أعلنت وزارة الموارد المائية عن نجاحها في إمرار الموجة الفيضانية في محافظة صلاح الدين (170 كم) شمال العاصمة بغداد، وقالت الوزارة، في بيان، أمس، إن «مديرية الموارد المائية في محافظة صلاح الدين، وبالتعاون والتنسيق مع تشكيلات الوزارة الأخرى، تمكنت من إمرار موجة فيضانية على عمود نهر دجلة».
وأوضحت الوزارة أن «الجهد الآلي والهندسي والفني لجميع ملاكات الوزارة وضع خطط استباقية قبل موسم الفيضان من أجل تقليل الأضرار البشرية والمادية والممتلكات العامة، ولساعات متأخرة من الليل».
وعلى الرغم من التطمينات المتلاحقة التي تطلقها الحكومة الاتحادية بشأن قضية الفيضانات والسيول، إلا أن المخاوف الرسمية والشعبية ما زالت قائمة في الكثير من المحافظات التي تضرر بعضها فعلاً بموجة الفيضانات.
وأعرب رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، الأسبوع الماضي، عن اعتقاده بوجود «مبالغات غير جادة، وتخويف للناس غير مبرر من السيول والأمطار». لكنه اعترف أن بلاده «تواجه ضغوطاً مائية شديدة» نتيجة السيول والأمطار الغزيرة التي سقطت مؤخراً.
بدوره، يقول المتحدث باسم «مجلس عشائر صلاح الدين»، مروان جبارة، إن «وزارة الموارد نجحت في إمرار الموجة الفيضانية عبر سد سامراء إلى منخفض الثرثار، لكن بعض القرى والعوائل القريبة من ضفاف النهر تضررت فعلاً نتيجة ارتفاع مناسيب المياه في دجلة».
ويؤكد جبارة، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، على «غرق قرى الزوية ومسحك في ناحية العلم، وقرى أخرى قريبة من حافة النهر مثل الفندي والدبسة وحويجة العالي، إضافة إلى قرى أخرى في سامراء». ويرى أن «الحكومة لا تتحمل كامل المسؤولية في الأضرار التي لحقت بالمواطنين، لأن بعضهم تعمد السكن والزراعة على ضفاف النهر الممنوعة أصلاً».
وطالب رئيس حزب «المسار المدني» النائب عن محافظة صلاح الدين، مثنى عبد الصمد السامرائي، أمس، بصرف تعويضات للمتضررين من الفيضانات الأخيرة. وقال مكتب السامرائي، في بيان، أمس، إن «عدداً من ضواحي مدينة سامراء والقرى المحيطة بها تعرضت للفيضانات بسبب موجة الأمطار الأخيرة وارتفاع منسوب المياه، ما أدى لغرق مناطق زراعية واسعة وتعرّض أصحابها لخسائر مادية فادحة».
في غضون ذلك، أكدت مصادر رسمية في محافظة ميسان الجنوبية، أمس، «طلب الجانب الإيراني من الحكومة العراقية إيقاف حركة المسافرين والحركة التجارية في منفذ الشيب، بسبب السيول التي تتعرض لها إيران حفاظاً على سلامة المسافرين».
وفي العاصمة بغداد تشير توقعات وزارة الموارد المائية إلى ارتفاع مناسيب المياه في دجلة، في الأيام القريبة المقبلة، إلى نحو 3 أمتار عن معدلاتها الحالية، ما يهدد بغرق عشرات الحدائق والمنتجعات المشيدة على ضفاف النهر.
أقرأ أيضاً :
السيول تُلحق أضرارًا بالغة بـ308 مدارس ومئات المنازل في إيران
وحذّر محافظ بغداد فلاح الجزائري، أمس، أصحاب المطاعم والمشروعات الاستثمارية، وجميع الموجودين على شواطئ نهر دجلة من مطاعم ومنشآت ومواطنين، وأنذرهم بعدم البقاء في حوض دجلة اعتباراً من هذا الأسبوع. وحذّرت محافظات كثيرة، ومنها نينوى، السكان، من الاقتراب من ضفاف نهر دجلة تجنباً للمخاطر المحتملة التي قد تنجم عن ارتفاع مناسيب النهر.
وبادرت خلية الأزمة في محافظة ميسان الجنوبية إلى إخلاء المنازل القريبة من النهر وتوزيع الخيم والسلات الطبية، وقال المتحدث باسم مجلس المحافظة ميسان عامر نصر الله، أول من أمس، إن «كمية إطلاقات مائية وصلت مقدارها 650 متراً مكعباً في الثانية، ونشاهد الوضع الحرج لمناطق جنوب العمارة (مركز المحافظة)، وبالأخص مناطق الهدام والمناطق القريبة من حوض دجلة في المشرح».
وعقد مجلس محافظة واسط، أمس، جلسة طارئة لمناقشة أزمة ارتفاع مناسيب المياه، وصوت المجلس على «تخصيص 250 مليون دينار تضاف إلى خلية الأزمة المشكلة من قبل ديوان المحافظة». وأعلن محافظ واسط، محمد جميل المياحي، أول من أمس، تفكيك جسرين عائمين في المحافظة، بسبب ارتفاع مناسيب نهر دجلة التي تسببت بغرق حدائق ومناطق قريبة من سدة الكوت.
وفي إقليم كردستان، شمال البلاد، أظهرت صور تناقلتها وسائل إعلام كردية ومحلية انهيار أجزاء من جبل في منطقة برواري بالا التابعة لقضاء آميدي بمحافظة دهوك، نتيجة الأمطار الغزيرة التي اجتاحت إقليم كردستان، أمس. وتسببت الانهيارات بإغلاق الطريق الرابطة بين عدد من القرى التابعة لقضاء آميدي. وجاء الخبر «السعيد والوحيد» بشأن السيول والفيضانات من محافظ كركوك الشمالية، حيث أكد محافظها راكان الجبوري، أمس، على عدم وجود فيضانات في المحافظة، وأن الطرق لم تقطع داخلها.
وقال الجبوري، رداً على أنباء تحدثت عن فيضانات وتسجيل إصابات بين المواطنين، في مؤتمر صحافي أمس، إن «المحافظة لم تسجل أي عدد من الضحايا داخل المحافظة وخارجها، خلال موجة الأمطار والسيول، وأنها تخلو من الفيضانات، ولم يتم قطع أي طريق داخل كركوك». وأضاف: «عملنا على زيادة مضخات لسحب الفيضانات التي ارتفعت قليلاً لحماية المواطنين، وقمنا بتخصيص موازنة مالية لمكافحة الفيضانات والسيول».
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
مقتل 57 شخصًا وإصابة المئات جراء الفيضانات في إيران
توقعات بانتهاء المجاعات وبدء عصر الفيضانات خلال القرن الجاري
أرسل تعليقك