أكد مصدر رسمي أنّ قمة الأميركيتين التي افتتحت الجمعة في بنما، وضعت الرئيس باراك أوباما ونظيره الكوبي راؤول كاسترو، وجهاً لوجه، ما يتوّج مفاجأة التقارب الذي أعلِن بين واشنطن وهافانا في 17 كانون الأول/ديسمبر الماضي، بعد 53 عامًا من العداء الشديد.
وأوضح المصدر أنه بعد الافتتاح الرسمي، شارك كاسترو وأوباما في عشاء لقادة الدول في مدينة بنما القديمة، مشيرًا إلى أن الرئيسان مهدا للقائهما ذي الرمزية الكبيرة باتصال هاتفي بينهما الأربعاء الماضي، مبينًا أنه اجتمع في بنما ليل الخميس، وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الكوبي برونو رودريغيز، في أول لقاء بين مسؤولين من البلدين بهذا المستوى منذ العام 1958.
ووصف دبلوماسي أميركي المحادثات بين كيري ورودريغيز بأنها بناءة جداً، وسمحت بتحقيق تقدم في إطار التقارب بين الدولتين، مشيرًا إلى أنهما اتفقا على مواصلة العمل لتسوية القضايا العالقة، علماً أن الخارجية الأميركية أوصت برفع أوباما لاسم كوبا عن اللائحة الأميركية للدول الراعية للتطرف والتي تشمل أيضاً السودان وسورية وإيران.
وأضاف مدير مركز البحوث الاقتصادية والسياسية في واشنطن مارك فيسبروت، "إن تعديل اللائحة يشكل بداية على طريق التطبيع الأميركي – الكوبي الذي يرتبط أيضاً بملفات شائكة، بينها القاعدة العسكرية الأميركية في غوانتانامو شرق كوبا، حيث تتواجد القوات الأميركية منذ 1903، والتعويضات المتبادلة التي يطالب بها البلدان عن أضرار الحظر، وتأميم ممتلكات أميركية بعد الثورة الشيوعية".
وأفاد مطار "أورلاندو الدولي" بأن شركة طيران "آيلاند ترافل آند تورز" ستبدأ تنظيم رحلات مباشرة بين أورلاندو وهافانا في 8 تموز/يوليو المقبل، مراهنة على شغف السياح الأميركيين بالذهاب إلى كوبا.
وبدأت نيويورك خدمة جديدة إلى كوبا الشهر الماضي، بعدما زاد حجم أعمال شركات طيران تنظم رحلات من ميامي وتامبا في ولاية فلوريدا إلى كوبا، وصولاً إلى 175 ألف مسافر هذا العام.
ولفت إعلان وزير التجارة الكوبي رودريغو مالمييركا قبل لقائه رئيس غرفة التجارة الأميركية توم دوناهو في بنما، أن بلاده تحتاج إلى 2,5 بليون دولار من الاستثمارات الأجنبية سنوياً لتحفيز نموها، ودعم اقتصادها، ذاكرًا «جئنا برسالة تكامل وتنمية التجارة وتنويع علاقاتنا الاقتصادية مع الآخرين".
وتحدث عن 274 مشروعاً استثمارياً جديداً في 11 قطاعاً، بينها الطاقة المتجددة والصناعات الغذائية والبناء والمناجم والسياحة.
وحرصاً منه على وضع قدمه مجدداً في القارة، أعلن أوباما أنه يحضر قمة الأميركيتين حاملاً معه رغبة في الحوار، مدعوماً بعودة الحرارة إلى العلاقات مع هافانا وتوقيع اتفاق إطار حول الملف النووي الإيراني، لكنه سيواجه دولاً في أميركا اللاتينية، مستاءة من قراره بتوقيع مرسوم يصف فنزويلا، أكبر شريك اقتصادي لكوبا، بأنها خطر على الأمن الداخلي للولايات المتحدةالأميركية.
ومن جانبه أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أنه سيسلم أوباما على هامش القمة، عريضة تحمل أكثر من 13 مليون توقيع من أجل إلغاء المرسوم الذي يفرض عقوبات على مسؤولين بارزين في فنزويلا.
وخففت واشنطن وكراكاس لهجة التهديد في الساعات الأخيرة، إذ أقرّت واشنطن بأن فنزويلا لا تشكل تهديداً، أما مادورو فأبدى استعداده للحوار، مستطردًا "ثمة فرصة لتحسين العلاقات المتوترة مع الولايات المتحدة الأميركية وأن تصريحات الرئيس باراك أوباما قد تفتح مؤقتاً نافذة لبدء حقبة جديدة من العلاقات التاريخية بين فنزويلا، وهي دولة حرة ذات سيادة من أميركا اللاتينية، وبين إمبراطورية الولايات المتحدة".
أرسل تعليقك