رئاسة الجمهورية رئيس الهيئة التنفيذية لـ"القوات" سمير جعجع.
واثر الاجتماع قال النائب احمد فتفت : "بعد الاطلاع على البرنامج الرئاسي للدكتور سمير جعجع، نرى انه يلبي الكثير من تطلعات اللبنانيين وتوقهم الى تعزيز الاستقلال والسيادة والنظام الديموقراطي واسترجاع دور الدولة وهيبتها وسلطتها على ارضها. كما ان هذا البرنامج يصب في دعم وحدة قوى انتفاضة الاستقلال اي قوى "14 آذار" التي كانت وستبقى واحدة موحدة في مواجهة التحديات التي يتعرض لها لبنان حاضرا ومستقبلا . ولهذه الاسباب فاننا قد ابدينا دعمنا وتأييدنا لهذا الترشيح".
أرسل تعليقك