محادثات عراقية روسية لتعزيز التعاون في مواجهة التطرف وزيادة الاستثمار

أعلنت لجنة العلاقات الخارجية النيابية، السبت، تلقي رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، دعوة رسمية من رئيس مجلس "الدوما" الروسي سيرغي ناريشكين لزيارة روسيا في غضون أيام. يأتي ذلك في وقت بحث فيه وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري مع نظيره الروسيَّ سيرغي لافروف في الأيام الماضية تطوُّرات الوضع السياسيَّ في العراق، وأهميّة التعامُل الثنائيِّ في مجال الطاقة، والملف العسكري، والنقل، وغيرها من المجالات.

وأوضح رئيس لجنة العلاقات الخارجية النيابية حسن خضير الحمداني إلى "العرب اليوم"، أنّ هذه الزيارة تأتي ضمن سلسلة من الزيارات التي يقوم بها إلى العراق لتوطيد العلاقات الخارجية العربية، والدولية، والاقليمية، لبحث آخر المستجدات السياسية، والأمنية، والحرب ضد تنظيم "داعش" الإرهابي.

وشدد الحمداني على حرص العراق لبناء علاقات كثيفة وموسعة مع مختلف بلدان العالم على أساس المصالح والمخاطر المُشتركة, داعيًا إلى ضرورة تفعيل الاتفاقات المُبرَمة بين العراق وروسيا لتعزيز العلاقات التاريخية بين البلدين.

وأشار الحمداني فيما يتعلق بالتحالف تحت القيادة الأميركيّة في العراق، لمُحارَبة "داعش" وتعارضها مع السياسية الروسية، إلى أن العراق بحاجة إلى دعم دولي كبير، ومن جميع الأطراف لمحاربة "داعش"، مبينا أن روسيا دولة مهمة في صناعة القرار الدولي باعتبارها عضو في مجلس الأمن الدولي.

وأضاف الحمداني أنّ الولايات المتحدة تـُنفذ عمليّاتها تحت ترخيص ومُوافقة كاملة من قِبَل السلطات العراقيّة، ولكن للأسف الشديد لا تـُوجَد هناك أيُّ قاعدة قانونيّة لتنفيذ العمليّات نفسها في سوريا والتي تمثل منبع التطرف في العراق، لافتًا إلى استعداد روسيا لإسناد العراق، والإصرار على مُواجَهة "داعش"، وتقديم المعونات الأمنيّة بشكل كبير .

وحظي الملف النفطي الحيز الأكبر في المناقشات على حد قول الحمداني، مبررًا ذلك الحيز بسبب الانخفاض الحاد في أسعار النفط، وخاصة الدول المنتجة للنفط، مبينا أنّ المحادثات نتجت عن زيادة الإنتاج النفطيِّ، لذا فإنَّ تضاعُف إنتاج الشركات النفطيّة من شأنه أن يُعدِّل من خسارة العراق التي سببها عاملين، هما انخفاض الأسعار، وتقلـُّص حجم التجارة  النفطيّة، أو تصدير النفط إلى الخارج.

ونوه الحمداني إلى عزم العراق لتطوير علاقتها مع روسيا في الملف الأمني لمواجهة الإرهاب، إضافة إلى تطوير علاقاتهما  التعليمية، والعمل على رفع قيمة موازنتهما التجارية.

وتلقى رئيس مجلس النواب الدكتور سليم الجبوري, الجمعة الماضية, دعوة رسمية من رئيس مجلس الدوما الروسي سيرغي ناريشكين لزيارة روسيا.

وقيم الجعفري محادثاته مع لافروف بالمنسجمة، وسادته الثقة، والمودّة وكان الفهم متطابقاً وهذه نقطة ايجابية، لافتا إلى تقارب تحليل الأحداث إلى حد كبير في عِدّة ملفات على أكثر من صعيد، منها المحليّ، والإقليميّ، وكذلك الصعيد الدولي.

وخلال اجتماع الجعفريّ مع رئيس لجنة العلاقات الدوليّة في مجلس الدوما الروسيِّ أليكسي بوشكوف، فقد تم بحث تعزيز العلاقات الثنائيّة بين العراق وروسيا، ومُجمَل الأوضاع السياسيّة، والأمنيّة، ومُستجدّات الحرب ضدَّ تنظيم "داعش" الإرهابيِّ، وجُهُود الحكومة العراقيّة في عودة الأمن، والاستقرار، والقضاء على الفساد، ونشر العدالة بين مُكوِّنات المُجتمَع العراقيّ.

وأكـَّد الجعفري أنَّ العراق بلد غنيٌّ بالثورات المُختلِفة، ولكنه يمرُّ بظروف استثنائيّة تتطلـَّب مُساعَدته من قِبَل الدول الصديقة كافة من خلال الاستثمار، وتبادُل الخبرات في العديد من المجالات، مُشيراً إلى أنَّ العراقيِّين سيتجاوزون التحدِّيات التي تواجه تقدُّم التجربة الديمقراطيّة والعمليّة السياسيّة من خلال مُشارَكة جميع أبنائه الشرفاء في حفظ الوحدة الوطنيّة، والقضاء على مُحاوَلات نشر الفرقة، والتمزُّق بين أبناء المُجتمَع الواحد.

 وخلال لقاء كوادر وموظفي البعثة الدبلوماسيّة العراقيّة في روسيا، في مقرِّ السفارة هناك، فقد أكـَّد الجعفري ضرورة تنشيط العلاقات العراقيّة الروسيّة، وأهمّيّة تفعيل الاتفاقات المُبرَمة بين البلدين الصديقين، وشدد على ضرورة أن تكون السفارة بيتاً للجالية العراقيّة تـُعالِج مشاكلهم، وتـُساهِم في رفع مُعاناتهم، داعياً الجميع إلى العمل بروح الثقة والمَحبّة، خدمة للعراق الواحد.

وكان الجعفري وصل إلى العاصمة الروسية موسكو الخميس الماضي في زيارة رسمية على رأس وفد كبير.

وخلال مؤتمر صحافي للوزيرين عقب الاجتماع، أشار لافروف إلى أن مباحثاته مع الجعفري أولت اهتماماً للتعامُل الثنائيِّ بين البلدين، وأشار إلى الديناميكيّة الإيجابيّة في التعامُل التجاريِّ، والاقتصاديِّ، وعلى ضرورة التعامُل الثنائيِّ في مجال الطاقة، والتعامُل العسكريِّ الفنيِّ، والنقل وغيرها من المجالات.

وأشار لافروف إلى أنّ الكثير من الشركات الروسيّة تعمل في مجال النفط في العراق، بما في ذلك "لوك اويل وغازبروم"، وغيرهما من الشركات التي تـُساهِم في قسط كبير في مدخُول الميزانيّة العراقيّة، مشيرا أن حجم التبادل التجاري بين العراق وروسيا قد تجاوز زهاء مليار دولار أميركي.

وأوضح أن البلدين قد أنجزا عقودًا عسكرية  بلغت قيمتها أكثر من أربعة مليارات دولار، وحصل الجيش العراقي بموجبها على مروحيات مقاتلات، ومنظومات صواريخ بانتسير.

وفي الشأن ذاته، يتطلع وزير الخارجية العراقية إلى مقابلة نائبَ رئيس الوزراء الروسيِّ، ورئيس الجانب الروسيّ للجنة الحكوميّة المُشترَكة لحسم قضية الخطوات المطلوبة لدفع العلاقة العراقية الروسية إلى الأمام.

وتثير محاولات تنظيم "داعش" لفرض سيطرته على سورية والعراق قلقًا المجتمع الدولي، إذ أعربت دول عدة من بينها عربية وأجنبية عن قلقها حيال محاولات التنظيم هذه، قبل أن يشن التحالف الدولي بقيادة واشنطن ضربات جوية لمواقع التنظيم في مناطق متفرقة من البلدين.