انخفاض منسوب بحيرة طبريا يدفع إسرائيل الى التفتيش عن حلٍ ينقذها من العطش
آخر تحديث GMT09:27:03
 العرب اليوم -

مخطط تحلية مياه البحر في إيلات قد يكون حلا لمشلكة الجفاف ومفتاحاً للسلام

انخفاض منسوب بحيرة طبريا يدفع إسرائيل الى التفتيش عن حلٍ ينقذها من العطش

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - انخفاض منسوب بحيرة طبريا يدفع إسرائيل الى التفتيش عن حلٍ ينقذها من العطش

بحيرة طبريا في فلسطين المحتلة
القدس المحتلة ـ كمال اليازجي

إذا توجهت إلى بحيرة طبريا في فلسطين المحتلة، حيث يقال إن "السيد المسيح" قام بمعجزة المشى على مياهها، سترى اليوم أن الزوار والسواح يفعلون المعجزة ذاتها، ولكنهم يسيرون في مستنقع موحل، لأن مياه البحيرة تتقلص وتقل باستمرار.

وقالت صحيفة الـ"إندبندنت" البريطانية في تقرير لها، إن خزان الماء الأكبر في إسرائيل، الذي يغذي نهر الأردن والبحر الميت، يتقلص بسرعة بسبب الإفراط في التضخم والجفاف المستمر من نحو 5 سنوات.

وأشارت الى أن الحجاج المسيحيين والسباحين يقفون حالياًعلى أقدامهم، حيث يصل مستوى أعمق منطقة في البحيرة إلى ركبتهم، في حين ظهرت على الحافة الجنوبية للبحيرة جزيرة صغيرة، لم تكن موجودة منذ سنوات، وترتفع ببطء كلما انحسرت مياه البحيرة.

أقرأ يضًا

- الأردن يستضيف المرحلة قبل النهائية من اتفاقية "الأسرى" اليمنيين

وعلى مدار الـ15 عاما الماضية، انخفض منسوب المياه في البحيرة بمقدار 6 أمتار، ويمكن أن تصل هذا العام إلى الخط الأسود أي ما يعادل 214.87 مليون تحت مستوى سطح البحر العالمي. وفي تلك المرحلة، لا يمكن التراجع عن الضرر، وستبقى البحيرة الشهيرة، التي كانت تمثل في السابق 30% من مصادر المياه الإسرائيلية، مجرد طين. ولكن الآن ارتفع منسوب المياه بضعة سنتيمترات فوق مستوى الخطر بسبب تساقط المطر الغزير.

ولن يتأثر فقط السياح والحجاج، ولكن جميع المناطق الواقعة عند البحيرة الاستراتيجية، وتعد مستويات الهبوط في بحيرة طبريا مجرد عرض لأزمة أوسع تتصارع إسرائيل معها، حيث قضى التغير المناخي على احتياطاتها من المياه.

ويقول تشيزا ليفشيتز، نائب المدير العام لوزارة الطاقة والموارد المائية الإسرائيلية لصحيفة الإندبندنت: "شهدنا جفافا حادا خلال السنوات الخمس الماضية، وهو ما يعني هطول أقل من 80٪ من المعدل السنوي للأمطار." ولم تكن مستويات مياه الأمطار بهذا السوء منذ عشرينيات القرن الماضي. وأضاف:"نستعد لجفاف في المستقبل لأننا نرى الآن في جميع أنحاء العالم أننا نعاني من تغير المناخ."

وتقول شركة "ميكروت"، وهي شركة المياه الوطنية الإسرائيلية، التي توفر نحو 90% من مياه الشرب في البلاد، إن النماذج المناخية للسنوات المقبلة لا تجلب أخبارا جيدة، في حين تقول روث رينيه، المتحدثة باسم "ميكروت": إن "التوقعات تشير إلى انخفاض مستمر بنسبة 25% بحلول عام 2050، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى نقص المزيد من احتياطات المياه الطبيعية." وتضيف إن "حجم الطلب في القطاع المحلي ازداد أيضا خلال العامين الماضيين، مما يزيد من تعقيد المشكلة".

وتغذي بحيرة طبريا البحر الميت، الذي يمتد بين إسرائيل والضفة الغربية والأردن، وتتقلص بمعدل متر سنويا، وفي هذا الموقع، يتأثر أيضا نهر الأردن، حيث انخفض من أكثر من 1.3 مليار متر مكعب في السنة إلى أقل من 30 مليون متر مكعب خلال نصف القرن الماضي، ويمكن لبحيرة طبريا المتقلصة أن تخنق ما تستطيع إسرائيل تقديمه للأردن، وهي واحدة من الدول الأكثر جفافا على الأرض، مما يزيد الضغوط على العلاقة بين البلدين. واضطرت إسرائيل إلى التوقف عن ضخ مياه البحيرة عندما وصلت إلى مستويات منخفضة للغاية.

وتلتزم البلدان المجاورة باتفاقات المياه الموقعة في التسعينيات، والتي أصبحت الآن تعاني من زيادة أعداد اللاجئين وتفاقم أزمة المياه. وباختصار، يحتاج الأردن إلى المزيد من المياه، ولكن إذا اعتمدت إسرائيل على بحيرة طبريا، فلن يكون بمقدورها توفير خزانات إضافية. وعلى الرغم من أن الإسرائيليين يحصلون على ما يكفي من المياه كل يوم، أكثر بكثير من نظرائهم الفلسطينيين، فإن التوقعات قاتمة، ولذا فإن الخطط الكبيرة هذه السنة تجري على قدم وساق.

وخلال التسعينيات، كانت إسرائيل واحدة من أوائل الدول التي استخدمت تكنولوجيا التناضح العكسي لتولد المياه في أول محطة تحلية لها في مدينة إيلات الجنوبية، وبعد 10 سنوات، قامت ببناء خمسة مرافق أخرى.

وتبني إسرائيل حاليا موقعين آخرين، بما في ذلك أكبر محطة لتحلية المياه في العالم في "سوريك"، جنوب تل أبيب، وأخرى في منطقة الجليل الغربي الفقيرة بالمياه، ويقول ليفشيتز إنه بحلول عام 2030، يمكن لهذه المصانع أن توفر ما يصل إلى 1.2 مليار متر مكعب من المياه سنويا لإسرائيل، وهذا من شأنه أن يزيد عن استهلاك حجمه 2.4 مليار متر مكعب سنويا يستخدمها المواطنون حاليا، وهو ما يعني أن إسرائيل قد تحصل على احتياطي من المياه، إضافة إلى ذلك، تقوم إسرائيل بتدوير 85% من مياهها، مما يجعلها أكثر الدول كفاءة في استخدام المياه في العالم، علماً بأن أقرب دولة تلحق بها هي إسبانيا، بنسبة 20%.

وتأمل إسرائيل بهذه التكنولوجيا إنقاذ بحيرة طبريا وإنهاء أزمة المياه المتزايدة الناجمة عن انحسار خط المياه. ووفقا لوزارة الطاقة والموارد المائية، فإن السلطات تخطط لجر المياه المحلاة من وسط إسرائيل إلى البحيرة، حيث تصل في نهاية المطاف إلى 120 مليون متر مكعب يتم ضخها في كل عام، وهذا من شأنه أن يرفع مستوى المياه بنحو 1 مليون سنويا، وربما ينقذها خلال 10 سنوات.

ويقول ليفشيتز إن البلاد تهدف بحلول عام 2022، ليس فقط إلى إعادة إحياء بحيرة طبريا، بل أيضا إعادة شحن سبع بحيرات عبر شمال البلاد المتعطش.

لكن تكنولوجيا إنتاج المياه في إسرائيل أثارت تساؤلات حول توفير المياه للأراضي الفلسطينية، في الضفة الغربية. وتقول جماعات حقوق الإنسان إن اتفاقيات المياه التي مضى عليها 25 عاما مع إسرائيل تعرقل بشكل فعال بناء البنية التحتية للمياه الفلسطينية، في حين تقوم بسحب الموارد إلى مواطني إسرائيل في بعض المستوطنات في الضفة الغربية، حيث تحصل على أربعة أضعاف كمية المياه التي يحصل عليها الفلسطينيون. وفي قطاع غزة، يجبر الفلسطينيون تحت الحصار على استخدام المياه الجوفية الساحلية، وإذا استمروا في استخدامها، ستنفذ في العام المقبل، مما يترك 2.2 مليون شخص دون مصدر طبيعي للمياه.

