أظهرت مجموعة من الكتب الخاصة بزعيم تنظيم "القاعدة"، أسامة بن لادن، صدرت حديثًا، هاجس المؤامرة المتعلقة بهجمات أيلول/سبتمبر والاستراتيجية العسكرية الأميركية جنبًا إلى جنب مع السحر.
وجرى تجميع المعلومات المختلفة من الكتب والمقالات الصحافيَّة خلال الغارة على مجمع بن لادن في باكستان، ونشرها مكتب مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية، الأربعاء.
وكشف المكتب عن العشرات من الرسائل التي كتبها أسامة بن لادن لأسرته وكبار أعضاء "تنظيم القاعدة"، قبل أن يُقتل في باكستان في 2 آيار/مايو عام 2011 على يد فريق من البحرية الأميركية.
وبيّنت المعلومات أنّ زعيم التنظيم المتشدد كان مهتمًا إلى حد كبير بدور الولايات المتحدة باعتبارها القوة العسكرية العظمى في العالم الحديث، فضلا عن شغفه بمتابعة خطط الإدارة الأميركية بعد هجمات أيلول/ سبتمبر ودور الرئيس باراك أوباما.
ونجح بن لادن في الحصول على نسخ متاحة للجمهور من وثائق الحكومة الأميركية تركز على "تنظيم القاعدة"، وكلفة الحرب في العراق وأفغانستان، والحرب العالمية على التطرف والتقارير حول الطاقة النووية في سورية وإيران.
ولفتت المصادر إلى أنّ زعيم تنظيم "القاعدة" كان يتابع بشغف وسائل الإعلام الأميركية، وكان يملك الكثير من أعداد المجلات والصحف الغربية، على الرغم من معاناته في سنواته الأخيرة في مخبأه النهائي بسبب الإحساس بأنه مطارد من جهة تملك تقدما من الناحية التكنولوجية.
وكتب بن لادن، في رسالة مؤرخة في 26 أيلول/ سبتمبر من العام 2010 أنه "من الضروري بالنسبة إلى أم حمزة قبل أن تأتي هنا أن تترك كل شيء من خلفها، بما في ذلك الملابس، والكتب، كل ما كان لديها في إيران، كل إبرة قد تكون مخترقة، يمكن رقائق متطورة للتنصت، صغيرة جدا لدرجة أنها يمكن أن تكون مخفية داخل حقنة".
وفي خطاب آخر، كتب قائد التنظيم لأحد مساعديه "فيما يتعلق باستخدام الإنترنت للمراسلة، فلا بأس من وجود رسائل عامة، ولكن السرية هامة للمجاهدين، والاستعانة بالسعاة هي الطريقة الوحيدة". وأوصى بأن يتم تدمير بطاقات الهاتف المحمول بشكل منتظم، معلنا بكل ثقة في غير محلها".
وتشير الوقائع إلى أن نظم تكنولوجيا المتقدمة الأميركية لا تستطيع الكشف عن مكان المجاهد".
وتدعو وثيقة أخرى إلى تجنيد المتطوعين من الشباب أصحاب القناعات الدينية العميقة، ولكن أيضا من ذوي المؤهلات في العلوم والهندسة وإدارة المكاتب.
ويدعو بن لادن إلى تدريب الأفراد في منازل آمنة لتنظيم "القاعدة" في باكستان على مدى أشهر قبل إرسالهم لشن هجمات في الغرب.
لكن المتخصصين في وسائل الإعلام والاتصالات كانوا يشكلون أهمية لدى بن لادن حيث خطط لحملة علاقات عامة بمناسبة الذكرى العاشرة لأحداث أيلول/ سبتمبر عام 2001 ولم يعش ليشاهد ذلك.
وجرى العثور على رسالتين إلى بن لادن من ابنه وأم حمزة تشير إلى أنه يتبع "خطى الأب" وشملت هذه المراسلات حرص حمزة على المشاركة في عمليات التطرف، عندما كان في سن المراهقة لكن بعض المسؤولين في المخابرات الأميركية أكدوا أنه لم يظهر علنًا ويظل مكان وجوده لغزًا.
واعتبر المتحدث باسم مكتب الاستخبارات الوطنية، أنَّ إصدار "شريحة كبيرة من الوثائق المستردة خلال الغارة" جاء تزامنًا مع دعوة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى تنفيذ "المزيد من الشفافية".
جاءت المعلومات الاستخباراتية بعد أسبوع واحد فقط من نفي البيت الأبيض للمزاعم بشأن إعلان باكستان قبل الغارة مقتل بن لادن.
وزعم الصحافي الأميركي المخضرم سيمور هيرش في وقت سابق، أنَّ أجهزة الأمن الباكستانية علمت بموعد الغارة، وكانت السلطات تحتجز بن لادن منذ عام 2006.
أرسل تعليقك