لندن - العرب اليوم
وسط انتقادات لاذعة لموقف الحكومة الإيرانية من الهجوم الروسي على أوكرانيا، دعا نائب رئيس الأركان الإيراني إلى استخلاص العبر من الأزمة الأوكرانية وتعزيز «قوة الردع» للبلاد عبر حل التباينات بين العسكريين والسياسيين.وقال العميد عزيز نصير زاده إن هناك شرخاً بين المسؤولين الحكوميين والعسكريين حول الحكم، وأضاف: «يقولون إن العسكريين يجب ألا يكونوا حاضرين في بعض المجالات... حضور العسكريين من أجل تعزيز تلك المجالات»، حسبما نقلت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري».
ودعا نصير زاده إلى «مناقشة هذا الشرخ وحله في مدرسة الحكم التابعة لجامعة الدفاع الوطني العليا»، وهي الجامعة التابعة لهيئة الأركان المسلحة، ومكرسة للأبحاث الاستراتيجية والعقيدة العسكرية وعلوم الدفاع التطبيقية.وأشار نصير زاده إلى الأزمة الأوكرانية، قائلاً: «الحرب الأوكرانية تتضمن دروساً مهمة لنا، لقد تخلصوا من القوة النووية التي كانت قوة رادعة وأصيبوا بهذه الأزمة»، وتابع: «في بلادنا يقول البعض يجب أن ننهي كل شيء ونستسلم»، متسائلاً: «هل يمكن ألا تكون لديك قوة رادعة في عالم اليوم؟!».
وحذر بقوله: «سنتلقى ضربات في عالم اليوم من أي نقطة نضعف فيها»، معتبراً «الثورة» في 1979 و«حرب الخليج الأولى» و«بعض ما يحدث الآن» نتيجة «تطورات كبيرة في العالم».ووجهت صحيفة «جوان» التابعة لـ«الحرس الثوري»، أمس، انتقادات لاذعة إلى منتقدي موقف الحكومة الإيرانية من الحرب الأوكرانية. ووصف هؤلاء بـ«عملاء الغرب» و«الإصلاحيين الوطنيين المتشددين». وكتبت: «رغم أن عددهم قليل لكن لديهم صوت مرتفع، ويحاولون اتهام الجمهورية الإسلامية بدعم الحكومة الروسية عبر الاختفاء وراء المفاهيم الإنسانية».
وأشارت صحيفة «جهان صنعت» إلى دخول المعسكرين الإصلاحي والمحافظ في «تحدٍّ خطير، لأن كليهما يقف إلى جانب من طرفي النزاع، في حين يعتبران أن الحياد الموقف المناسب والمتطابق مع المصالح الوطنية».وذكرت أن «المحافظين يعتقدون أن انتصار بوتين مؤكد، لهذا يتخذون موقف المناصر له، من جهة أخرى يعتبرون أن أوكرانيا رمز للثقة بالغرب، لكي يطعنوا بخصومهم السياسيين».وقال محلل للصحيفة إن «إيران ارتكبت خطأ استراتيجياً في هذه القضية، لأن دعم احتلال بلد ما ليس صحيحاً».
وانتقدت صحيفة «شرق» الإصلاحية تأييد الهجوم الروسي في أوكرانيا تحت تأثير وقوف موسكو إلى جانب إيران في المفاوضات النووية، واعتبرتها «خلافاً للقيم والمبادئ» في إيران. وأضافت: «السياسة الخارجية المتوازنة تتطلب أن نجد طريقاً للهروب من الدهس في حرب الفيلة الجارية الآن».من جانبه، انتقد محلل صحيفة «همدلي» الإصلاحية الموقف الإيراني، وقال: «كان يجب أن تعارض إيران روسيا بوضوح أكبر». وقال المحلل حسين بهشتي بور إن «الأزمة الأوكرانية إذا لم تساعد الاتفاق النووي، فمن المؤكد أنها لم تمنع الاتفاق (في فيينا)».
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك