بدأت تداعيات قرار مجلس محافظة الأنبار إعفاء المحافظ أحمد خلف الدليمي، من منصبه، تطفو على سطح المدينة التي يسيطر تنظيم "داعش" على 80% من أراضيها؛ حيث وصل الدليمي بغداد، صباح الأحد، قادمًا من ألمانيا بعد رحلة علاج لإصابته خلال معارك تطهير الأنبار من عناصر داعش المتطرفة.
وكان محافظ الأنبار، أحمد خلف الدليمي، قد أصيب بجروح بالغة؛ إثر سقوط قذيفة هاون بالقرب منه خلال إشرافه على هجوم شنته القوات العراقية ضد عناصر "داعش" في بلدة بروانة المجاورة لحديثة غرب العراق، نقل على إثرها بطائرة عسكرية إلى مستشفيات بغداد قبل أنَّ ينقل للعلاج في الخارج وما زال هناك.
وأضاف مصدر مطلع لـ"العرب اليوم"، رفض الكشف عن هويته، أنه "يتوقع أنَّ يلتقي الدليمي رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي للتباحث في ملابسات إقالته".
كما أشار المصدر أنَّ "يقدم محافظ الأنبار طعنًا على قرار مجلس المحافظة إعفائه من منصبه أمام المحكمة الاتحادية".
وأشار المصدر إلى أنَّ "المعلومات المتسربة تؤكد إعادة الدليمي إلى منصبه لعدم شرعية إعفائه".
وفي السياق ذاته، كشف قائممقام الرمادين دلف الكبيسي، في تصريح لـ"العرب اليوم"، أنَّ "الأوساط السياسية والعشائرية في المحافظة وصفت إقالة الدليمي من منصبه بـ"المؤامرة"؛ كون الدليمي قارع التطرف وتصدى لعناصر داعش وأصيب في ساحات المعارك وهذه علامة بارزة على صموده".
وأوضح قائممقام الرمادي، أنَّ "معظم الحكومة المحلية في الأنبار هم خارج المحافظة ولا يصلحون لشغل المنصب".
ووصف الكبيسي أنَّ "الركض وراء هذا المنصب لأغراض منافع شخصية وسياسية ولا تصب في مصلحة أهالي المحافظة التي يعيش العدد الكبير منهم في مخيمات لاتتوفر فيها أبسط مقومات الحياة".
من جانبه، اعتبر عضو مجلس محافظة الأنبار، عذال الفهداوي، الأحد، "عملية إعفاء محافظ الأنبار أحمد الدليمي وإحالته إلى التقاعد جائت على خلفية الأوضاع الخطيرة التي تمر بها المحافظة".
وأضاف الفهداوي أنَّ "باب الترشيح لشغل منصب محافظ الأنبار قد تم فتحه وسينتهي السبت المقبل"، مشيرًا إلى أنَّ "محافظ الأنبار القادم قد يكون من خارج الحكومة المحلية"، موضحًا أنَّ "الأسماء التي يتم تداولها حاليًا ليست بالضرورة صاحبة حظ الفوز بالمنصب".
وأكد الفهداوي أنَّ "مهلة محافظ الأنبار السابق قد انتهت قانونيًا، مما يحتم على المجلس اختيار محافظ آخر"، مبيناً أنَّ "الأجازة التي منحها رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي للدليمي كانت لغرض التنظيم الوظيفي، وأنَّ كافة السياقات القانونية في عملية إعفاء الدليمي صحيحة ودستورية ولا غبار عليها".
وفي ضوء هذه التصريحات المتابينة في الآراء، قال بيان موقع باسم أبناء ومقاتلي الأنبار المناهضين لداعش، الأحد، إنهم يرفضون عزل محافظ الأنبار من منصبه.
وجاء في البيان الذي ورد لـ"العرب اليوم" نسخة منه، أنَّ "هذا القرار مؤامرة لإسقاط المحافظة بالكامل" في يد تنظيم داعش.
وذكر الموقعون على البيان أنَّ "على أعضاء المجلس الهاربين العودة إلى المحافظة والمشاركة في الدفاع عنها والابتعاد عن المؤامرات الخبيثة التي تحاك خارج الأنبار".
وصوت مجلس محافظة الأنبار، السبت الماضي، على إعفاء المحافظ أحمد خلف الدليمي من منصبه وإحالته إلى التقاعد.
يذكر أنَّ مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي وافق، في (7 كانون الأول/ديسمبر 2014)، على تمديد أجازة محافظ الأنبار شهرًا واحدًا.
يشار إلى أنَّ رئيس مجلس محافظة الأنبار، صباح كرحوت، أكد، في (7 أيلول/سبتمبر 2014)، أنَّ محافظ الأنبار الدليمي يتلقى العلاج في إحدى المستشفيات في ألمانيا بعد إصابته خلال عمليات تحرير بروانة من مسلحي "داعش".
أرسل تعليقك