بالتزامن مع الاستعدادات الضخمة التي قامت بها الميليشيات الحوثية في اليمن للاحتفال بذكرى انقلابها على الشرعية في 21 سبتمبر (أيلول) 2014، كثفت خلال الأيام الماضية من خروقاتها للهدنة على جميع جبهات القتال، بحسب ما أكدته بيانات الجيش اليمني، إضافة إلى قيامها بالاستعراض في صنعاء بالمروحيات العسكرية المسروقة من عتاد القوات المسلحة اليمنية.
الانتهاكات الحوثية للهدنة الإنسانية والعسكرية رافقتها أعمال جباية واسعة لتمويل الاحتفالات بالانقلاب، استهدفت السكان والتجار ورجال الأعمال في صنعاء وغيرها من المحافظات الخاضعة لقبضة الميليشيات.
وفي الوقت الذي تبذل فيه الأمم المتحدة والمجتمع الدولي جهودا متواصلة لتمديد الهدنة وتحسينها وفق مقترحات المبعوث هانس غروندبرغ، فاجأت الميليشيات الحوثية السكان في صنعاء بالاستعراض بالمروحيات العسكرية، حيث رصد السكان ثلاث مروحيات على الأقل جابت سماء صنعاء في مسعى لإرهاب معارضيها واستعراض القوة.
ورغم تنديد المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالانتهاكات الحوثية ضد الهدنة القائمة التي ينتهي تمديدها الثاني في الثاني من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، أفاد السكان في صنعاء بأن الميليشيات تجهز لاستعراض عسكري واسع ضمن سلوكها التصعيدي المستمر لإرهاب الداخل اليمني وابتزاز الخارج.
وفي سياق الأعمال العدائية من قبل الميليشيات ضد السكان، أفادت مصادر محلية في صنعاء بأن قادة الجماعة أجبروا التجار وأصحاب المحال على الاستعداد للاحتفال بذكرى الانقلاب، سواء عبر تعليق الشعارات والصور والحفاوة بزعيمهم عبد الملك الحوثي وعائلته، أو من خلال فرض مبالغ مالية لتمويل الاحتفالات في وقت يرزح أغلب السكان تحت طائلة الفقر وانعدام الخدمات وانقطاع سبل العيش.
وخلال أشهر الهدنة التي بدأت في الثاني من أبريل (نيسان) الماضي كانت الميليشيات الحوثية انتهزت فرصة توقف العمليات العسكرية من جانب الجيش اليمني والتحالف الداعم للشرعية لتجنيد الآلاف في صفوفها وإعادة نشر مسلحيها مع الاستمرار في استقبال الأسلحة الإيرانية المهربة وتكثيف الاستعداد لجولات جديدة من الحرب ضد اليمنيين.
وبحسب بيانات الجيش اليمني ارتكبت الميليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني، 127 خرقاً للهدنة الأممية يوم الأحد الماضي في جبهات الحديدة وتعز ولحج والضالع وأبين وحجة وصعدة والجوف ومأرب.
وأوضح المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية أن الخروقات الحوثية توزعت بين 29 في جبهات القتال غرب محافظة حجة، و23 في محور حيس جنوب الحديدة، و20 في جبهات محور تعز، و20 في جبهات محافظة مأرب، و14 في محور البرح غرب تعز، و7 في محور الضالع، و7 في جبهات محافظة صعدة، و5 خروقات في جبهات الجوف، إضافة إلى خروقات أخرى في جبهات أبين ولحج.
وقال الجيش اليمني إن الميليشيات الحوثية حاولت التسلل في ثلاث عمليات إلى مواقع عسكرية شمال غربي مأرب، وجميعها أحبطتها قوات الجيش التي أجبرت العناصر الحوثية المتسللة على الفرار.
تنوّعت بقيّة الخروقات - وفق بيان الجيش اليمني - بين إطلاق النار بالمدفعية والعيارات وبالطائرات المسيّرة المفخخة، إضافة إلى عمليات حفر خنادق وبناء تحصينات ونشر طيران استطلاعي مسيّر في مختلف الجبهات.
في غضون ذلك أفاد الجيش اليمني (الثلاثاء) بمقتل جندي واحد على الأقل وإصابة آخرين جراء هجوم حوثي بطيران مسير استهدف مواقع الجيش غرب مدينة تعز.
وبحسب ما نقلته وكالة «سبأ» الحكومية عن مصدر عسكري، هاجمت طائرة حوثية مسيرة مواقع الجيش الوطني في جبل هان بقذيفة هاون أدت لمقتل الجندي شهاب محمد علي وإصابة آخرين.
وأكد المصدر أن عددا من الطائرات المسيرة التابعة للميليشيات تحلق فوق مواقع الجيش باستمرار في محاولة لاستهداف عناصر الجيش الوطني في ظل الخروقات المستمرة للهدنة الأممية.
وفي بيان سابق كان الجيش اليمني اتهم الميليشيات الحوثية بأنها ارتكبت 377 خرقاً للهدنة الأممية بين يومي 13 و17 من الشهر الحالي في جبهات الحديدة وتعز والضالع وحجة وصعدة والجوف ومأرب.
وفي ظل مواصلة الميليشيات الحوثية الانتهاكات ضد اليمنيين في مناطق سيطرتها، اتهمت الرابطة الإنسانية للحقوق (منظمة يمنية) الميليشيات بأنها اختطفت 1700 امرأة أغلبهن في العاصمة صنعاء وذلك خلال الفترة من أغسطس (آب) 2015 وحتى أغسطس 2022.
واستعرضت الرابطة الحقوقية في كلمتها أمام مجلس حقوق الإنسان على هامش انعقاد الدورة الـ51 بمدينة جنيف السويسرية، ما تتعرض له النساء المعتقلات من أنواع التعذيب في السجون داعية إلى وقف جميع الانتهاكات والجرائم التي تمارس بحق النساء في اليمن.
كما دعت الرابطة الحقوقية، مجلس حقوق الإنسان والمنظمات الدولية، للضغط على ميليشيا الحوثي لوقف الانتهاكات التي تمارسها ضد المدنيين في محافظة تعز وفك الحصار المفروض على المدينة منذ عام 2015 والالتزام بالهدنة الأممية.
وأوضحت أن مدينة تعز تحتل المركز الأول من حيث الخروقات الحوثية للهدنة، والتي وصلت لما يقارب 3000 خرق طالت الأحياء السكنية ومناطق ذات كثافة سكانية عالية، ما أدى إلى سقوط العديد من المدنيين بين قتيل وجريح.
ويسود اعتقاد واسع في الشارع اليمني أن الميليشيات الحوثية لن ترضخ لمسار السلام الذي تدعمه الأمم المتحدة والمجتمع الإقليمي والدولي، وأنها تستعد لجولة جديدة من القتال في سياق سعيها لتثبيت وجودها الانقلابي.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك