بيروت – جورج شاهين
بيروت – جورج شاهين
كشفت مصادر وزارية لـ " العرب اليوم" ان الإتصالات الجارية لتشكيل حكومة لبنانية جديدة بعد تسعة أشهر ونصف على تكليف الرئيس تمام سلام مهمة تشكيلها قد اقتربت من خواتيمها السعيدة بعد طول انتظار.
وقالت المصادر ان الرئيس المكلف سيزور القصر الجمهوري للقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في الساعات المقبلة لتقديم اول تشكيلة جديدة له
منذ ان كلف هذه المهمة في 6 نيسان / ابريل العام الماضي. بعدما حمل اليها في مناسبات عدة مشاريع صيغ لم يقدر لها ان تولد قبل التفاهم الإيراني – السعودي برعاية اميركية سمحت بتوليدها منذ ان اعطي الضوء الأخضر قبل نحو من 14 يوما.
وبات معروفا ان الحكومة مكونة من 24 وزيرا ثمانية وزراء لكل من قوى 8 آذار و8 وزراء لقوى 14 آذار و8 وزراء للوسطيين الثلاثة رئيس الجمهورية والرئيس المكلف ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط بعدما سقطت سلسلة الشروط التي تمسك بها قادة فريقي الصراع السني الشيعي تيار المستقبل من جهة والثنائي "أمل" و"حزب الله " من جهة أخرى.
ويتوقع حسب المصادر المطلعة ان يسمي رئيس الجمهورية وزيري الدفاع والخارجية ليكونا من حصته الوسطية ليتمكن من تسويق السياسي الحكومية بشكل مناسب بعدما خرج وزير الخارجية في الحكومة السابقة عن التضامن الحكومي الداعي الى النإي بالنفس عن الأزمة السورية فتحول في مناسبات عدة بدلا من وزير الخارجية السورية الذي جمدت عضوية بلاده في الجامعة العربية والمؤسسات التابعة لها.
لكن مصادر أخرى قالت ان الخارجية ستكون من حصة " تيار المستقبل" وسيكون ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا الوزير السابق طارق متري وزيرا للخارجية بصفته الأرتوذكسية. وستعهد وزارة المالية للشيعة ويعتقد او وزيرها سيكون اما علي حسن خليل او وزير الخارجية السابق عدنان منصور.
وستعود الكتائب اللبنانية الى الحكومة بحقيبة في ما لم يعرف الموقف النهائي للقوات اللبنانية الى اللحظة وهي تهدد بالمقاطعة ما لم يتم التفاهم مسبقا على البيان الوزاري للحكومة.
كما سيسمي الرئيس سلام وزير الداخلية من حصته وهو مستشاره السياسي منذ عقود من الزمن محمد المشنوق فيما سينال جنبلاط وزارة الصحة كحقيبة من إثنتين له وسيكون وزير الشؤون الإجتماعية الحالي وائل ابو فاعور.
ولن يعود اي وزير الى حقيبته السابقة وستطبق المداورة في الحقائب على جميع الأطراف ومن كل المواقع، في ما يتوقع ان تضم الوزارة في نصفها تقريبا من الوزراء الجدد.
وكانت سلسلة المواقف التي صدرت في الساعات الماضية قد رحبت بالخطوة التي اعلن عنها الرئيس الحريري بإعلانه عن المشاركة في حكومة إئتلافية مع "حزب الله" كحزب سياسي وليس "كمقاومة مسلحة" غير شرعية في توصيف يعطيه للمرة الأولى في الحديث عن "حزب الله" الذي كان يسمى في قاموسه السياسي بـ "حزب السلاح".
وقالت مصادر مطلعة لـ "العرب اليوم" ان الحريري اعطى هذه الصفة لحزب الله خشية من الحسابات الدولية والأوروبية التي اعطت الجناح العسكري منه صفة "إرهابية" وادرج هذا الجناح على لوائح المنظمات الإرهابية ويخضع لسلسلة من العقوبات الأوروبية والأميركية.
وكانت سلسلة من المواقف رحبت بموقف الحريري ولا سيما على لسان رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس امين الجميل ورئيس الحكومة المستقيلة نجيب ميقاتي وعدد كبير من رؤساء الأحزاب والمراجع الدينية والسياسية والحزبية والإقتصادية التي تنتظر ولادة الحكومة الجديدة بفارغ الصبر.
أرسل تعليقك