دعا الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الحوثيين إلى الانسحاب فورًا من المدن التي يسيطرون عليها، بما فيها العاصمة صنعاء، حيث شهدت الجلسة مشادة كلامية مع أحد مستشاريه، الممثل للحوثيين، فيما يستمر القتال لليوم الـ12 على التوالي، بين مسلحي "أنصار الله" الحوثيين وتنظيم "القاعدة" في البيضاء وسط البلاد.
وكشف مسؤول رئاسي، في تصريح إلى "العرب اليوم"، أنَّ "مشادات كلامية نشبت بين صالح الصماد، والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، عقب الكلمة التي ألقاها في إجتماع، وهاجم فيها جماعة أنصار الله، واتهمهم بالتمدد وخوض مواجهات دامية".
وأشار المسؤول إلى أنَّ "الصماد غادر الاجتماع الذي عقده هادي، الأحد، مع مستشاريه ورئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة ومجلس الدفاع الوطني ورئيس مجلس النواب ونائبه".
وأوضح أنَّ "الرئيس اليمني هادي دعا، أثناء اجتماع مناقشة المستجدات في البلاد، جميع أنصار الله (المسمى الذي يطلق على الحوثيين) إلى سحب جميع مسلحيهم من كل المدن والمحافظات، بما فيها العاصمة صنعاء، فورًا، ودون أي تأخير".
وأضاف هادي "أدعوهم صادقًا للمضي مع بقية القوى السياسية في استكمال تشكيل الحكومة الجديدة، وإلى الشراكة الحقيقية فيها، وعدم الهروب منها تحت أية شعارات سياسية، وإلى تحمل المسؤولية المشتركة في بناء اليمن الجديد، الذي نؤمن به يتسع للجميع، ولن يبنى إلا بالجميع".
واعتبر أنه "لا يحق لأيّة جماعة شاركت أو تشارك في العمل السياسي أن تحاول لعب دور الدولة عبر استخدام ذريعة محاربة (القاعدة) لتبرير احتلال محافظات أخرى وتعكير الأمن والسلم المجتمعي".
ورأى أنَّ "ما يحدث اليوم من تمدد مسلح ومواجهات دامية في بعض المحافظات والمديريات من طرف أنصار الله، وتحت ذرائع واهية، وشعارات مختلفة، عمل لا يمكن فهمه أو قبوله بعد التوقيع على اتفاق السلم والشراكة الوطنية".
وتساءل هادي "كيف تحمي مصالح الناس عبر احتلال المدن، وبالحرب واقتحام ومداهمة لوزارات وشركات نفطية، كيف تسمح لنفسها أيّة جماعة بأن تدعي ممارسة دور الدولة في بسط الأمن والاستقرار، وكيف تسمح لنفسها بأن تتحدث عن سوء النوايا من بقية الأطراف، وهي تتقدم عسكريًا، في ضوء عملية سياسية فيها العديد من الاستحقاقات المتبادلة، التي لن تعالج إلا بالحوار السلمي والعمل السياسي الصادق".
وتأتي هذه الدعوة وسط توترات جديدة تشهدها الساحة اليمنية، بعد أن وجه زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي، قبل أيام، خطابًا دعا فيه إلى اجتماع موسع في صنعاء، الخميس المقبل، من المتوقع أنه سيفصح عن ترتيبات جديدة للجماعة الشيعية.
ويسيطر الحوثيون، منذ 21 أيلول / سبتمبر الماضي، على العاصمة صنعاء، فضلاً عن سيطرتهم على معظم محافظات ومدن الشمال اليمني، ويخوضون في الوقت الراهن مواجهات مع تنظيم "القاعدة"، في محافظة البيضاء.
ورغم توقيع الأطراف اليمنية اتفاقًا تحت اسم اتفاق "السلم والشركة" الذي نصت بنوده على تشكيل حكومة كفاءات، بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء، إلا أنه لم يوضع قيد التنفيذ رغم تجاوز المدة المحددة في شه واحد.
من جهة أخرى، أكّدت الأنباء الواردة من محافظة البيضاء، وسط اليمن، استمرار المعارك لليوم 12 على التوالي بين الحوثيين وتنظيم "القاعدة" في منطقة المناسح شمال مدينة رداع، التي كان سيطر عليها الحوثيون، الأحد.
وأشار مصدر قبلي، في تصريح إلى "العرب اليوم"، إلى أنَّ "مسلحين من تنظيم القاعدة وقبليين شنوا هجومًا، ليل الأحد، على منطقة المناسيح، بهدف إستعادة السيطرة عليها"، موضحًا أنَّ "سيارة مفخخة استهدفت تجمعًا للحوثيين في المنطقة نفسها".
وأبرز أنَّ "عشرات القتلى والجرحى سقطوا في المواجهات من الطرفين، ولم يعرف حتى الآن عددهم بسبب استمرار الاشتباكات، فيما نزح سكان البلدات التي يدور فيها القتال هربًا من الموت، بعضهم لايزال في العراء دون مأوى"، حسب تعبيره.
أرسل تعليقك