ماكرون يزور القاهرة الأحد لتعميق أواصر الصداقة بين مصر وفرنسا
آخر تحديث GMT12:47:16
 العرب اليوم -

سيوقّع مع الرئيس السيسي عددًا من الاتفاقات الاقتصادية لتعزيز الاستثمارات

ماكرون يزور القاهرة الأحد لتعميق أواصر الصداقة بين مصر وفرنسا

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - ماكرون يزور القاهرة الأحد لتعميق أواصر الصداقة بين مصر وفرنسا

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
القاهرة ـ سعيد فرماوي

يبدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون, الأحد 27 يناير/كانون الثاني زيارة رسمية لمصر، هي الأولى من نوعها منذ توليه الرئاسة في العام 2017, و تهدف الزيارة إلى تعميق أواصر الصداقة بين البلدين وتقوية الروابط التاريخية التي تجمعهما. وذكر "فرانس 24" أنه يُنتظر أن يوقّع ماكرون ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي  عددًا من الاتفاقات الاقتصادية تعزز الاستثمارات الفرنسية في مصر. 

أهم الملفات 

يأتي ماكرون إلى القاهرة حاملًاً بالكثير من الملفات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، فمصر تعتبر شريكا استراتيجيًا لباريس في منطقة الشرق الأوسط منذ عقود، عدة,كما تعول فرنسا كثيرًا على الثقل الجيوسياسي للقاهرة وعلاقاتها المتينة بالأطراف والقوى الفاعلة في المنطقة كالسعودية والإمارات وسورية وروسيا.

ويُنتظر أن يكون الملفان السوري والليبي على رأس المحادثات المشتركة, فالأوضاع في سورية تقلق فرنسا كثيرًا بخاصة بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب قوات بلاده الموجودة هناك والفراغ الذي ستحدثه هذه الخطوة في المشهد السوري وتأثير هذا القرار على الأطراف الموالية للغرب مثل الأكراد وكذا على الترتيبات السياسية لإعادة الاستقرار لهذا البلد الذي دمرته الحرب المستعرة منذ سبع سنوات. 

 اقرا ايضَا:

السيسي وعبد الله الثاني يؤكدان على مواجهة الإرهاب وترسيخ الاستقرار في المنطقة

وتستضيف القاهرة جزءً من المعارضة السورية على أراضيها مع الحفاظ في الوقت نفسه على علاقات طيبة بنظام الرئيس بشار الأسد وهو ما يخولها لعب دور الوسيط بين الطرفين. 

ويبدو أن أكثر ما يشغل الفرنسيين هو الوضع الأمني في ليبيا وتأثيره على دول الاتحاد الأوروبي شمال البحر المتوسط؛ فباريس تريد مناقشة الترتيبات الأمنية في هذا البلد المجاور لمصر والذي تعصف به الفوضى منذ سقوط نظام الزعيم الراحل معمر القذافي في 2011 والانقسام الذي تعاني منه البلاد بين سلطتين متصارعتين إحداهما معترف بها دوليًا في طرابلس والأخرى تحظى بدعم مصري إماراتي في بنغازي. 

وأعلنت فرنسا مرارًا مساندتها للدور الذي تلعبه القاهرة في ليبيا من أجل توحيد الأطراف المتصارعة وإعادة بناء الجيش الليبي ليصبح قوة قادرة على حفظ الأمن والسلام في المنطقة. وهي الجهود التي تقوم بها أيضًا فرنسا على الساحة الليبية منذ وصول إيمانويل ماكرون للسلطة واستقباله أكثر من مرة للمشير حفتر رأس السلطة في بنغازي وغريمه رئيس الحكومة الليبية في طرابلس فايز السراج. 

وتأمل فرنسا أن يكون للاستقرار في ليبيا نتائج إيجابية على ملف الهجرة غير الشرعية في البحر المتوسط. فليبيا هي البوابة الرئيسية لأفواج اللاجئين القادمين من أفريقيا والذين يصلون السواحل الأوروبية بالآلاف كل عام. وتريد فرنسا تأمين السواحل الجنوبية للمتوسط لمنع تدفق هؤلاء اللاجئين وتجنب المآسي الإنسانية التي تحدث نتيجة غرق الآلاف منهم كل عام. 

علاقات تاريخية 

وتهدف زيارة ماكرون للقاهرة إلى تدعيم وتقوية الروابط والعلاقات التاريخية التي تربط مصر وفرنسا, فالعلاقات بين باريس والقاهرة تعود إلى أكثر من قرنين وتحديدا مع الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون بونابرت في العام 1798، وهي الحملة التي فتحت عيون المصريين على الحضارة الغربية والتقدم التكنولوجي لأوروبا مما كان له كبير الأثر في بناء مصر الحديثة. ورغم مرور هذه العلاقات بفترات توتر وصلت إلى مواجهات عسكرية مباشرة كما حدث في حرب السويس العام 1956 بعد تأميم الزعيم المصري آنذاك جمال عبد الناصر لقناة السويس وانتزاع إدارتها من الشركة العالمية الفرنسية، إلا أن تاريخ العلاقات بين البلدين في مجمله يتميز بقوة الروابط الثقافية والاقتصادية والسياسية. 

وكانت فرنسا الوجهة الأولى للبعثات التعليمية المصرية إلى أوروبا منذ منتصف القرن التاسع عشر وهو ما ساهم في خلق طبقة كبيرة من المثقفين والقضاة والتكنوقراط ورجال الدولة المصريين ذوي الثقافة الفرنسية أو الفرانكوفونيين من أمثال رفاعة الطهطاوي وعلي مبارك وطه حسين وجعل اللغة الفرنسية ذات يوم ولمدة أكثر من قرن من الزمان لغة الثقافة والقانون والدبلوماسية في مصر, ولذا لم يكن غريبًا أن تكون مصر من المؤسسين الرسميين الأوائل مع فرنسا لمنظمة الدول الفرانكوفونية العام 1997 (التي تضم في عضويتها 56 دولة ) وأن يتولى رئاستها في دورتها الأولى واحد من أكثر السياسيين المصريين حنكة وهو بطرس بطرس غالي الأمين العام السابق لمنظمة الأمم المتحدة. 

البعد الثقافي

و تلعب فرنسا دورًا كبيرًا في مجال الآثار في مصر عبر المعهد الفرنسي للأركيولوجيا الشرقية في القاهرة (إيفاو IFAO) الذي يشرف على بعثات التنقيب الفرنسية عن الآثار في مصر والتي يبلغ عددها أكثر من ٣٥ بعثة, كما ساهمت فرنسا وعلماء آثارها في اكتشاف الكثير من الآثار الفرعونية، ويعود لواحد من أهم علمائها وهو جون-فرانسوا شامبليون الفضل في حل رموز اللغة المصرية القديمة العام 1822 الأمر الذي ساهم في حل الكثير من ألغاز التاريخ المصري القديم والحضارة الفرعونية ذات الثلاثة آلاف عام. 

و سيكون أول ما يقوم به الرئيس الفرنسي عند وصوله إلى مصر الأحد هو الهبوط في مطار أبو سمبل لزيارة معبد رمسيس الثاني هناك في إطار الاحتفالية العالمية بمرور 50 عامًا على الحملة الدولية بقيادة منظمة اليونسكو لإنقاذ آثار النوبة من الغرق وأهمها معبد أبو سمبل ومعبد فيلة في مدينة أسوان، وذلك أثناء بناء السد العالي في مصر على نهر النيل وحفر بحيرة ناصر لتخزين مياه الفيضان السنوي في أعوام الستينات من القرن المنصرم. 

وتوجد في مصر جامعة لفرنسا وهي "l’université française", تستقبل مئات الطلاب المصريين والأجانب من أفريقيا تحديدًا,وسيناقش الرئيس الفرنسي في القاهرة سبل تطوير هذه الجامعة وتوسعتها وجعلها قبلة للدراسات الفرانكوفونية في أفريقيا. 
 

و يحتفل البلدان بالعام 2019 وهو عام مصر-فرنسا الثقافي, عام سيخصص بالكامل للأنشطة الثقافية المشتركة والعروض الفنية المتبادلة في كل من مصر وفرنسا على مدار الأشهر المقبلة والتي ستقام في عدد من أهم المدن المصرية والفرنسية كالقاهرة والإسكندرية وباريس ومارسيليا وتحت رعاية المعهد الفرنسي للثقافة في مصر. 

البعد الاقتصادي 

لن يتم بالطبع إغفال البعد الاقتصادي في زيارة الرئيس الفرنسي لمصر، فإيمانويل ماكرون قادم ومعه عدد كبير من رجال الأعمال ومديري الشركات الفرنسية. فمن المنتظر أن يوقّع ماكرون والسيسي على عدد من الاتفاقات ست أو سبع اتفاقات بحسب المستشار الإعلامي الرسمي للسفارة الفرنسية في القاهرة أورليان شوفييه يبلغ مقدارها مليار يورو كاستثمارات مباشرة لفرنسا في مصر في عدد كبير من المجالات مثل الصحة والطاقات المتجددة والتعليم والنقل. يذكر أن عددًا كبيرًا من الشركات الفرنسية تعمل في مصر بخاصة في مشروع إنشاء الخط الثالث لقطار مترو الأنفاق. 

وتعتبر مصر واحدة من أهم زبائن فرنسا في مجال شراء الأسلحة؛ فالقاهرة تمتلك سربًا من طائرات الرافال المقاتلة الفرنسية وهي الأغلى من نوعها في العالم (24 طائرة) كما باعتها فرنسا منذ عامين بارجتين حربيتين متطورتين وهما بارجتي المسترال. ويبدو أن ملف شراء مصر أسلحة جديدة من فرنسا لن يكون مطروحا للمناقشة خلال هذه الزيارة الرسمية وذلك بعد أن نفت الرئاسة الفرنسية الجمعة الماضية أخبارا شاعت عن نية مصر التعاقد على صفقة جديدة من طائرات الرافال وإن لم تنف أن هناك مفاوضات على زيادة أسطول مصر من هذه الطائرات وتدريب المزيد من الطيارين المصريين على قيادتها. 

حقوق الإنسان 

ويبدو أن أحد الملفات الشائكة التي سيناقشها الرئيسان هو ملف حقوق الإنسان وحرية التعبير في مصر.

 وأعربت باريس عن قلقها من تقارير المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان (العفو الدولية وهيومان رايتس وواتش) التي تتحدث عن حدوث حالات قمع لعدد من معارضي نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي وعن تكبيل حرية التعبير في هذا البلد وحبس الصحافيين والتضييق على عمل منظمات المجتمع المدني المحلية , وهي اتهامات طالما نفتها القاهرة على لسان السيسي نفسه في أكثر من مناسبة ورفضت هذه التقارير التي نعتتها بالمتحيزة. 

وأبدت عدد كبير من المنظمات الحقوقية الفرنسية خشيتها من تدهور أوضاع حقوق الإنسان في مصر وذلك في مقابلة مع ممثلين عن الرئاسة الفرنسية الأربعاء الماضي 23 يناير/كانون الثاني في باريس. وقال الإليزيه إن الرئيس الفرنسي سيأخذ بعين الاعتبار هذه المخاوف وسينقلها إلى نظيره المصري في حوار سيتميز بالصراحة والصدق.

قد يهمك ايضَا:

الرئيس الفرنسي يزور معبد أبو سمبل بصحبة زوجته

ماكرون يبدأ الأحد زيارة رسمية إلى مصر تستمر 3 أيام يلتقي خلالها السيسي

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماكرون يزور القاهرة الأحد لتعميق أواصر الصداقة بين مصر وفرنسا ماكرون يزور القاهرة الأحد لتعميق أواصر الصداقة بين مصر وفرنسا



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان

GMT 23:03 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تكسر قاعدة ملكية والأميرة آن تنقذها

GMT 12:02 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف إسرائيلي يقتل 8 فلسطينيين في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab