بيروت - العرب اليوم
شكَّل انتقال رئيس الجمهورية ميشال عون، إلى المقر الرئاسي الصيفي في بيت الدين في منطقة الشوف، مناسبة لإعادة تصويب العلاقة مع «الحزب التقدمي الاشتراكي»، بعد أيام على المصالحة واللقاء الذي عقد في قصر بعبدا لإنهاء الأزمة السياسية الناتجة عن حادثة الجبل بين «التقدمي» و«اللقاء الديمقراطي اللبناني»، على خلفية زيارة وزير الخارجية جبران باسيل إلى المنطقة.
وأكد عون من بيت الدين بعد لقائه وفدا من «الاشتراكي»، «أن المصالحة التي حصلت لن تهتز، وإن اختلفنا سياسياً، وجميعنا مدعوون لنضافر جهودنا مع بعضنا البعض والاتفاق على إعمار لبنان»، معلناً عن وضع ورقة مالية اقتصادية واجتماعية «نتطلع إلى وضع خطط لتنفيذها».
وبيّن وزير التربية أكرم شهيب، أن «المصالحة كانت وستبقى عنوانا ساطعا للعيش الوطني الواحد الراسخ في الجبل، ولتعزيز الحياة المشتركة ومعاني الشراكة الوطنية»، معلناً أنه سيكون هناك لقاء بين وليد وتيمور جنبلاط مع الرئيس بعد عودتهما من الخارج.
وعبّر عون عن سعادته لوجوده في الشوف وبيت الدين، وقال: «أنا سعيد أيضا، لأننا تمكنا من أن نخرج من الحادث المؤسف الذي حصل في قبرشمون. ويعز علينا كثيراً ما حدث. وسعينا كثيراً لإزالة آثاره الجارحة التي نتطلع إلى أن تزول كلياً في وقت قصير». وأكد «أن المصالحة الأساسية التي حصلت لن تهتز، وإن اختلفنا سياسياً. وأن الاختلاف السياسي طبيعي في النظام الديمقراطي، ولكنه ليس اختلافاً على الوطن. والإنسان يغتني في حق الاختلاف الذي يتيح المجال للاغتناء المتبادل والالتقاء على ما هو صحيح والابتعاد عمّا هو خطأ».
جاء كلام الرئيس عون خلال استقباله وفدا من منطقة الجبل، ضم أكثر من 300 شخص، جاء بدعوة من رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب والوزير السابق وليد جنبلاط، ورئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب تيمور جنبلاط، اللذين مثلتهما داليا جنبلاط، ابنة رئيس «التقدمي»، للترحيب برئيس الجمهورية في بيت الدين.
وقال شهيب باسم الوفد «إن وجودكم هو تكريس للمصالحة الراسخة التي أرساها طيب الذكر الراحل البطريرك نصر الله صفير وكرسها البطريرك بشارة الراعي. وكذلك عززتها زيارتكم إلى المختارة عام 2010.
والمصالحة كانت وستبقى عنواناً ساطعاً للعيش الوطني الواحد الراسخ في الجبل وعنواناً لتعزيز الحياة المشتركة ومعاني الشراكة الوطنية في هذه المنطقة من الوطن»، وأضاف: «فخامة الرئيس اطمئن فالمصالحة فعلُ وعيي يمارس يومياً عن قناعة وخيار ثابت، ووجودكم اليوم في بيت الدين تأكيد على نهج هذه المصالحة».
ورد الرئيس عون بكلمة قال فيها: «إن لبنان يمر اليوم بظروف قاسية، حيث تراكمت عليه الأزمات، من الأزمة المالية العالمية إلى الحروب التي طوقتنا، إضافة إلى النزوح السوري الكبير، حيث بات عدد النازحين السوريين يوازي نصف سكان لبنان تقريباً، بالإضافة إلى إرث اقتصادي معين. لكننا اليوم منصبون على معالجة نتائج هذه الأحداث، ونأمل في التوصل قريباً لحلول تتيح لنا الصعود من الهوة». وأضاف: «رئيس المجلس النيابي ورئيس الحكومة وأنا مع نخبة من رجال المال والاقتصاد المعنيين مباشرة بالأمر، وضعنا ورقة مالية، اقتصادية واجتماعية، نتطلع قريباً إلى وضع خطط لتنفيذها، ونحن نود أن نقول لكم هذه الكلمة لكي نخرج من الأجواء الإعلامية التي كانت تبشرنا لأكثر من سنة بتخفيض سعر الليرة وانهيار الليرة والوطن، وما إلى ذلك».
وأكد الرئيس عون أن الجميع مدعوون لتضافر الجهود «وعلينا أن نتفق على إعمار لبنان، مهما اختلفنا في السياسة».
قد يهمك أيضًا
ميشال عون يؤكّد أنّ اتفاق الطائف مظلة لحماية الميثاق الوطني اللبناني
اتهام جنبلاط بالخيانة العُظمى لتأكيده "سُوريّة" مزارع شبعا وواشنطن ترفض "ترسيم" لبنان
أرسل تعليقك