أشارت السلطات البحرينية، أمس الثلاثاء، إلى تورط إيران في التفجير الذي وقع في قرية سترة، قرب العاصمة المنامة، وأسفر عن مقتل شرطيين وإصابة ستة آخرين.
ويعد التفجير المتطرف من أكثر الهجمات دموية في البحرين منذ أشهر كثيرة والأسوأ منذ آذار/ مارس 2014، وذكرت وكالة الأنباء الرسمية أن المتفجرات المستخدمة من النوع نفسه الذي صادرته السلطات السبت الماضي حين قالت إنها شحنة هربت من إيران.
وأعلنت جماعة مجهولة أطلقت على نفسها "المقاومة الإسلامية سرايا وعد الله" مسؤوليتها عن الهجوم، بينما قال مصدر أمني، إنَّ "هذه الجماعة جديدة لم تظهر من قبل"، مضيفًا أنّ الأمن يأخذ بيانها على محمل الجد وسيتتبع مصدر البيان.
وأدانت المملكة العربية السعودية الحادث المتطرف، وأكدت وقوفها إلى جانب البحرين، وكل الدول، في محاربة التطرف بكل أشكاله وصوره أيًا كان مصدره، معربة عن تعازيها لأسر الضحايا ولحكومة البحرين، وأمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين.
كما استنكرت بقية الدول الخليجية وجامعة الدول العربية التفجير، حيث أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، عن رفض الجامعة التام لتصريحات بعض المسؤولين الإيرانيين تجاه مملكة البحرين، مؤكدًا تضامن الجامعة مع البحرين.
وفي بيان أصدرته الأمانة العامة للجامعة أمس الثلاثاء، أعربت عن تضامنها الكامل مع مملكة البحرين، وكذلك استنكارها الشديد للسياسات الإيرانية القائمة على التدخل في الشؤون الداخلية للمملكة وبعض دول المنطقة.
وأكد الأمين العام أن مثل هذه التصريحات لا تتماشى مع مبادئ حسن الجوار، ولا تساعد على بناء الثقة لإقامة علاقات تقوم على مبدأ الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، كما أنها تُكرّس لحالة عدم الاستقرار التي تمر بها المنطقة بأسرها والأمن الإقليمي والدولي.
وشدد العربي على ضرورة التصدي للتدخلات الإيرانية في المنطقة العربية، والتي تتعارض جُملةً وتفصيلًا مع المواثيق والأعراف الدولية، وكذلك على أهمية العمل الجاد من أجل وضع حد فوري لجميع التدخلات الخارجية في شؤون بعض الدول العربية.
وأشار إلى قرارات مجلس جامعة الدول العربية التي طالبت إيران بترجمة ما أعلنته إلى خطوات عملية ملموسة قولا وفعلا، للتعبير عن رغبتها في تحسين العلاقات مع الدول العربية.
كما أدانت الإمارات بشدة التدخلات الإيرانية السافرة في الشؤون الداخلية للبحرين وعدم مراعاتها حسن الجوار في خرق واضح للأعراف والاتفاقيات والمواثيق الدولية.
واستنكر وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش، في بيان أمس الثلاثاء، المحاولات الإيرانية المتكررة لإثارة الفتنة الطائفية بين أبناء البحرين، قائلًا: "إنَّ الإمارات تابعت باستياء شديد التصريحات التي صدرت عن جهات مسؤولة في إيران، والتي تشكل تعديا سافرا على دولة مستقلة ذات سيادة وعلى هويتها وعروبتها، مطالبة بضرورة التراجع عن هذه التصريحات وإيقافها".
واستغرب قرقاش الدعوات الإيرانية إلى فتح صفحة جديدة مع دول المنطقة من أجل مكافحة جادة للتطرف في الوقت الذي تحاول فيه طهران زعزعة أمن واستقرار دول المنطقة عمومًا، والبحرين خصوصًا من خلال تدريب العناصر المتطرفة وإيواء الفارين من وجه العدالة ومحاولات تهريب أسلحة ومتفجرات إلى داخل البحرين في العملية التي أجهضتها السلطات البحرينية قبل أيام، والتي كانت تستهدف تقويض أمن واستقرار البحرين.
وأكد الدكتور أنور قرقاش أن تلك التصريحات والمحاولات التي صدرت عن جهات مسؤولة في إيران لا تعكس رغبة في تحسين العلاقات أو تعزيز مناخ الاستقرار في المنطقة، وإنما تسهم في توتير الأجواء وإشعال فتنة طائفية، كما أدان بشدة التفجير المتطرف الذي وقع في منطقة سترة واستهدف رجال الشرطة أثناء قيامهم بالواجب، وأسفر عنه "استشهاد" اثنين منهم وإصابة ثالث بإصابات بالغة.
أرسل تعليقك