وتجادل منظمات مثل EcoPeace، التي لديها مكاتب في جميع أنحاء إسرائيل وفلسطين والأردن، بأن الأزمات المائية، بغض النظر عن كونها غير إنسانية، تؤثر في النهاية على أمن إسرائيل، ويقولون إن زيادة التعاون بين الدول، بما في ذلك تقاسم الطاقة والموارد المائية، يمكن أن يكون حجر الزاوية في السلام.

وتبدو الفكرة وكأنها ترشح إسرائيل لعمل ذلك، حيث يقول ليفشيتز إن "البلاد تأمل في مساعدة جيرانها العرب مثل العراق، الذين يعانون من موجات الجفاف الخطيرة، عن طريق بيعهم المياه المحلاة الرخيصة.

ويوافق سكور أوري، المتحدث باسم سلطة المياه الإسرائيلية، على ذلك، ويقول إن "قدرة إسرائيل على إعادة تدوير المياه واستخدام تحلية المياه يمكن أن تكون أداة للخير".

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا

- العراق والأردن يعقدان اتفاقًا لبيع النفط بنصف مليون دولار يوميًّا

- إسرائيل توفر حماية لجرائم المستوطنين في الإراضي الفلسطينية

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انخفاض منسوب بحيرة طبريا يدفع إسرائيل الى التفتيش عن حلٍ ينقذها من العطش انخفاض منسوب بحيرة طبريا يدفع إسرائيل الى التفتيش عن حلٍ ينقذها من العطش



جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 21:08 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات سهرة أنيقة من وحي ماغي بوغصن
 العرب اليوم - إطلالات سهرة أنيقة من وحي ماغي بوغصن

GMT 20:41 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

الألوان الترابية الدافئة في ديكور خريف 2024
 العرب اليوم - الألوان الترابية الدافئة في ديكور خريف 2024

GMT 09:27 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله يوجه رشقة صاروخية كبيرة على حيفا
 العرب اليوم - حزب الله يوجه رشقة صاروخية كبيرة على حيفا

GMT 23:24 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين رئيس تكشف عن شخصيتها في فيلم «الفستان الأبيض»
 العرب اليوم - ياسمين رئيس تكشف عن شخصيتها في فيلم «الفستان الأبيض»

GMT 09:20 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

الألعاب الإلكترونية منصة سهلة لتمرير الفكر المتطرف
 العرب اليوم - الألعاب الإلكترونية منصة سهلة لتمرير الفكر المتطرف

GMT 04:26 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

الحالة الطاووسية

GMT 04:17 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

لو فعلَتْ لكان أكرم لها

GMT 21:19 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل حسن جعفر قصير صهر نصر الله في غارة المزة في دمشق

GMT 15:12 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

إقالة أليو سيسيه من تدريب منتخب السنغال

GMT 07:46 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

GMT 05:19 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

صفارات الانذار تدوي في موقع ناحل عوز شرق مدينة غزة

GMT 22:58 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ليل يحقق فوزاً تاريخياً على ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا

GMT 05:27 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

تايوان تستعد لإعصار كراثون مدمر

GMT 04:31 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

أبو عبيدة يُشيد بالقصف الصاروخي الذي شنته إيران على إسرائيل

GMT 15:18 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل 14 جنديا باشتباكات في جنوب لبنان

GMT 03:55 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

عن خرافات القوة الناعمة

GMT 20:10 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

فيفا يهدد إسبانيا بسحب تنظيم كأس العالم 2030

GMT 06:36 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

استئناف الرحلات الداخلية في مطار مهر آباد بالعاصمة طهران

GMT 22:56 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

هزيمة مذلة لأتلتيكو مدريد أمام بنفيكا في دوري أبطال أوروبا

GMT 11:00 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

بدء الاجتماع الطارئ للجامعة العربية بخصوص لبنان

GMT 04:36 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

الحرب الموازية في السودان

GMT 05:22 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

20 غارة على الضاحية الجنوبية في لبنان خلال ساعات

GMT 21:54 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

غارات إسرائيلية تقتل 90 فلسطينيا في يوم واحد

GMT 15:22 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل تقر بتضرر عدة قواعد جوية في الهجوم الإيراني

GMT 15:53 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الشيكل الإسرائيلي يهبط لأدنى مستوياته في 8 أسابيع
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab