أعلنت تركيا والولايات المتحدة أخيراً، إطلاق "آلية استراتيجية" تهدف لإصلاح العلاقات بين البلدين وفتح المجال لتعاون محتمل في مجالات الدفاع والاقتصاد ومكافحة الإرهاب.وتوترت العلاقات بين البلدين العضوين بحلف شمال الأطلسي "ناتو" خلال السنوات الماضية، بسبب قضايا عدة، بما في ذلك شراء تركيا لأنظمة الدفاع الصاروخي الروسية "إس 400" ودعم الولايات المتحدة للأكراد في سوريا وقضايا حقوق الإنسان.
وذكر "أكسيوس" أن مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند، التقت مع نائب وزير الخارجية التركي سيدات أونال في أنقرة الأسبوع الماضي، "لمراجعة القضايا ذات الاهتمام المشترك". كما التقت بكبير مستشاري الرئيس رجب طيب أردوغان إبراهيم قالن، في الصدد ذاته.
وأعقبت زيارة نولاند، زيارة أخرى من جانب وكيلة وزارة التجارة الأميركية ماريسا لاجو التي عقدت اجتماعات من أجل "تعزيز العلاقات التجارية بين واشنطن وأنقرة، والتشجيع على بدائل نظيفة وآمنة للطاقة في المنطقة".وفي إطار عملية التقارب مع واشنطن، قالت أنقرة إنها أعطت الأولوية لطلب مشترياتها لطائرات "إف - 16" الجديدة ومعدات تحديث من الولايات المتحدة لرفع مستوى قواتها الجوية.
وعاقبت واشنطن عدداً من كبار مسؤولي الصناعة الدفاعية في تركيا خلال ديسمبر 2020، بسبب الاستحواذ على منظومة "إس 400"، كما تم استبعاد تركيا من برنامج الطائرات المقاتلة "إف - 35". وتعود صفقة "إف - 35" إلى عام 1999، عندما انضمّت تركيا إلى كونسورتيوم دولي (مجموعة شركات)، تقوده الولايات المتحدة لصنع المقاتلة المتطورة من طراز "إف - 35".
وفي عام 2017، قررت أنقرة شراء منظومة الدفاع الجوي الروسية "إس 400"، متجاهلة اعتراضات واشنطن التي خشيت أن تخترق المنظومة الروسية مقاتلات "إف - 35"، وأقصت تركيا عن برنامجها في عام 2019.
ومع استبعاد تزويد أنقرة بمقاتلات "إف - 35"، ستحلّ مقاتلات "إف - 16" الجديدة مكان مقاتلات "إف - 16" و"إف - 4" القديمة في الأسطول التركي.
ولكن مسؤولين أميركيين ومساعدين في الكونجرس، يرجّحون أن تواجه الصفقة المقترحة مقاومة من مشرّعين متشائمين إزاء صفقة "إس - 400" والعلاقات الوثيقة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، إضافة إلى سياسات أنقرة في شرق المتوسط.
وبحسب أكسيوس، قدمت وزارة الخارجية الأميركية أخيراً، رسالة إلى الكونجرس تدعم بيع طائرات مقاتلة من طراز "إف - 16" إلى تركيا.
الأزمة الأوكرانية
ويأتي إطلاق "الآلية الاستراتيجية" فيما تقوم تركيا، التي لها حدود مشتركة مع روسيا وأوكرانيا في البحر الأسود، بدور الوسيط بين كييف وموسكو.
وساعدت الأزمة الأوكرانية تركيا على الاقتراب من الغرب، لكن التوترات طويلة الأمد لا تزال قائمة بشأن السياسة الخارجية للبلاد والتراجع في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان.
وبحسب "أكسيوس"، زارت نولاند قبرص أيضاً، حيث شددت على أهمية تقليل اعتماد المنطقة على النفط والغاز الروسيين.ووصفت الخطة المقترحة لتزويد أوروبا بالغاز الطبيعي من شرق البحر المتوسط بأنها مكلفة للغاية، قائلة إنه سيكون من الأفضل بناء موارد طاقة بديلة.ودعت أيضاً إلى التعاون بين تركيا واليونان وإسرائيل ومصر وقبرص بشأن نقل الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا.
قد يهمك ايضا
وفد تركي في تل أبيب للتنسيق لزيارة الرئيس الاسرائيلي الى تركيا
أردوغان يكشف عن الهدف المشترك مع الإمارات
أرسل تعليقك