أنقرة - العرب اليوم
شددت تركيا وألمانيا على ضرورة استمرار بذل الجهود لوقف إطلاق النار في أوكرانيا بأسرع وقت وإحلال السلام في المنطقة مع الحفاظ على وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها.
وبحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في أنقرة، أمس، تطورات الأزمة الروسية الأوكرانية مع المستشار الألماني أولاف شولتس، إلى جانب العلاقات بين البلدين وعلاقات تركيا والاتحاد الأوروبي.وقال نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية فولفغانغ بوخنر، في تصريحات سبقت المباحثات إن ألمانيا ترغب في التنسيق الوثيق مع تركيا للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا بأسرع وقت. وأكد بوخنر أهمية التنسيق مع تركيا الشريكة في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، والتي تلعب دوراً كبيراً في الملف الأوكراني، قائلاً: «يتعين أن نبذل جهوداً معاً من أجل التوصل لوقف لإطلاق النار بأسرع وقت والدفاع عن سيادة ووحدة أراضي أوكرانيا».
ودفعت الأزمة الروسية الأوكرانية تركيا وعدداً من دول جوارها إلى تسريع جهود خفض التوتر والتوصل إلى حلول للملفات الخلافية وتطبيع العلاقات. واتفق إردوغان ورئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، خلال محادثاتها في إسطنبول أول من أمس، على إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة وتحسين العلاقات الثنائية.وذكر بيان للرئاسة التركية أنه «رغم الخلافات بين تركيا واليونان، اتفق الجانبان خلال الاجتماع على إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة وتحسين العلاقات الثنائية»، مضيفاً أنه «بالإشارة إلى أن تركيا واليونان تتحملان مسؤولية خاصة في الهيكل الأمني الأوروبي المتغير مع هجوم روسيا على أوكرانيا، ركز الاجتماع على منافع زيادة التعاون بين البلدين التي ستعود عليهما وعلى المنطقة». وتابع البيان أن الجانبين بحثا التطورات الجيو - سياسية الراهنة وانعكاسات الأزمة الروسية الأوكرانية، وتطرق إردوغان خلال اللقاء إلى الخطوات التي اتخذتها تركيا، والرامية إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات، كما أكد لميتسو تاكيس حرصه على دفع العلاقات قدماً مع اليونان وإحراز تقدم في القضايا المتعلقة ببحر إيجة والبحر المتوسط والأقليات ومكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية، عن طريق حوار صادق، وضرورة إجراء البلدين الجارين محادثات دائمة وليس في وقت الأزمات فحسب.بدوره، قال ميتسوتاكيس إنه تم إرساء الأسس لتحسين العلاقات الثنائية خلال لقائه مع إردوغان في إسطنبول.
وبحسب بيان صادر عن مكتب رئاسة الوزراء اليوناني، أكد ميتسو تاكيس خلال لقائه مع بطريرك الروم الأرثوذكس بارثولوميو في إسطنبول، أن أجواء إيجابية سادت اجتماعه مع إردوغان، قائلاً: «يواجه البلدان خلال هذه الفترة العديد من المشاكل المشتركة، واتفقنا أن من الأهمية بمكان التركيز على المشاكل التي توحدنا عوضاً عن تلك التي تفرقنا... وتم التأكيد على إنشاء أجندة إيجابية في العديد من القضايا، لا سيما الاقتصاد». وأضاف ميتسو تاكيس: «أعتقد أنه يمكننا إحراز تقدم كبير في الأشهر المقبلة، وإذا سارت الأمور على ما يرام، فيمكننا في الخريف عقد مجلس التعاون رفيع المستوى في اليونان»، لافتاً إلى أن ثمة خلافات في وجهات النظر بين تركيا واليونان لا يمكن التوافق عليها خلال وقت قصير... أعتقد أننا وضعنا الأسس لتحسين العلاقات الثنائية والتعاون لا سيما فيما يتعلق بالمشكلات الكبرى التي نواجهها حالياً... شاهدتم مجدداً الصور المأسوية للمدنيين وهم يلقون مصرعهم في أوكرانيا، هذا ما يجب أن يشغلنا».
ولفتت الصحف اليونانية، الصادرة أمس، إلى أجواء زيارة ميتسو تاكيس الإيجابية إلى تركيا ولقائه إردوغان، قائلة إنها «فاقت التوقعات»، وجرت في أجواء أكثر إيجابية من المتوقع.
وشهدت الأيام الأخيرة تحركات على محور تطبيع العلاقات بين تركيا وأرمينيا وكذلك بين أذربيجان وأرمينيا. والتقى وزيرا الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو والأرميني أرارات ميرزويان، السبت على هامش المنتدى الدبلوماسي في أنطاليا جنوب تركيا، في إطار جهود البلدين الجارين لإصلاح العلاقات وتطبيعها بعد عقود من العداء. وقال وزير الخارجية الأرميني: «إننا نبذل جهوداً لتطبيع العلاقات مع تركيا، ونسعى لتحقيق السلام والاستقرار في منطقتنا». كما لفت جاويش أوغلو إلى أن أذربيجان تدعم عملية تطبيع العلاقات مع أرمينيا، وأن اللقاء مع نظيره الأرميني كان مثمراً.
ولا توجد علاقات دبلوماسية أو تجارية بين تركيا وأرمينيا منذ التسعينات بسبب مشكلة النزاع على إقليم ناغورنو قره باغ بين أذربيجان وأرمينيا، لكنهما عقدتا محادثات في يناير (كانون الثاني) الماضي في أول محاولة لإعادة العلاقات منذ إبرام اتفاق سلام عام 2009 لم يتم التصديق عليه مطلقاً، وتم السماح بتنظيم رحلات جوية بينهما.في السياق ذاته، قال وزير خارجية أذربيجان جيهون بيراموف إن بلاده سلمت أرمينيا مقترحاً جديداً لتطبيع العلاقات بينهما، لافتاً إلى أن السبب الرئيس لعدم وجود علاقات بين أرمينيا وأذربيجان منذ سنوات عديدة، هو «عامل الاحتلال». وأضاف بيراموف، في مقابلة صحافية نشرت في تركيا أمس، أن «الكل يعلم أن أرمينيا كانت قد احتلت منذ أكثر من 30 عاماً الأراضي الأذربيجانية بالقوة، وشردت المواطنين الأذريين... وكان ذلك هو العقبة الرئيسة أمام إقامة علاقات بين البلدين». وأشار إلى زوال العقبة بعد استعادة الأذريين السيطرة على محافظات محتلة، عقب إطلاقهم عملية لتحرير أراضيهم عام 2020، وأكد وزير خارجية أذربيجان أن بلاده تؤيد تطبيع العلاقات مع أرمينيا رغم كل الصعوبات والمشاكل التي حدثت في الماضي، لافتاً إلى أن الرئيس إلهام علييف أعرب قبل عام عن استعداده لتوقيع اتفاقية سلام مع أرمينيا، لكنه أوضح أن بلاده لم تتلق رداً من أرمينيا على المقترح الذي قدمته قبل عام، «ولإظهار الجانب الأذربيجاني حسن نيته، قدم أخيراً مقترحاً ثانياً لأرمينيا... إذا كانت أرمينيا تريد بصدق تطبيع العلاقات فهذه فرصة جيدة للغاية لهم، سيتضح رد أرمينيا قريباً وسنتخذ الخطوات المناسبة». وأوضح أن المقترح يتكون من 5 مواد تضم مبادئ أساسية، ورأى أن وضع شروط لبدء التطبيع أمر غير مقبول.وتطرق بيراموف إلى الحرب الأوكرانية الروسية، قائلاً إن اهتمام المجتمع الدولي تركز في الفترة الماضية على إيجاد حل للوضع في أوكرانيا في أسرع وقت ممكن، وأن استمرار الأزمة الأوكرانية وفق الوضع الراهن سيكون له انعكاسات وخيمة على المنطقة والعالم.
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك