سهل نينوى آخر الحدائق المسيحية في العراق خال من سكانه
آخر تحديث GMT06:10:13
 العرب اليوم -

"سهل نينوى" آخر الحدائق المسيحية في العراق خال من سكانه

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "سهل نينوى" آخر الحدائق المسيحية في العراق خال من سكانه

البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية وبابا الفاتيكان
بغداد - العرب اليوم

يستعد المسيحيون في بلدة قراقوش لاستقبال بابا الفاتيكان، الذي سيؤدي صلاة التبشير الملائكي في كنيسة الطاهرة الكبرى هناك، وسيلتقي الأهالي في تلك البلدة، التي تعد من أقدم المناطق المسيحية وأعرقها في الشرق ككل.وطوال أسبوع كامل مضى، قام صبري ياقو وزوجته بترميم وصبغ منزلهم الكبير في قراقوش، لاستقبال البابا فرنسيس وحول تحضيرات استقبال البابا قال ياقو: "سيصل قداسة البابا إلى بلدتنا، وسيصلي لأجل السلام في كنيسة الطاهرة الكبرى، التي تبعد عن بيتنا أقل من 50 مترا، ونريد لحينا أن يكون بهيا في انتظاره، وإن كان خاليا من أغلب سكانه".وتقع كنيسة الطاهرة الكبرى في الجانب الغربي من مركز بلدة قرقوش، ذلك المركز الذي يضم أقدم الآثار التاريخية لوجود المسيحيين العراقيين.

وياقو مواطن عراقي آشوري مسيحي، عاد إلى بلدته قبل شهور قليلة، بعد أن نزح منها في صيف العام 2014، عقب سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على مدينة الموصل والسهول المحيطة بها، التي كانت في دفتها الشرقية تضم عددا من البلدات والقرى المسيحية، وكانت الجغرافيا العراقية الوحيدة ذات الطابع الآشوري الكلداني المسيحي بعمومها وكان ياقو يملك ورشة للتطريز في بلدته تلك، ويصدّر منها بضائعه المصنعة إلى مختلف مناطق العراق، لكن ورشته تعرضت لنهب كامل أثناء سنوات احتلال داعش لبلدة قرقوش، فنزح مع أبنائه إلى إقليم كردستان العراق، ومنها هاجر ثلاثة من أبنائه إلى السويد، بينما يرفض ولداه الباقيان العودة من الإقليم إلى بلدتهم قرقوش.

وطوال السنتين الماضيتين، أصدرت منظمات وأحزاب سياسية مسيحية تقارير متتالية حول نسبة وأرقام العائدين إلى البلدات والقرى المسيحية في سهل نينوى، قالت فيها أن بلدة قرقوش هذه، التي كانت أكبر بلدات السهل المسيحي، وكانت تضم قرابة خمسين ألف ساكن، عاد أليها ما دون نصف سكانها السابقين، وأغلبهم من الطبقات الاجتماعية غير المنتجة والفعالة اقتصاديا، المُجبرة على الاختيار بين العودة أو البقاء في مخيمات النزوح  وشغل مهاجرون جدد الفراغ الذي صار في هذه البلدات، الذي بلغ مجموع العائدين إلى مناطقهم الثلث فقط، وهُم في حالة قلق سكاني، بحيث عاود الكثير منهم النزوح مرة ثانية من تلك المناطق، بسبب سوء الأحوال الأمنية والخدمية فيها.وتقدر مساحة السهل بحوالي 50 ألف كيلومتر مربع، وتضم العشرات من البلدات، مثل بعشيقة وبحزاني وتل أسقف وتلكيف وكرمليس وبرطلة، إلى جنب المئات من القرى التي كانت عامرة بالصناعات الزراعية، التي كانت تصدّرها لجميع أنحاء العراق، لكن مجموع الأعمال وأنماط الحياة التي كانت ذات هوية خاصة في تلك المنطقة، لم تعد موجودة.

وأرجع الباحث والناشط جورج نبيل صراف أسباب عدم عودة المسيحيين إلى قراهم وبلداتهم في منطقة سهل نينوى إلى ثلاثة أسباب، ويقول في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية": "التركيبة الديموغرافية والدينية والقومية لأبناء تلك المنطقة تمتلك حساسية خاصة تجاه العنف، بالإضافة إلى موقعها الجغرافي الواقع في خطوط التصدع بين القوى المتصارعة. فقد كان احتلال داعش لمدينة الموصل وسهل نينوى شمالها، وكمية العنف التي مارستها، دورا في تفزيع المجتمع المسيحي في مناطقهم السهلية" وأضاف صراف واصفا تلك الحالة بأنها كانت مجرد بوابة لما حدث فيما بعدها: "جاءت عسكرة وهيمنة القوى المسلحة على تلك المنطقة والمناطق المحيطة بها بعد مرحلة التحرير لتزيد من حالة خوف السكان، فالصراع الحديث لم يعد مجرد تنافس سياسي، بل ثمة نُذر لصراع. الصراع حول تابعية المنطقة، بين الحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان العراق يزيد من مدى قلق تلك المنطقة".

ويعتبر مسيحيو سهل نينوى أنفسهم "أضعف" الجماعات الأهلية في تلك المنطقة، التي كانوا يشكلون أغلبيتها المُطلقة.ومنذ العام 2003 طالبت العديد من القوى السياسية المسيحية بتشكيل محافظة خاصة في منطقة سهل نينوى، أن تكون تابعة إداريا وعسكريا إما للحكومة المركزية أو لحكومة إقليم كردستان العراق، لكي تملك مستوى من الاستقلال الأمني والاقتصادي الداخلي، حتى يشعر سكانها بنوع من الأمان، دون خشية من محيطهم أو من الصراعات السياسية والأهلية المحيطة بهم ولم يتم الانتباه لذلك المشروع من قِبل القوى السياسية العراقية، التي كانت تعتبر السيطرة المنطقة المسيحية جزء من أدواتها للتحكم بالجماعات الأهلية العراقية، وأضيف لذلك عدم اهتمام أميركي في السنوات الأولى للاحتلال بتغيير أية وقائع عراقية معقدة، سواء المناطق المتنازع عليها، أو مستقبل المناطق ذات الهوية المسيحية.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

البابا فرنسيس يصل إلى بغداد في أول زيارة بابوية للعراق

استعدادات مكثفة بمطار بغداد قبيل وصول بابا الفاتيكان

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سهل نينوى آخر الحدائق المسيحية في العراق خال من سكانه سهل نينوى آخر الحدائق المسيحية في العراق خال من سكانه



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
 العرب اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab