رام الله - العرب اليوم
قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية إنه لا يوجد شريك إسرائيلي لصنع السلام، وإن اجتماع «المجلس المركزي» الفلسطيني سيناقش خريطة طريق تلتف حولها الفصائل الفلسطينية، فيما بثّ وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، مزيداً من الأمل، أمس، واعتبر أن «عملية مصالحة قد بدأت بين الفصائل الفلسطينية» التي تستضيفها العاصمة الجزائرية.
وفي جلسة الحكومة الفلسطينية، أمس، تحدث أشتية عن اجتماع المجلس المركزي المرتقب، وقال إنه سيعقد خلال الأسبوع المقبل في مدينة رام الله، للبحث في السبل الكفيلة لمواجهة التحديات الاستيطانية المتواصلة والاعتداءات، وانغلاق الأفق السياسي، إضافة إلى تصليب الوضع الداخلي، ليكون قادراً على مواجهة تحديات المرحلة المقبلة، في ضوء ما تنفذه الحكومة الإسرائيلية من سياسات عنصرية وتطهير عرقي. مشدداً على أن المطلوب من المجلس المركزي «رسم خريطة طريق لمسار نضالي سياسي، تلتف حولها جميع الفصائل والقوى الفلسطينية».
دعوة أشتية إلى خريطة طريق توافق عليها الفصائل، جاء في وقت ما زالت فيه فصائل فلسطينية تُجري في العاصمة الجزائرية مباحثات حول المصالحة، لكن مع تباين كبير في المواقف يثير شكوكاً حول إمكانية نجاح المهمة الجزائرية. وقد وصل، السبت، وفد من «الجهاد الإسلامي»، من أجل مباحثات مع المسؤولين الجزائريين الذين أجروا سابقاً مباحثات مع فصائل أخرى، بينها «فتح» و«حماس» و«الجبهة الشعبية».
وتسعى الجزائر إلى إحداث تقدم قبل قمة الجامعة العربية المرتقبة في العاصمة الجزائرية، باعتبار أن توحيد الفلسطينيين جزء من خطة أوسع لدعمهم عربياً ودولياً، وإطلاق عملية سلام جديدة. وستعمل الجزائر على التوصل إلى رؤية مقبولة، من أجل طرح ورقة في اجتماع فصائلي عام بعد اجتماع الجامعة العربية. لكن لا يوجد أي مؤشر في مباحثات الجزائر على دفع اتفاق مصالحة للإمام، فقد تمسكت «فتح» بتشكل حكومة وحدة تلتزم بالشرعية الدولية قبل أي شيء، وأصرت «حماس» على انتخابات شاملة، بما في ذلك منظمة التحرير، قبل المضي في أي اتفاق، كما أنها رفضت شكل الحكومة التي يطرحها عباس حتى الآن. وشملت الخلافات، إضافة إلى الحكومة والانتخابات، دور السلطة في غزة وفي عملية إعادة الإعمار.
وأخذت «الجبهة الشعبية» و«الجهاد» مواقف أقرب لـ«حماس»، وطالب ممثلوها بتطبيق مخرجات الحوارات الوطنية السابقة، التي نصت على ضرورة البدء بإعادة بناء وإصلاح منظمة التحرير، وضرورة إجراء انتخابات شاملة للمجلس الوطني وبناء مرجعية وطنية وقيادة مؤقتة. وكانت آخر محاولة لإنجاز اتفاق مصالحة في يونيو (حزيران) الماضي في القاهرة، اصطدمت بخلافات حول كل شيء، منظمة التحرير والحكومة وإعادة إعمار قطاع غزة.
لكن وزير الخارجية الجزائري بثّ مزيداً من الأمل، أمس، وقال إن «عملية مصالحة قد بدأت بين الفصائل الفلسطينية». وأضاف الوزير رمطان لعمامرة في مؤتمر صحافي في الكويت، أن «الجزائر لها خبرة طويلة في جمع الشمل الفلسطيني». مشدداً على أن «مشوار المصالحة الفلسطينية وجهودنا تهدف لجعل الجانب الفلسطيني المشارك في القمة يتحدث بصوت يعبر عن جميع الفصائل». وتابع القول: «متفائلون بشأن المصالحة الفلسطينية، رغم أننا في بداية المشوار».
وفي مستهل جلسة الحكومة الفلسطينية، أمس، قال أشتية، إن سياسة الحكومة الإسرائيلية «متطرفة بشأن رفض إقامة الدولة الفلسطينية، وتشجع على العنف»، وإن كل ما يجري يثبت أنه لا يوجد شريك في الطرف الإسرائيلي لصنع السلام، وإن «حكومة (نفتالي) بنيت تعمل بشكل ممنهج على تدمير إمكانية إقامة دولة فلسطين». داعياً الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي إلى التدخل العاجل لوقف المخططات الإسرائيلية، التي ستبتلع في حال تنفيذها مزيداً من أراضي مدينة القدس المحتلة، وتقطع التواصل الجغرافي بين شمال الضفة، وجنوبها.
وفي هذا السياق، أدان رئيس الحكومة الفلسطينية سياسة هدم المنازل والتهجير القسري التي تتبعها سلطات الاحتلال في القدس، ورفضها المخططات الهيكلية التي تعتزم تطبيقها، خاصة في العيسيوية، والتي من شأنها تهديد كثير من منازل المواطنين بالهدم، بينما يتوسع البناء الاستيطاني في مستوطنة «معالي أدوميم»، ومنطقة «E1».
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك