انقرة - العرب اليوم
عاشت تركيا وسوريا تحت أهوال زلزال مدمر ضرب جانبي الحدود ليلة الأحد وتبعه زلزال قوي آخر صباح الاثنين، وخلفا آلاف القتلى والجرحى، وأثارا ذعراً واسعاً بين الأتراك والسوريين، إذ بلعت قوة الأول 7.8 والثاني 7.6 درجة على مقياس ريختر. وفي ظل تضامن واسع مع البلددين، أطلقت جهود محلية دعمتها هبّة دولية، لإنقاذ العالقين تحت أنقاض الأبنية المدمرة التي هوت على أصحابها وهم نيام.
وفي حين أعلنت تركيا مساء أمس ارتفاع عدد قتلى الزلزال إلى 2316، أفيد بمقتل أكثر من 960 شخصاً وإصابة 2400 آخرين على الأقل في أنحاء سوريا، في حصيلة غير نهائية أعلنتها وزارة الصحة السورية التابعة للنظام وفرق إغاثة في مناطق سيطرة المعارضة.
وأجرى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، اتصالاً هاتفياً بالرئيس التركي رجب طيب إردوغان، قدم خلاله التعازي له ولشعب تركيا وأهالي ضحايا الزلزال، وتمنياته للمصابين بالشفاء العاجل، مؤكداً وقوف السعودية ومساندتها لتركيا لتجاوز هذه الكارثة الطبيعية.
من جانبه، أعرب الرئيس رجب طيب إردوغان، عن شكره وتقديره لولي العهد على ما عبر عنه من مشاعر أخوية نبيلة، مقدراً وقوف المملكة إلى جانب بلاده في هذا الظرف الصعب.وأعلن البيت الأبيض إرسال فريقي بحث وإنقاذ بقوة 79 فرداً لكل منهما إلى تركيا وسوريا، فيما أعلنت بريطانيا إرسال فريق بحث وإنقاذ إلى تركيا فقط، مشيرة إلى أن جهود الإنقاذ في سوريا يقوم بها «الدفاع المدني» (الخوذات البيضاء) الذي يتلقى دعماً مادياً من المملكة المتحدة.
وضرب الزلزالان بلدتي بازارجيك وألبيستان في ولاية كهرمان ماراش (جنوب)، لكن قوتهما التدميرية امتدت إلى 10 ولايات ووصلت إلى عدد من الدول المحيطة، إذ تأثرت مناطق شمال سوريا المتاخمة للحدود التركية، وشعر سكان كل من لبنان والعراق وفلسطين وبعض المناطق في مصر واليونان وقبرص وأرمينيا وجورجيا بهما.
وتواصل سقوط بعض المباني مع حدوث هزات ارتدادية لاحقت الناجين، وشوهدت منازل من طوابق عدة تنهار في لحظة أثناء البث المباشر للقنوات التلفزيونية من مواقع البحث والإنقاذ، ووصل تأثير الهزات إلى خارج نطاق مركز الزلزالين، وشعر السكان في قيصري (وسط تركيا) ومانيسا (غرب) بهزات قوية.
واشتكى بعض المواطنين في غازي عنتاب من تأخر وصول المساعدات عن طريق البلدية التابعة لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم. وانتشر على نطاق واسع فيديو لمدرب فريق هطاي سبور، فولكان ديميريل، وهو يوجه نداءً وهو يبكي بإرسال المساعدات من كل من يقدر على ذلك، ليس فقط إلى هطاي، لكن إلى باقي الولايات.
كما تبحث فرق الإنقاذ تحت الأنقاض عن الغاني كريستيان آتسو (31 عاماً)، لاعب هطاي سبور، وعدد من زملائه المفقودين تحت حطام المباني. وسبق للاعب الوجود في صفوف ناديي تشيلسي ونيوكاسل الإنجليزيين وانتقل إلى هطاي من «الرائد» السعودي الصيف الماضي، ومن بين المفقودين المدير الرياضي للنادي تانر صفوت، بينما تم إخراج لاعبين وأعضاء آخرين من الجهاز الفني من تحت الأنقاض في عملية إنقاذ دراماتيكية.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك