عدن - العرب اليوم
دعا وزير الخارجية وشؤون المغتربين اليمني الدكتور أحمد بن مبارك إلى مقاربة دولية جديدة تجاه الوضع في اليمن يركز على الضغط وتبني مواقف أخلاقية وسياسية لمنع ما وصفه بـ«السلوكيات المشينة لميليشيا الحوثي وتوجهاتها الشمولية العنصرية».وأوضح بن مبارك، عقب لقائه أمس في برلين وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، أنه وبناء على الوقائع على الأرض وعرقلة الميليشيات الحوثية لجهود السلام، وإحباطها للجهود الدولية لإيقاف الحرب ورفضها للمبادرات الأممية والإقليمية والتسبب في تفاقم الأزمة الإنسانية من خلال الاستمرار في حصار المدن وانتهاك وقف إطلاق النار في الحديدة واستمرار العدوان على مأرب، (...) واستمرار قصف الأعيان المدنية في السعودية، وتهديدهم الملاحة الدولية، سنطالب بمواقف أخلاقية وسياسية تجاه هذه السلوكيات المشينة لميليشيا الحوثي وتوجهات الشمولية ذات الطابع العنصري.
وفي تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»، قال الوزير بن مبارك إن الدور الإيراني المزعزع للاستقرار في المنطقة، بما فيها اليمن، أصبح معلوماً للكثير من أعضاء المجتمع الدولي، وأضاف: «فيما يتصل بالموقف الألماني، فقد وجدنا تفهماً ألمانياً للتأثير الإيراني في الإقليم واليمن، وإدراكاً لأهمية معالجة ذلك بما يضمن نزع فتيل التوترات وإعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة».
وبالنسبة لعرقلة الحوثيين لجهود السلام، فقد كان وزير الخارجية الألماني صريحاً بحديثه عن عرقلة الحوثيين للمساعدات الإنسانية وقلق بلاده من استمرار الهجوم على مأرب وانعكاس ذلك على تقويض المساعي الدبلوماسية التي تقودها الأمم المتحدة.
ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط» تعقيباً على كلامه حول دور إيران والمفاوضات الجارية في فيينا، قال ماس إن «نجاح المباحثات» في العاصمة النمساوية «قد يهيئ الشروط للتحدث عن الدور الإقليمي لإيران وتأثيرها على الحوثيين». وعاد ماس وشدد على أن محاولات إعادة إحياء الاتفاق مع طهران «هي صحيحة»، واصفاً المحادثات بأنها «مضنية ولكنها تتقدم خطوة خطوة، وهي الآن في مرحلة مصيرية ومحورية». ورغم أن محادثات فيينا لا تتضمن حواراً حول برنامج إيران للصواريخ الباليسيتة ولا دورها في المنطقة، فإن ماس أكد أن الموضوعات الأخرى مرتبطة بنجاح المفاوضات النووية وعودة الولايات المتحدة للاتفاق.
الدكتور أحمد بن مبارك قال من ناحيته: «لدى أصدقائنا في برلين رغبة صادقة للمساهمة في حل الأزمة اليمنية من خلال الاستمرار في دعم المسار الأممي، وسيكون تكثيف التواصل بين الحكومتين والتعاون بينهما أمر ضروري لتعزيز ودعم وإنجاح هذا التوجه».
وجدد وزير الخارجية اليمني انفتاح القيادة السياسية، ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي والحكومة اليمنية، وتجاوبها مع جميع الجهود الدولية الرامية لإنهاء الحرب وإحلال السلام المستدام ومعالجة التداعيات الإنسانية، مشدداً على تمسك الحكومة بوقف إطلاق النار الشامل كأهم إجراء إنساني يجب أن يتخذ فوراً ودون تأخير لإنهاء الحرب والانتقال إلى معالجة الملفات الإنسانية والسياسية والاقتصادية.
وطالب بن مبارك بضرورة مراجعة السرديات الخاطئة بشأن الأزمة اليمنية، بناء على الوقائع على الأرض والحقائق الواضحة التي تثبت عرقلة ميليشيا الحوثي للجهود الدولية لإنهاء الحرب ورفضها للمبادرات الأممية والإقليمية، والتسبب في تفاقم الأزمة الإنسانية من خلال الاستمرار في حصار مدينة تعز وانتهاك وقف إطلاق النار في الحديدة، وتصعيد العدوان على مأرب، وأهمية اتخاذ مواقف أخلاقية وسياسية تجاه الميليشيات الحوثية وممارساتها العنصرية بحق أبناء الشعب اليمني.
كما تطرق وزير الخارجية اليمني إلى قضية خزان صافر، مبيناً أن الميليشيا الحوثية ما زالت تتعامل بشكل غير مسؤول مع هذه القضية وتستمر في عرقلة وصول الفريق الفني الأممي للخزان لتقييم وضعه، داعياً إلى تضافر الجهود لوضع حد لمماطلة ميليشيا الحوثي وتلاعبها بهذا الملف الإنساني والبيئي المهم.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، دعم بلاده لمبادرة السلام الأممية بعناصرها الأربعة، بما يضمن التوصل إلى حل سياسي شامل ينهي الحرب ويحقق السلام والاستقرار في اليمن، وأن بلاده ستعمل من خلال الاتحاد الأوروبي، وبالتنسيق مع الشركاء الدوليين والأمم المتحدة للدفع بالعملية السياسية، داعياً إيران إلى تغيير دورها بشأن الأزمة اليمنية. وشدد الوزير الألماني – بحسب وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) - على ضرورة تسهيل عمل المنظمات الإغاثية وإزالة القيود التي يضعها الحوثيون، لافتاً إلى أن ألمانيا ستعمل خلال المرحلة المقبلة بكل إمكاناتها لدعم اليمن وعملية السلام.
قد يهمك ايضًا:
أرسل تعليقك