أديس بابا -العرب اليوم
غازل رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، مصر والسودان أمس بشأن نزاع «سد النهضة» على نهر النيل، داعياً إياهما إلى العمل بـ«شكل تعاوني» للوصول إلى «حل مربح» لجميع الأطراف. وذلك رغم إعلان أديس أبابا الأحد الماضي تشغيل السد وتوليد الكهرباء، وهو ما اعتبرته القاهرة والخرطوم «إمعاناً من الجانب الإثيوبي في خرق التزاماته»، واستمراراً لسياسة أديس أبابا في العمل بشكل «أحادي».
وتطالب مصر والسودان (دولتا مصب نهر النيل)، إثيوبيا، بالامتناع عن اتخاذ أي إجراءات أحادية، فيما يتعلق بملء بحيرة السد أو التشغيل، قبيل إبرام اتفاقية قانونية مُلزمة تضمن لهما الحد من التأثيرات السلبية المتوقعة للسد، وهو ما فشلت فيه المفاوضات الثلاثية، والممتدة بشكل متقطع منذ 10 سنوات. وقال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، إن «إثيوبيا منفتحة دائماً على حل مربح لجميع الأطراف فيما يتعلق بقضية سد النهضة الإثيوبي الكبير». ورداً على أسئلة طرحها أعضاء مجلس النواب الإثيوبي، كما ذكرت وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية أمس، قال رئيس الوزراء إن «إثيوبيا تريد العمل بشكل تعاوني ومن خلال التفاوض مع الأشقاء المصريين والسودانيين»، وأضاف: «ليست لدينا رغبة في وقف تدفق مياه النيل، بل توليد الطاقة فقط»، وتابع: «سيستفيد إذا عملنا معاً خلال المفاوضات».
وجرت آخر جلسة للمفاوضات في أبريل (نيسان) الماضي، برعاية الاتحاد الأفريقي، أعلنت عقبها الدول الثلاث فشلها في إحداث اختراق؛ ما دعا مصر والسودان للتوجه إلى مجلس الأمن الذي أصدر «قراراً رئاسياً»، منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي، يشجع الدول الثلاث على استئناف المفاوضات، برعاية الاتحاد الأفريقي، للوصول إلى اتفاق مُلزم خلال فترة زمنية معقولة.
ووفقاً لآبي أحمد فإنه «إذا قامت إثيوبيا بتوليد الطاقة من نهر النيل، وكان السودان ينتج عن طريق الري في أعماله الزراعية، فإن تقاسم الطاقة والإنتاج الزراعي سيكون أكثر من كافٍ للبلدين».وبدأت إثيوبيا الأحد الماضي تشغيلاً «محدوداً» لتوربين بالسد، كمرحلة أولى لإنتاج الكهرباء. ووفق وسائل إعلام رسمية فإن السد الواقع غربي إثيوبيا والقريب من الحدود مع السودان، يمكنه توليد 375 ميغاواط فقط من الكهرباء من التوربينة التي تم تشغيلها.
وأعلنت القاهرة الأسابيع الماضية، على لسان الرئيس عبد الفتاح السيسي، استعدادها لاستئناف المحادثات المتوقفة منذ نحو عام، بشرط «توافر الإرادة السياسية لتوقيع اتفاق قانوني ملزم ينظم عمليتي ملء وتشغيل السد».
بدوره، أكد سفير الاتحاد الأوروبي لدى مصر كريستيان بيرجر، ضرورة التوصل لاتفاق بين الدول الثلاث (مصر وإثيوبيا والسودان) حول سد النهضة.
وخلال مؤتمر صحافي عقده سفير الاتحاد الأوروبي لدى مصر مساء أول من أمس، على هامش زيارته لأسوان، ورداً على سؤال حول موقف الاتحاد الأوروبي من دعم مصر في قضية سد النهضة؛ قال بيرجر: «أعتقد أن موقفنا واضح من البداية وهو ضرورة التوصل إلى اتفاق بين الدول الثلاث لأننا نؤمن بأن هذا مفيد للمواطنين على طول النهر... لذلك نحن نؤكد بإصرار على الوصول إلى حل إيجابي للدول الثلاث، وقد قدمنا المشورة حيث تمت دعوتنا للمساعدة في المفاوضات كمراقب ولدينا وهي المبعوثة الخاصة للاتحاد الأوروبي لمنطقة القرن الأفريقي أنيتا ويبر، التي ستقوم بزيارة إلى مصر قريباً لإجراء مباحثات مع المسؤولين المصريين».
وشدد سفير الاتحاد الأوروبي لدى مصر، على أن موقف الاتحاد يقوم على ضرورة الوصول إلى اتفاق حول سد النهضة بين الأطراف، وسنعمل كل ما في وسعنا للوصول لذلك، مشدداً على أنه يجب الوصول إلى اتفاق ونحن نصمم على الوصول لحل إيجابي، ونشارك في المفاوضات ونرى أن التوصل إلى اتفاق بين الدول الثلاث أمر ممكن، ويجب أن يتم ذلك، ونحن نساعد الأطراف في هذا الصدد.
قد يهمك ايضا
إثيوبيا تَكْشِف عن موعد بدء إنتاج الكهرباء من سد النهضة
إثيوبيا تُعدد فوائد "سد النهضة" ومصر تعتبر قضية المياه أولوية
أرسل تعليقك