إعادة توفيق مكافحة التطرُّف بمناطق النزاع في سورية
آخر تحديث GMT21:20:16
 العرب اليوم -

علّقت وكالة التعاون الفني الألمانية تمويلها لإدلب

إعادة توفيق مكافحة التطرُّف بمناطق النزاع في سورية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - إعادة توفيق مكافحة التطرُّف بمناطق النزاع في سورية

مديرية صحة إدلب
دمشق ـ نور خوام

يكشف قرار حديث بتعليق التمويل للسلطات الصحية في المناطق التي يسيطر عليها الجهاديون في سورية، ضعف تدابير مكافحة التطرف الدولية، كما يعرض الوصول إلى الخدمات الصحية الحيوية للخطر، إذ علقت وكالة التعاون الفني الألمانية تمويلها لمديرية صحة إدلب الشهر الماضي، بعد ثلاثة أيام من السيطرة الكاملة لمجموعة تابعة إلى تنظيم القاعدة على المحافظة، آخر منطقة تسيطر عليها المعارضة في سورية، وكانت الوكالة أحد أكبر ضامني تقديم الخدمات الصحية في محافظة إدلب، شمال غرب سورية لأكثر من 5 أعوام.

وذكر موقع "تشاثام هاوس" أن مديرية صحة إدلب تعدّ السلطة الصحية الفعلية التي تسيطر عليها المعارضة منذ عام 2013، وأسستها مجموعة من الأطباء السوريين للحفاظ على المعايير الطبية والرقابة الصحية في غياب وزارة الصحة المركزية، وأعلنت مرارا وتكرار أنها محايدة في النزاع، وإلى جانب تقديم الرعاية الصحة والإدارة، تدير مديرية الصحة المشاريع المهمة مثل خدمات الإسعاف وبنوك الدم وإدارة النفايات الطبية والمختبرات.

والجزء الأهم في ذلك، لا تتناول تدابير مكافحة التطرف مسألة التفاعل مع العمل الإنساني وطريقة عدم تقويض استمرارية الخدمات الإنسانية في المناطق الخاضعة لسيطرة مجموعة معينة، وأحدث هذا الغموض تأثيرا مرعبا بين المانحين، إذ علق العديد منهم التمويل تمويل الخدمات الإنسانية في إدلب. وليست هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها وصول الرعاية الصحية للخطر بسبب تدابير مكافحة التطرف، وأسهمت المخاوف من أن المساعدة المقدمة في سياق العمل الإنساني ربما تنتهك الحظر في تعليق التمويل في مناطق أخرى، مثل المناطق التي تسيطر عليها حركة الشباب في الصومال، وكذلك التي تحكمها حركة طالبان في أفغانستان.

أقرأ ايضَا:

عشرة آلاف "داعشي" في قبضة "قوات سورية الديمقراطية"

الآثار المترتبة على القطاع الصحي في إدلب
لدى النزاع السوري عواقب وخيمة على القطاع الصحي، إذ وفقا إلى منظمة الصحة العالمية، فإن ضعف السكان في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة يزداد سوءا بسبب المخاطر الصحية مثل الوصول المحدود إلى الرعاية الصحية ونقص الإمدادات الطبية، كما تظل الهجمات المستهدفة على الرعاية الصحية مشكلة منتشرة، حيث وثق الأطباء العاملين لدى "هيومان رايتس" 550 حالة اعتداء على مرافق الرعاية الصحية والعاملين بها منذ عام 2011.

وسيتسبب تعليق التمويل في مزيد من التدهور في المحددات الصحية مثل الخدمات التي تعاني نقص الإمدادات، وإجبار العاملين في قطاع الصحة على المغادرة للحصول على وظائف في مكان آخر، وسيقود الفراغ في قطاع الصحة إلى تعطيل إدارة صحة إدلب، وزيادة تسيس القطاع الصحي، وسيخلق فرصة للجماعات المسلحة للاستفادة من الخدمات الصحية لتحقيق مكاسب سياسية، وبخاصة إذا كانت تسد فجوة تمويلية، كما هو الحال مع حركة طالبان في أفغانستان.

الحلول المحتملة
توجد حاجة ماسة إلى إيجاد حلول على المدى الطويل لهذه المشكلة، إذ يجب أن يتضمن قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1373، والذي يجرم تمويل التطرف، وكذلك الإجراءات المتعلقة على مستوى الاتحاد الأوروبي والصعيد الوطني، أحكاما جديدة تضمن استمرارية الخدمات الصحية حتى لو تم تصنيف طرف واحد على الأقل على أنه متطرف، وتلك الأحكام يجب أن تحمي داعمي الخدمات الصحية من المقاضاة، واقتراح آليات جديدة للإبلاغ عن الشفافية المالية بشأن الخدمات الصحية.

ويمكن للأحكام أن تكون في شكل إعفاءات لداعمي الخدمات الصحية إلى جانب الشروط المسبقة لزيادة الشفافية والمساءلة، ومثال على ذلك، التركيز على إرسال المعدات الطبية بدلا من المال، لمعالجة خطر امتلاك المال غير المشروع، ويمكن اقتراح طريقة بديلة لتقديم الخدمات الصحية والتي تقلل من مخاطر استيلاء الجماعات المتطرفة والأفراد على الموارد، وللتفعيل، يجب أن تنعكس الأحكام الجديدة على القوانين الوطنية والإقلمية ذات الصلة، ويتطلب ذلك الالتزام السياسي والتعاوني رفيع المستوى بين المشرعين الدوليين والمحليين، وبالإضافة إلى ذلك، يجب أن يتم التواصل بشكل كاف في الأوساط السياسية والإنسانية لتجنب التأثير الكارثي وعواقبه.

وتعد الصحة حق أساسي للجميع بغض النظر عن الانتماء الفكري الأيديولوجي، وهذا الحق مكرس في القانون الدولي الإنساني، ولكن تتعرض هذه الحماية للخطر بفعل اتساع نطاق تدابير مكافحة التطرف الحالية، وتأثيرتها الكارثية، ولذلك، يجب على المجتمع الدولي الدفع من أجل مراجعة قوانين مكافحة التطرف، لمواءمتها بوضوح مع أحكام القانون الإنساني الدولي والتي تحمي الرعاية الصحية في أوضاع النزاع.

وقد  يهمك أيضَا:

أضرار مادية إثر تعرّض مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة"قسد" لانفجار عبوة ناسفة

جيران سورية يطلبون المساعدة في إعادة اللاجئين إلى ديارهم

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إعادة توفيق مكافحة التطرُّف بمناطق النزاع في سورية إعادة توفيق مكافحة التطرُّف بمناطق النزاع في سورية



جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 21:08 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات سهرة أنيقة من وحي ماغي بوغصن
 العرب اليوم - إطلالات سهرة أنيقة من وحي ماغي بوغصن

GMT 20:41 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

الألوان الترابية الدافئة في ديكور خريف 2024
 العرب اليوم - الألوان الترابية الدافئة في ديكور خريف 2024

GMT 11:10 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل أحد مستشاري الحرس الثوري في هجوم إسرائيلي على دمشق
 العرب اليوم - مقتل أحد مستشاري الحرس الثوري في هجوم إسرائيلي على دمشق

GMT 09:13 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

سهر الصايغ تجتمع مع مصطفى شعبان للمرة الثالثة
 العرب اليوم - سهر الصايغ تجتمع مع مصطفى شعبان للمرة الثالثة

GMT 04:26 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

الحالة الطاووسية

GMT 04:17 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

لو فعلَتْ لكان أكرم لها

GMT 21:19 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل حسن جعفر قصير صهر نصر الله في غارة المزة في دمشق

GMT 15:12 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

إقالة أليو سيسيه من تدريب منتخب السنغال

GMT 07:46 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

GMT 05:19 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

صفارات الانذار تدوي في موقع ناحل عوز شرق مدينة غزة

GMT 22:58 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ليل يحقق فوزاً تاريخياً على ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا

GMT 05:27 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

تايوان تستعد لإعصار كراثون مدمر

GMT 04:31 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

أبو عبيدة يُشيد بالقصف الصاروخي الذي شنته إيران على إسرائيل

GMT 15:18 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل 14 جنديا باشتباكات في جنوب لبنان

GMT 03:55 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

عن خرافات القوة الناعمة

GMT 20:10 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

فيفا يهدد إسبانيا بسحب تنظيم كأس العالم 2030

GMT 06:36 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

استئناف الرحلات الداخلية في مطار مهر آباد بالعاصمة طهران

GMT 22:56 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

هزيمة مذلة لأتلتيكو مدريد أمام بنفيكا في دوري أبطال أوروبا

GMT 11:00 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

بدء الاجتماع الطارئ للجامعة العربية بخصوص لبنان

GMT 04:36 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

الحرب الموازية في السودان

GMT 05:22 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

20 غارة على الضاحية الجنوبية في لبنان خلال ساعات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab