غزة ـ محمد حبيب
أكّد محللون فلسطينيون أنّ الأوضاع في الضفة المحتلة ستشهد تصعيدًا خطيرًا في الأيام المقبلة، ردًا على اغتيال الوزير زياد أبو عين، فضلاً عن السياسيات الإسرائيليّة المستمرة.
وأوضحوا أنّ "اغتيال أبو عين يتطلب من السلطة الفلسطينية قرارات كبيرة ومسؤولة عن حياة الفلسطينيين، أهمها وقف التنسيق الأمني مع المحتل، ودعم الشعب الفلسطيني في مواجهة المحتل، عبر أشكال المقاومة كافة".
من جهته، أبرز المحلل السياسي سهيل خليلية، من الضفة المحتلة، أنَّ "اغتيال الوزير زياد أبو عين زاد من سخونة الأوضاع في الضفة، حيث أصبحت على صفيح ساخن، وهي مرشحة للانفجار في أي وقت".
وبيّن خليلية أنّ "الضغوط الإسرائيلية تزداد على الفلسطينيين من النواحي كافة، الاغتيالات، والمنع، والاعتقالات، والملاحقات وغيرها، وهذا يدفع المواطنين إلى الانفجار في وجه المحتل".
وأضاف "اغتيال الوزير أبو عين يستوجب خطوات كبيرة من طرف السلطة، أهمها وقف التنسيق مع الاحتلال الإسرائيلي، لكي نثبت لهم أن حياة الإنسان الفلسطيني ليست رهينة بيد إسرائيل، إضافة إلى تفعيل السلطة وأذرعها في الدول العربية والأوروبية، بهدف التحريض على سياسة المحتل الإسرائيلي".
من جانبه، توقع المحلل السياسي طلال عوكل، أن تشهد الأراضي الفلسطينية في الضفة المحتلة مواجهات عنيفة، أكثر سخونة من التي تشهدها، نتيجة اغتيال الوزير زياد أبو عين.
ورأى عوكل أنَّ "السيناريو المتوقع أن تتخذه قيادة السلطة في اجتماعها، هو خفض مستوى التنسيق الأمني، وليس وقفه، إلى جانب حراك سياسي نشيط في الاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، للحصول على مواقف وإدانات لممارسات الاحتلال الإسرائيلي".
وتوقع أن "يتخذ الاحتلال الإسرائيلي سلسلة من الإجراءات الأمنية، التي تشكل قيودًا على تحرك الفلسطينيين، والتي سيقابلها المواطنون بمواجهات مع قوات الاحتلال".
وأضاف "هذه الجريمة يجب أن تشكل لوحدها ملفًا يحاسب عليه جيش الاحتلال ويقدم للمحاكم الدولية".
وبدوره، رجّح الخبير والمحلل العسكري واصف عريقات أن تشهد الحالة الميدانية الفلسطينية تسارعًا في الاشتباك مع العدو الإسرائيلي، في جميع مناطق التماس؛ وذلك بعد اغتيال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، وعضو المجلس الثوري لحركة "فتح" الوزير زياد أبو عين، على أيدي الجنود الإسرائيليين، أثناء فعالية لمقاومة الاستيطان في الضفة المحتلة.
وأوضح عريقات أنَّ "الحالة الفلسطينية ككل ستحاول الانتقام والثأر لاغتيال أبو عين، عبر خيارات متعددة دون استثناء"، مشيرًا إلى أنَّ "المحفز الأكبر للحالة الفلسطينية، المهيأة للاشتباك أصلاً مع العدو الإسرائيلي، عملية اغتيال أبو عين إضافة للممارسات الإسرائيلية العدوانية في القدس والضفة المحتلتين".
وأردف "توقعاتي لحالة الاشتباك مع العدو الإسرائيلي وسيناريوهات الرد الفلسطيني على عملية اغتيال أبو عين لا تستثني أي خيار من خيارات المقاومة، بدءًا من الحراك السلمي، ومرورًا بالاشتباك بالحجارة، ووصولاً للاشتباكات المسلحة الفردية والمنظمة، ومن ضمن تلك الخيارات التي لا استثنيها اغتيال شخصيات صهيونية بارزة على غرار اغتيال زئيفي".
ولفت إلى أنَّ "قوات الاحتلال تدرك أن عملية اغتيال أبو عين لن تمضي دون رد فلسطيني قاسٍ، لذلك ستشدد من قبضتها الأمنية على الضفة والقدس المحتلتين، وستكثف عملياتها الأمنية والإستخباراتية خشية وقوع عملية ثأر محتملة".
وأشار إلى أنَّ "القبضة الأمنية الإسرائيلية لن تفلح في إفشال عمليات محتملة، لاسيما أنَّ العمليات الفردية في القدس والضفة المحتلة أثبتت قوتها في اختراق منظومة الأمن الإسرائيلية".
يذكر أنَّ السلطة الفلسطينيّة، برئاسة محمود عباس، قرّرت، مساء الأربعاء، وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل بالكامل، وأعلنت الحداد لثلاثة أيام على الوزير المناضل زياد أبوعين.
أرسل تعليقك