قصفت المدفعية السعودية مساء الخميس، مواقع الميليشيات الحوثية في مديريات "رازح والظاهر وحيدان" الواقعة على الشريط الحدودي السعودي مع اليمن، رداً على اعتداءاتها المتجددة. وبالتزامن مع هذا القصف، جدد طيران التحالف العربي غاراته على محافظات "صعدة والحديدة وحجة وصنعاء"
وزعم مصدر حوثي في صنعاء لوكالة "سبوتنيك"، بأن طيران التحالف استهدف بـ 10 غارات مديرية "رازح" غرب صعدة استهدفت منطقتي "الأزهور والقد". أما في محافظة الحديدة غرب اليمن، فقد أشار المصدر إلى مقتل 4 أشخاص وإصابة 2 بغارة لطيران التحالف على حافلة للنقل في مديرية "المراوعة" شرق مدينة الحديدة، وذلك عقب استهدافه المديرية بـ 3 غارات. كذلك أصيب 5 أطفال جراء سقوط قذائف مدفعية على منطقة "7 يوليو" في المدينة، كما جُرح طفل بقذيفة استهدفت منطقة الصقور في مديرية زبيد جنوب الحديدة.
وكانت الميليشيات الحوثية واصلت أمس الأعمال القتالية بالتزامن مع حملات قمعية ضد سكان المدينة، واكبتها تحركات للتمترس وحفر الخنادق في الأحياء السكنية بالمدينة. وزعمت مصادر نقلت عنها وكالات الأنباء توقّف الاقتتال، لكن التحالف العربي لم يؤكد صدور أمر بوقف الحملة العسكرية، وفقاً للمتحدث باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن العقيد الركن تركي المالكي في تصريح نشرته "رويترز". كما أكد المتحدث في تصريح نقلته عنه وكالة الصحافة الفرنسية القول إن "العمليات العسكرية مستمرة، كل عملية لها خصائصها ومسارها".
وأعلنت "ألوية العمالقة" التابعة للجيش اليمني الوطني أنها تنفّذ عمليات تمشيط واسعة لعدد من المزارع، وقتلت عدداً من مسلحي ميليشيا الحوثي بالإضافة إلى جرح العشرات منهم كانوا يحاولون التسلل عن طريق المزارع لقصف مساكن المواطنين وقطع الطرقات. وذكر المركز الإعلامي لألوية العمالقة أن الألوية تواصل تأمين المناطق والطرقات التي يمر عبرها المواطنون والمسافرون، والتي تم تحريرها من سيطرة الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، وخاضت فيها ألوية العمالقة معارك عنيفة مع مسلحي الميليشيات وتمكَّنت من دحرهم منها.
وأفادت المصادر بأن الجماعة الموالية لإيران، واصلت زراعة الألغام في أحياء المدينة وحفر الخنادق، فضلاً عن إطلاقها صاروخاً من منطقة الصليف باتجاه الحديدة، وتحريك عناصرها لإحداث اختراقات نحو مواقع الجيش في مديرية "التحيتا". وكانت قوات التحالف رصدت، مساء الأربعاء، صاروخاً حوثياً أطلقته الميليشيات من مدينة الصليف باتجاه الحديدة إلا أنه سقط في البحر، بحسب ما أكدته تصريحات رسمية.
وأكد شهود في المدينة أن الميليشيات الحوثية بدأت حملة اعتقالات واسعة في صفوف السكان وقامت بتهجير مئات الأسر من منازلها في الأحياء الجنوبية والشرقية للمدينة، خصوصاً في الحي التجاري ومنطقة الكورنيش، وأحلّت فيها عناصرها المسلحين بالتزامن مع استمرارها في حفر الخنادق وإطلاق قذائف الهاون باتجاه مواقع قوات الجيش التي تطوق المدينة من ثلاثة اتجاهات.
وفي الأجزاء الجنوبية من محافظة الحديدة حيث توجد جيوب للميليشيات في مديرية التحيتا، أكدت مصادر حكومية أن الجماعة دفعت بعناصرها للهجوم في محاولة لإحداث اختراق نحو المواقع التي تتمركز فيها وحدات الجيش. وذكرت المصادر أن قوات الجيش دفعت بتعزيزات إلى مديرية التحيتا في مسعى لحسم المعركة من الجيوب الحوثية المتبقية في منطقة المغرس والمزارع المجاورة، رداً على تصعيد الجماعة الانقلابية.
ويرجح المراقبون العسكريون أن الميليشيات الحوثية ستسعى لاستغلال الهدنة في الحديدة من أجل تمتين تحصيناتها واستقدام المزيد من عناصرها الذين استقطبتهم للقتال من مناطق في حجة والمحويت وإب خلال الأيام الماضية. في غضون ذلك، أكد الموقع الرسمي للجيش اليمني "سبتمبر نت)"أن 37 حوثياً سقطوا قتلى وجرحى أمس في مواجهات ضارية بجبهة دمت شمالي محافظة الضالع المحررة.
وذكر الموقع أن المواجهات اندلعت عقب محاولة الميليشيات التسلل باتجاه مواقع محررة في قرى الحقب وبيت اليزيدي جنوب غربي المدينة، غير أن قوات الجيش أفشلت المحاولة وأجبرت عناصر الحوثي على التراجع والفرار. وبحسب المصدر أسفرت المواجهات عن مصرع 25 حوثياً وجرح 12 آخرين، علاوة على تدمير دبابة تابعة للجماعة وأسر ثمانية من عناصرها.
وأكد الموقع العسكري الرسمي أن مواقع عدة جنوب وغرب مدينة دمت تشهد مواجهات متواصلة، وسط تقدمات كبيرة يحرزها أفراد اللواء 83 مدفعية في منطقة مريس بقيادة العميد عادل الشيبة، واللواء الرابع احتياط بقيادة العميد فضل عبد الرب القاضي.
وفي السياق الميداني نفسه، أعلنت قوات الجيش اليمني أنها تمكنت في الساعات الأولى من صباح الخميس من صد هجوم عنيف شنته ميليشيات الحوثي على مواقع الجيش في ميسرة جبهة الملاجم شرق محافظة البيضاء.
ونقل موقع الجيش "سبتمبر نت" عن قائد كتائب النصر العميد ناصر علي القحيح تأكيده أن قوات الجيش الوطني أفشلت هجوم الميليشيات الانقلابية في ميسرة جبهة الملاجم حيث كانت تسعى في محاولة يائسة لاستعادة قمة جبل صوران الاستراتيجي بعد أن تمت السيطرة عليه، الأربعاء الماضي.
وأكد القحيح أن الميليشيات استخدمت في الهجوم مختلف أنواع الأسلحة وقذائف الهاون، لكنها تكبدت خسائر كبيرة في العتاد، وقتل أكثر من تسعة من عناصرها وأصيب آخرون.
أرسل تعليقك