تواصل الاستعدادات لاستقبال رأس الكنيسة الكاثوليكية البابا فرانسيس في كردستان العراق
آخر تحديث GMT12:45:37
 العرب اليوم -

تواصل الاستعدادات لاستقبال رأس الكنيسة الكاثوليكية البابا فرانسيس في كردستان العراق

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تواصل الاستعدادات لاستقبال رأس الكنيسة الكاثوليكية البابا فرانسيس في كردستان العراق

البابا فرانسيس
أربيل ـ العرب اليوم

في كل ركن من ملعب "فرانسو حريري" في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، تتواصل الاستعدادات اللوجستية والأمنية والثقافية لاستقبال رأس الكنيسة الكاثوليكية البابا فرانسيس، الذي سيؤم قداسا يضم 5 آلاف مؤمن في رابع أيام زيارته إلى العراق، التي ستبدأ في الخامس من شهر مارس الجاري وحتى العاشر منه. الملعب المسمى على اسم الشخصية السياسية الآشورية المسيحية فرانسو الحريري، الذي كان قياديا في الحزب الديمقراطي الكردستاني، وواحدا من المنخرطين في الحركة التحريرية الكردية، واستشهد نتيجة عملية إرهابية استهدفته عام 2001، يدل على مستويات التداخل الاجتماعي والسياسية بين مختلف أبناء القوميات والديانات المتعايشة في إقليم كردستان العراق، من دون حساسيات متبادلة، في تجربة سياسية ومجتمعية تميز بها الإقليم عن باقي مناطق العراق طوال السنوات الماضية، ويسعى المسؤولون السياسيون والحكوميون في الإقليم لشرحها والتأكيد عليها أثناء زيارة البابا إلى الإقليم.

نمرود نعمة، كلداني عراقي نزح من بغداد إلى إقليم كردستان عام 2008، ومنذ ذلك الوقت يملك ويدير محلا تجاريا في حي "عين كاوا" ذي الأغلبية المسيحية غرب مدينة أربيل، يخبر موقع "سكاي نيوز عربية" عن تجربة إقامته في الإقليم: "طوال أكثر من عشرة سنوات من العمل والإقامة في مدينة أربيل، ورغم الاختلاف الديني والاجتماعي عن أغلبية سكان المدينة، فإنني لم أتعرض لأي موقف تميزي، ولا شعرت بأية خشية على مهنتي ومكان إقامتي". يمثل نمرود عشرات الآلاف من المسيحيين العراقيين، الذين هاجروا من العاصمة وباقي المدن الجنوبية إلى إقليم كردستان بعد عام 2003، هربا من أعمال العنف والانفلات الأمني والصراعات الطائفية التي اجتاحت العراق بعد ذلك الوقت.أمّن إقليم كردستان وقتئذ كافة أشكال الحماية لمئات الآلاف المهجرين إليه، التزاما بواجباته الدستورية والوطنية، حسبما يخبر الباحث عبد الحكيم مزوري "سكاي نيوز عربية"، مضيفا أن "انتقال هذه الأعداد من مسيحيي المدن العراقية إلى مدن إقليم كردستان العراق، أضاف لهذه الأخيرة تجربة تنوع ومبادرات اقتصادية وثقافية، زادت من مستويات التنمية الاجتماعية والإنسانية التي في الإقليم".

التجربة الأخرى لإقليم كردستان واستضافته ورعايته لموجات نزوح المسيحيين العراقيين من باقي المناطق كانت عقب عام 2014، حينما اجتاح تنظيم "داعش" الإرهابي مدينة الموصل في محافظة نينوى، واحتل بالذات السهل الشمالي الشرقي من المحافظة، الذي كان يضم قرابة ربع مليون مسيحي من أبناء القومية الآشورية السريانية. كانت منطقة سهل نينوى تتكون من قوس جغرافي سهلي الطابع محيط بمدينة الموصل، من تخوم ناحية حمام العليل على نهر دجلة جنوب المدينة، صعودا للشمال باتجاه بلدة برده رش الكردية، وكذلك شمالا حتى بلدة باعدرة، والاتجاه غربا نحو بحيرة سد الموصل، وجنوبا نحو قرية دير أم تونا.

كانت مساحة المنطقة تقدر بحوالي 5 آلاف كيلومتر مربع، وتضم بلدات بعشيقة وبحزاني وباعدرة وتل أسقف وتلكيف، وبينها العشرات من القرى والبلدات الأصغر، وكان سكان تلك المنطقة يقدرون بحوالي 300 ألف نسمة، أغلبهم من المسيحيين، مع وجود نسبي لأبناء الشبك "شيعة" والإيزيدين الكرد والعرب السنة. خلت تلك المنطقة تماما من المسيحيين خلال صيف 2014، وهجر سكانها بشكل جمعي إلى إقليم كردستان العراق، حيث استضافتهم مدن الإقليم والعشرات من المخيمات التي كانت محيطة بالعاصمة أربيل، وسمحت لهم بالانخراط في سوق العمل والمؤسسات الخدمية والتعليمية وقدمت لهم الرعاية الصحية، مثل باقي سكان الإقليم.

لكن الدور الأبرز للإقليم في مسألة مسيحيي الموصل كان في الحماية السياسية وليست المعيشية، حسبما يقول الباحث شفان صالح في حديثة مع موقع "سكاي نيوز عربية": "مجموع الأطراف المنخرطة في الصراع غير المعلن على مستقبل منطقة سهل نينوى، يحولها إلى أكثر بؤر العراق صعوبة. فثمة صراع إقليمي تركي إيراني، يتخذ من الشيعة والسنة غطاء له عبر التنافس الحامي بين الحشد الشعبي الداعم لأبناء قومية الشبك، والتشكيلات العسكرية المؤلفة من الآشوريين والكلدان والعرب السنة شمال مدينة الموصل وفي سهلها الشمالي بالذات. كذلك ثمة صراع يتعلق بتابعية هذه المنطقة لإقليم كردستان أو الحكومة المركزية، فسهل نينوى يقع في خط التصدع الطويل الذي يشكل المناطق المتنازع عليها بين الإقليم والحكومة المركزية. وأخيرا ثمة صراع مسيحي إسلامي، فالأحزاب السياسية المسيحية الآشورية الكلدانية تتهم نظيرتها العراقية العربية بمحاولة تغيير البنية الديموغرافية للسهل ذي الأغلبية المسيحية. ضمن هذه الصراعات المستعرة كلها، فإن الإقليم يحاول أن يحمي مسيحيي الموصل من كل أشكال الاستقطاب تلك".

الحركات السياسية المسيحية في الحكومة والبرلمان العراقي المركزي، وبدعم وتشجيع من إقليم كردستان العراق، كانت قد طالبت منذ سنوات بأن تشكل محافظة خاصة بالمسيحيين، أو تضم أغلبيتهم، في كامل تلك الجغرافيا، وأن تضم المسيحيين والإيزيدين والشبك، أي الأقليات الدينية في تلك المنطقة، على أن يكون لهم حرية تقرير مستقبل تابعية هذه المحافظة وعلاقتها مع إقليم كردستان أو الدولة المركزية. لكن ذلك لم ينفذ بشكل عملي، خصوصا بعد غرق منطقة مدينة الموصل وكامل محافظة نينوى في الصراع المرير بين الحكومات العراقية المتعاقبة بعد عام 2003، وقوى الاعتراض السياسي، التي كان لها نفوذ واسع في محافظة الموصل.ولا يزال إقليم كردستان العراق يشجع عودة المسيحيين إلى المنطقة التي كانوا يشكلون فيها أغلبية سكانية، من دون أن يجبرهم على ذلك، ويعتبر أن خلق محافظة إدارة تضم أغلبيتهم وبقوات حماية داخلية من أبنائهم، هي أفضل وسيلة للحفاظ على من بقي منهم، مثلهم مثل أبناء الديانة الإيزيدية. ومن المقرر أن يختم البابا فرانسيس زيارته المتوقعة للعراق بزيارة حي "عين كاوا" في مدينة أربيل، الذي تقول الانطباعات إنه "الحي المسيحي" الوحيد في منطقة الشرق الأوسط الذي تزداد فيه أعداد المسيحيين، وهو استثناء يسعى مسؤولو الإقليم لنقله إلى البابا، وعن طريقه إلى العالم.

قد يهمك ايضا:

البابا فرانسيس يُعين 6 نساء في المجلس الذي يُشرف على مالية الفاتيكان

 

البابا يعين 6 نساء للعمل في الفاتيكان في سابقة جديدة

    
    
    

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تواصل الاستعدادات لاستقبال رأس الكنيسة الكاثوليكية البابا فرانسيس في كردستان العراق تواصل الاستعدادات لاستقبال رأس الكنيسة الكاثوليكية البابا فرانسيس في كردستان العراق



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
 العرب اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab