صورة من الارشيف للرئيس المصري محمد مرسي
صورة من الارشيف للرئيس المصري محمد مرسي
القاهرة ـ أكرم علي
دعا الرئيس المصري محمد مرسي إلى المصالحة بين الأطراف السياسية جميعهم، معلناً استعداده للذهاب للجميع، وسط رفض من قبل شباب جماعة الإخوان المسلمين الذين دعوا مرسي للغضب عليهم. وقال الرئيس المصري، في كلمته خلال اللقاء الشعبي بشأن حقوق مصر المائية مساء الاثنين في حضور قوى الإسلام السياسي
، " يسعدني كثيراً ما أسمعه وأتلقاه يومياً من مساهمات بالرأي والنصيحة في هذا الموقف، ولابد من المضي بالإرادة الواضحة بأننا كلنا صف واحد، ورغم اختلافي مع بعض الآراء التي تنقصها بعض المعلومات أو الرؤية أقدرها رغم اختلافي معها، ومستعد للذهاب للجميع من أجل مصلحة الوطن".
وأكد مرسي أهمية مياه النيل وضرورة الحفاظ عليه قائلاً "إذا كانت مصر هبة النيل فإن النيل هبة الله إلينا"، موضحاً أن موقف أهل مصر وقواها السياسية هو "موقف عظيم في حق مصر في مياه النيل لأني أنظر إليه بمعاني الإحساس والتواجد الفعال".
وقال مرسي "مسؤوليتي تحتم عليّ كرئيس للدولة المصرية أن أمن مصر لمائي الذي يحظى باهتمام وأولوية مطلقة لدى كل مصري، فلا فرق بين الحكومة والعشب أو أقلية وأغلبية ولا رئيس ومواطن ولا قبطي ومسلم ولا رجل وامرأة".
وأضاف مرسي خلال كلمته أن "أمن مصر المائي لا يمكن تجاوزه أو المساس به، ولا نسمح على الإطلاق بأن يمس أمن مصر المائي، وأن جميع الخيارات أمامنا مفتوحة فى التعامل مع هذا الملف، فأكدنا عشرات المرات بأن المصريين بثورتهم جاؤوا برسالة سلام إلى هذا العالم، فلسنا دعاة حرب، ولكننا لا نسمح أبداً بأن يهدد أمننا في أي كان أو غير ذلك".
وأضاف أن قضية مياه النيل تتجاوز الخلافات السياسية والحزبية كلها، مشيراً إلى أن هذا الشعب الذي أسهم بإبداعاته وإنجازاته فى حضارة العالم على مر العصور وحتى اليوم.
وتابع مرسي قائلاً "أتحدث إليكم عن قضية مصيرية تتجاوز الاهتمامات كلها وتتخطى المصالح الشخصية، وهي قضية نهر النيل، الذي ترتبط به حياتنا جميعاً، التي تتشابك بشأنه مصائر أبناء مصر كشعب واحد عظيم"، مؤكداً أن الشعب المصري ينتصر اليوم رغم كل هذه التحديات، وما قيل الآن من نظرات حولنا وفي إقليمنا وعالمنا وداخلنا وما وقع لنا في أعوام ماضية في محاولات مستميتة في إخراج مصر من معادلة التأثير في هذه المنطقة.
وأشار إلى أن "من يتصور أن مصر أو شعب مصر يمكن أن ينشغل بتحدياته أو ما يواجهه بعد الثورة من مشاكل أو تحديات اقتصادية أو غيرها، وأن ينشغل عن حماية حدودنا ومائنا وأرضنا فهو واهم، مشيراًً إلى أن الكثيرين داخلياً وخارجياً يساعدون تهميش مصر والتآمر على شعبها لكنهم فشلوا وسيفشلون، لأن ذكاء الشعب وبصيرته ضامنة له وحافظة لاستقراره".
وأكد مرسي "لن تقر عيوننا ولا يرتاح لنا بال لو أن قطرة ماء واحدة نقصت، ليس ماء هو وإنما هو وريد الحياة وشريانها، وإنما جعل الله منه كل شيء حي"، والأحياء نحن جند الله الذين أبداً لا يلهيهم كيد كائد أو تآمر أحد من هنا أو هناك عن أصل مشكلة يمكن أن تهددنا، من هنا أو من هناك، من شرق أو غرب أو شمال أو جنوب".
ودعا مرسي إلى تناسي الخلافات الحزبية والسياسية في هذه المرحلة لتخطي التحديات وبما يدفعني مرة أخرى والذي يدفعني لذلك، وأدعو الجميع إلى مصالحة وطنية شاملة تنطلق من الرؤية الموحدة.
ومن جانبهم رفض شباب الإخوان المسلمين خلال مشاركتهم في المؤتمر، دعوة المصالحة الوطنية، مرددين "لا يستاهلوا ياريس" اغضب يا سيادة الرئيس، وطالبوا بعدم الاهتمام بالقوى الوطنية التي قاطعت مؤتمرات الحوار الوطني السابقة.
وقال أستاذ العلوم السياسية وعضو مجلس أمناء التيار الشعبي المصري جمال زهران في تعليق على تويتر "يذكرني حديث مرسي غير الشرعي أمام أهله وعشيرته بخطاب المخلوع الأول، ويصر على أن يكون المخلوع الثاني لأنه لم يعمل لصالح الشعب والوطن"، مضيفا "أقول لك ارحل".
أما صفحة "أنا آسف ياريس"، أكبر الصفحات الموالية للرئيس السابق "حسني مبارك" عبر "فيسبوك"، فعلقت على المؤتمر الوطنى قائلة "ملخص المؤتمر الشعبي المنعقد الآن لمحمد مرسي والإخوان بشأن قضية سد النهضة الأثيوبي، ما هو إلا رسالة واضحة من مرسي لمتظاهري 30 حزيران/يونيو، مفادها "إنني لست بمفردي، وإنما أمتلك الأهل والعشيرة التي تستطيع أن تحميني وتحمي كرسي الرئاسة، إننا دولة فوق الدولة، لأن الحاضرين كلهم هم الإخوان والتيار الإسلامي السياسي التابع أيضاً للإخوان، فهو مؤتمر للأهل والعشيرة فقط".
وقال أستاذ فلسفة القانون في جامعة الزقازيق، محمد نور فرحات "إن قضايا الأمن القومي لا تناقش في مثل هذه الأجواء شديدة الاحتفالية و باستخدام الإبهار البصري وإلقاء الأناشيد الدينية؛ هذا استخفاف بأمن مصر من منظمي الاحتفال.
وأضاف فرحات في تصريح صحافي "إن هذا المشهد الاحتفالي شديد التكلف والاصطناع هو تكرار ممجوج لمشهد خطبة الاتحادية الشهيرة بين الأهل والعشيرة ومشهد سيارة القائد المنتصر التي تجوب استاد القاهرة في احتفالات ٦ أكتوبر".
وكانت الأحزاب الإسلامية على رأسها الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين دعا الرئيس محمد مرسي لحضور اجتماع بشأن مناقشة أزمة مياه النيل مع إثيوبيا.
أرسل تعليقك