ساحة التحرير في بغداد تتحوَّل إلى مجتمع عراقي مُصغَّر يخدم المتظاهرين
آخر تحديث GMT09:31:10
 العرب اليوم -

الرمز أبرز لها حضور "الماجدات" وعربة "التوك توك"

ساحة التحرير في بغداد تتحوَّل إلى مجتمع عراقي مُصغَّر يخدم المتظاهرين

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - ساحة التحرير في بغداد تتحوَّل إلى مجتمع عراقي مُصغَّر يخدم المتظاهرين

ساحة التحرير في بغداد
بغداد - نهال قباني

شهدت ساحة التحرير، وسط العاصمة بغداد، خدمات على مدار الساعة؛ الطعام والشراب والخدمات الطبية للمتظاهرين، كلها موزعة بين النساء والرجال، الذين يواصلون لليوم السادس (أمس)، على التوالي حراكاً احتجاجياً لـ«إسقاط النظام» في العراق.

عربة «التوك توك» الصغيرة التي كانت تتنقل في الأحياء الشعبية فقط قبل انطلاق المظاهرات، أصبحت الرمز الأبرز في ساحة التحرير الرمزية. وقال علي كوراني (26 عاماً) بعد شهر من الاحتجاجات، التي شهدت كثيراً من العنف، متحدثاً من ساحة التحرير لوكالة الصحافة الفرنسية: «يجب إقامة نصب هنا للتوك توك»، في إشارة تكريم لسائقي هذه العربة، التي لم تنقطع عن تقديم خدمات، أبرزها نقل المتظاهرين وإخلاء الجرحى. وأضاف متحدثاً عن طموحاته ورفاقه المتظاهرين عند الإطاحة بالسلطة: «سنأخذ سيارات الدفع الرباعي من المسؤولين، ونقدمها لشباب (سائقي) التوك توك».

وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي عبارات تتغنى بهذه العربة، وصورة لنصب «التوك توك» أمام علم للعراق في ساحة التحرير. وقد شجع سقوط الحواجز الاجتماعية خلال الاحتجاجات كثيراً من الطلبة من جميع المراحل الدراسية، بينهم سارة طالبة في كلية الهندسة في كلية دجلة، للحضور إلى ساحة التحرير الرمزية. وقالت هذه الشابة، التي يغطي رأسها حجاب أسود اللون: «عادة ما يفكر الرجال أننا ضعيفات ولا نقدر على الدخول لهذه الأماكن». وأضافت متحدية التقاليد الاجتماعية: «بالعكس جئنا وعالجنا الجرحى وباتوا يسموننا بالعراقيات الماجدات».

وتابعت سارة، وهي تحمل زجاجة بيبسي، وتقوم برشّ محتواها على أعين متظاهرين، معتقدة أن ذلك قد يخفف الألم الناتج عن الغاز: «كان الشبان يحيطون بنا عند إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع لحمايتنا، الآن توقفوا عن ذلك، فنحن أقوى منهم». وأضافت بفخر: «هنا يوجد أشخاص من كل الديانات، ومتظاهرون من كل المحافظات، لا تفرقة بينهم، نسينا كل الخلافات، وأصبحنا شعباً واحداً»، في إشارة إلى طي صفحة مرحلة العنف الطائفي التي عمت البلاد، إضافة إلى هجمات الجماعات المتطرفة.

وتقول آمنة كريم، الطالبة في كلية الطب، وهي تضع قبعة وتحمل علماً عراقياً فوق حجاب رأس أبيض، تتخلله أشكال هندسية، وتضع علماً آخر على كتفيها: «نحن الآن نبني وطننا الذي تعرض لخراب، وسنعمل على قيام مجتمع جديد ونظيف» بعيداً عن التفرقة.

ولأنه من الضروري توفير الطعام لاستمرار الاحتجاجات، يتولى إبراهيم عبد الحسين (64 عاماً) تحضير وتوزيع وجبات الطعام على المتظاهرين. وقال لوكالة الصحافة الفرنسية، وهو يتحدث من وراء منصته التي يوزع منها وجبات غنية بالرز والخضراوات واللحم و«المسكوف» وهو سمك مشوي على الطريقة العراقية: «أطبخ وأقدم الطعام للجميع». وتابع: «أطعمهم وأبقى جائعاً، وأجعلهم يفرحون وأنا منهك».

بدورها، تقول زينب القيسي (39 عاماً)، التي تعمل طوعاً منذ عدة أيام لتقديم الإسعافات الأولية للمتظاهرين من داخل خيمة صغيرة، رداً على سبب وجودها في الساحة: «لماذا أنا هنا؟ لأنني عراقية!». كل المواد الطبية من ضمادات وأدوية وغيرها تم تأمينها من قبل مجهولين، كما قام بعض الصيادلة ممن يتعاطفون مع المتظاهرين بتقديم الأدوية بأسعار مخفضة جداً. في موقع آخر من ساحة التحرير، تتولى علياء، الطالبة في كلية الطب (29 عاماً)، وهي تضع قفازات مطاطية حمراء، وتحمل مكنسة ومجرفة وأكياس قمامة، تنظيف الساحة. فيما توزعت حولها فتيات أخريات يعملن بجرأة وسط مجتمع تقليدي في عاداته. وقامت عشائر شيعية في مدينة الصدر بنشر سرادق، تعالت على مقربة منه موسيقى صاخبة، كما جلس شبان في المكان يدخنون الأرجيلة، في حين كان آخرون يؤدون الصلاة.

قد يهمك أيضا:

إعلان حظر التجول في ديالى وتعديل الدوام الرسمي بسبب استمرار التظاهرات

حشود ضخمة ومظاهرات ليلية في العراق تضامنًا مع المحتجين في ساحة التحرير

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ساحة التحرير في بغداد تتحوَّل إلى مجتمع عراقي مُصغَّر يخدم المتظاهرين ساحة التحرير في بغداد تتحوَّل إلى مجتمع عراقي مُصغَّر يخدم المتظاهرين



نجمات العالم يتألقن بإطلالات جذّابة بأسبوع الموضة في باريس

القاهرة - العرب اليوم

GMT 00:41 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح لإتقان فن إختيار المعاطف التي تلائم إطلالتك في شتاء 2025
 العرب اليوم - نصائح لإتقان فن إختيار المعاطف التي تلائم إطلالتك في شتاء 2025

GMT 00:20 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

دليلك الشامل لإختيار الكرسي المُميز المناسب لديكور منزلك
 العرب اليوم - دليلك الشامل لإختيار الكرسي المُميز المناسب لديكور منزلك

GMT 05:59 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

استشهاد المذيعة السورية صفاء أحمد في قصف إسرائيلي على دمشق
 العرب اليوم - استشهاد المذيعة السورية صفاء أحمد في قصف إسرائيلي على دمشق

GMT 03:03 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

غادة عادل تواجه حمادة هلال في المداح 5 رمضان 2025
 العرب اليوم - غادة عادل تواجه حمادة هلال في المداح 5 رمضان 2025

GMT 07:37 2024 الإثنين ,30 أيلول / سبتمبر

على رِسلك... ما بيننا أعظم من ذلك!

GMT 09:18 2024 الأحد ,29 أيلول / سبتمبر

السعودية قبل مائتي عامٍ

GMT 08:30 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

حصيلة قتلى إعصار “هيلين” ترتفع إلى 111 شخصًا

GMT 12:48 2024 الأحد ,29 أيلول / سبتمبر

عمرو دياب يتألق في حفله بمدينة العلا السعودية

GMT 07:35 2024 الإثنين ,30 أيلول / سبتمبر

اليوم التالي للمنطقة

GMT 07:39 2024 الإثنين ,30 أيلول / سبتمبر

أي حزب وأي لبنان وأي إيران؟

GMT 09:34 2024 الأحد ,29 أيلول / سبتمبر

لبنان ضحية منطق إيران... ولا منطق الحزب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab