إسرائيل وإيران تُؤجِّجان حربًا سريِّة في الأراضي السورية
آخر تحديث GMT13:39:58
 العرب اليوم -

لا تعدّ المعارك الانتقامية بين الطرفين جديدة

إسرائيل وإيران تُؤجِّجان حربًا سريِّة في الأراضي السورية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - إسرائيل وإيران تُؤجِّجان حربًا سريِّة في الأراضي السورية

صاروخ إيراني من الأراضي السورية
القدس المحتلة ـ كمال اليازجي

يظهر الفيديو متزلجا يرتدي سترة زرقاء، ينزلق إلى منحدر للأسفل، قبل أن تتحرك الكاميرا للأعلى، لكن ما ظهر في خلفية الفيديو كان مخيفا. كان هذا التعليق مكتوبا على مقطع فيديو مدته 37 ثانية نشره جيش الاحتلال الإسرائيلي عبر موقع "تويتر" الإثنين "هذا ما تراه الأسر التي تذهب للتزلج على جيل حرمون في شمال إسرائيل حين ينظرون إلى الأعلى"، وما كان في الخلفية هو صاروخ إيراني باتجاههم قادم من الأراضي السورية.

وذكرت مجلة "تايم" الأميركية أن تصوير عملية التزلج كان في 20 يناير/ كانون الثاني، ويبدو أنه من نظام الدفاع الصاروخي للقبة الحديدية في إسرائيل، والتي يبدو أنها اعترضت صاروخ أرض أرض، أطلق على مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل، وهي هضبة مرتفعة في جنوب غرب سورية، بعد فترة وجيزة من شن إسرائيل سلسلة من الضربات الجوية الانتقامية ضد الأهداف الإيرانية في سورية.

وشملت تلك الأهداف ما أطلق عليه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مستودعات إيرانية تحتوي على أسلحة إيرانية، في مطار دمشق الدولي، وبطارية من بطاريات الدفاع الجوي العسكرية السورية، بما في ذلك بعض الأجهزة الروسية الصنع.

وقتلت الغارات الجوية الإسرائيلية 21 شخصا، من بينهم 12 عضوا من الحرس الثوري الإيراني، و6 من المقاتلين السوريين، و3 من غير السوريين، وردا على ذلك، أصدر مسؤول إيراني رفيع المستوى، تهديدات جديدة بإبادة إسرائيل، كما حذرت سورية من ضرب مطار تل أبيب، وفي الوقت نفسه، دعت روسيا إسرائيل لوقف الغارات التعسفية على أراضي دولة ذات سيادة، وبحلول الخميس، نشرت إسرائيل نظام القبة الحديدة في تل أبيب لتزويد المنطقة الحضرية بغطاء جوي أكبر، وسط التوتر مع سورية، بالإضافة إلى توترات جديدة في قطاع غزة تجاه الجنوب.

ولا تعد المعارك الانتقامية أو التهديدات المشتعلة بين إسرائيل وإيران جديدة، لكن عنف هذا الأسبوع أكد المخاوف من أن محاولات كل من البلدين لوضع خطوط حمراء في سورية قد تزيد من خطر صراع الظل وتحويله إلى حرب مفتوحة، ونقدم هنا ما يجب أن تعرفه.

أقرا أيضًا: علم فلسطين يخدع إسرائيل في غزة وقواتها تفجّره للحفاظ على الأمن

تحليق الصواريخ فوق منتجع التزلج
يصف فيديو جيش الاحتلال جبل حيرمون كونه جزءا من شمال إسرائيل، لكن المجتمع الدولي لا يعترف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان، حيث احتلت إسرائيل معظم الهضبة خلال الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967، وضمتها من جانب واحد في عام 1981.

ورغم أن النزاع الإقليمي بين سورية وإسرائيل على مرتفعات الجولان لم يحل، وأن الدولتين كانتا في حالة حرب من الناحية الفنية منذ إقامة دولة إسرائيل، فإن الحدود الشمالية الغربية لإسرائيل على مدى عقود كانت أقل الجبهات تقلبا، ولكن تغير ذلك مع اندلاع الحرب السورية في عام 2011، حيث بدأت إيران في إرسال الأموال والموارد والجنود لدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

كان جزء من تدخل الجمهورية الإسلامية، ردا على التوجيه الأول من قوات النظام التي دخلت في صراع مع المتمردين السنة الذين تمولهم المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى. ويعد الهدف الاستراتيجي الرئيسي لطهران الآن هو زيادة قدرتها على ردع أي هجوم إسرائيلي محتمل على إيران، حسبما يقول بايام محسني، مدير مشروع إيران في كلية كينيدي للعلوم الحكومية في جامعة هارفارد، ويضيف أن وجود ميليشيات متحالفة مع إيران على الأرض على الحدود الشمالية الغربية لإسرائيل، قد يكون مغيرا لقواعد اللعبة، فيما يتعلق بهذا الرادع، كما أنها تزيد من قدرة إيران على دعم وتمويل حزب الله في جنوب لبنان، والذي تقع حدوده مع شمال إسرائيل، كما أن سبب هجوم إسرائيل هو الحد من مثل هذا السيناريو.

وقال نتنياهو في عام 2017: "إيران مشغولة بتحويل سورية إلى قاعدة تعزيز عسكرية، إنها تريد استخدام سورية ولبنان كجبهة للحرب ضد هدفها المعلن بإبادة إسرائيل، وهذا شيء لا يمكن لإسرائيل قبوله".

ترسخ إيران في سورية
تنفي إيران أي وجود عسكري أو قاعدة عسكرية رسمية لها في سورية، خارج نطاق القدرة الاستشارية التي تعترف بها علانية، ولا توجد أرقام محددة بخصوص القوات الموجودة على الأرض، لكن مات ما لا يقل عن 2000 إيراني في سورية منذ الحرب، كما تقول أريان طباباتي، وهي أستاذة سياسية في مؤسسة راند التي تتخذ من كاليفورنيا مقرا لها، وأضافت أن سورية تمثل أحد أهم الالتزامات التي قطعتها إيران خارج حدودها في العقود الأخيرة.

ويوجد عدد أكبر خلافا للمقاتلين الإيرانيين، حيث المقاتلين الأجانب الذين تدربهم إيران وتجهزهم في سورية، بالإضافة إلى قوات حزب الله والقوات السورية الموالية للرئيس الأسد، كما تدعم طهران الميليشيات الشيعية المكونة من مقاتلين أفغان وباكستانيين، وتقول طباباتي إن عدد المقاتلين الأفغان الذين قتلوا في سورية وصل إلى عشرات الآلاف.

إسرائيل وإيران تُؤجِّجان حربًا سريِّة في الأراضي السورية

وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية، يوم الخميس، فرضها عقوبات على فرقة فاطميون المدعومة من إيران، المؤلفة من مواطنين أفغان، وكتائب زينيبون، المؤلفة من مواطنين باكستانيين، وقال وزير الخزانة الأميركي، ستيفن منوشين في بيان: "إن النظام الإيراني الوحشي يستغل مجتمعات اللاجئين في إيران، ويحرمهم من الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل التعليم، ويستخدمهم كدروع بشرية للنزاع السوري".

ولا يقتصر الوجود الإيراني على الأرض، فقد استثمرت في كل شيء حيث الاتصالات السلكية واللاسلكية، واستخراج الموارد، وقطاع التعليم.

هل يمكن للولايات المتحدة أو روسيا المساعدة في نزع فتيل الوضع؟
ويقول الخبراء إن إسرائيل وإيران تحاولان وضع خطوط حمراء لأنشطة بعضهما في سورية، ولا تريدان الحرب، حيث يقول محسني من جامعة هارفارد: "في الوقت الحالي، مخاطر هذا التصعيد الخطير محدودة." لكن الآخرين يرون خطورة التصعيد كبيرة، فإذا كان صاروخا قادما من سورية يضرب المدنيين في مرتفعات الجولان، على سبيل المثال، أو إذا كانت ضربة إسرائيلية خاطئة قد ضربت البنية التحتية السورية أو الروسية، فقد يكون من الصعب احتواء الرد.

وقال غوست هيلترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية: "رغم أن روسيا، قالت يوم الأربعاء، إن الضربات الجوية الإسرائيلية يجب أن تتوقف، فقد تسامحت مع كمية محددة من الممارسة الإسرائيلية ضد أهداف إيرانية وموالية لإيران، في سورية، بشرط أن لا تؤثر على أصولها أو الأصول السورية، مضيفا: "تحاول موسكو بشكل عام مساعدة الاثنين على وضع خطوطهما الحمراء دون توريط نفسها، فهي لا تريد سيادة إيران أو إسرائيل"، لكن تتزايد الشكك حول مدى قدرة روسيا على السيطرة على نفوذ إيران على النظام السوري، حيث كتبت لينا الخطيب، رئيسة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تشاتام هاوس، في مقال لها في وقت سابق من هذا الشهر، إن الانسحاب المفاجئ للقوات الأميركية من شأنه أن يقوي يد طهران.

وحد وجود القوات الأميركية في شمال شرق سورية حتى الآن من حرية التنقل بين الميليشيات المدعومة من إيران وقوات الحشد الشعبي العراقي المتحالفة عبر الحدود، كما أن وجود القوات الأميركية يمنع وصول الإيرانيين إلى حقول النفط، حيث يمكن لعائداتها أن تعوض الأثر الاقتصادي للعقوبات الأميركية التي أعيد فرضتها مؤخرا.

وأضافت الخطيب أن الانسحاب الأميركي سيعطي إيران الزمان والمكان لتوطيد وجودها والوصول إلى الموارد، وفي نهاية المطاف سيجعل من الصعب على روسيا والأسد فصل سورية عن إيران.

وحافظت إسرائيل حتى وقت قريب على سياسة الغموض بشأن أنشطتها في سورية، مما يعني أنها لم تعترف صراحة بالمسؤولية عن الضربات على المنشآت الإيرانية أو قوافل القوات، كما أنها لم تعترف علنا بتمويلها للجماعات المتمردة في جنوب سورية لمنع وجود المقاتلين المدعومين من إيران، لكن في سبتمبر/ أيلول، قال مسؤول استخباراتي إسرائيلي، إن إسرائيل شنت أكثر من 200 هجوم على أهداف إيرانية في سورية، في العامين الماضيين. وقال رئيس أركان عسكري سابق في جيش الاحتلال الإسرائيلي لصحيفة "نيويورك تايمز" في وقت سابق من هذا الشهر، إن الجيش ضرب الآلاف من الأهداف في سورية منذ عام 2011.

وتبع الانفتاح الجديد إطلاق نحو 20 صاروخا في مايو/ أيار، على الجولان، والتي ألقت إسرائيل باللوم على إيران في إطلاقها، وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، في أعقاب سلسلة من الضربات الجوية الانتقامية التي ادعى أنها ضربت تقريبا كل البنية التحتية الإيرانية في سورية: "يجب أن يتذكروا أنها إذا امطرت في إسرائيل ستصب هناك. آمل أن نكون قد انتهينا من هذا الفصل، وفهم الجميع الرسالة"، لكن بالنظر إلى الخلف في الأسبوع الماضي، لا يبدو أن هذا هو الوضع.

وقد يهمك أيضًا:

إسرائيل تعتزم خصم مستحقات أُسر الشهداء

عدد قتلى الغارات الإسرائيلية قرب دمشق يرتفع الى 21 شخصاً معظمهم إيرانيون

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسرائيل وإيران تُؤجِّجان حربًا سريِّة في الأراضي السورية إسرائيل وإيران تُؤجِّجان حربًا سريِّة في الأراضي السورية



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
 العرب اليوم - أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد

GMT 14:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كوليبالي ينفي أنباء رحيله عن الهلال السعودي

GMT 03:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 20:22 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد الأوروبي يعلن صرف 10 ملايين يورو لوكالة "الأونروا"

GMT 19:55 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الجيش السوداني يقصف مركز إيواء في نيالا ويخلف قتلى وجرحى

GMT 19:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

تحذير لريال مدريد من انتكاسة طبية محتملة لمبابي

GMT 14:08 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

صلاح عبد الله يتعرض لـوعكة صحية مفاجئة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab