عبو مُرشَّح الرئاسة في تونس يُؤكِّد على أنَّ أهداف الثورة لم تتحقق في مكافحة الفساد
آخر تحديث GMT20:59:56
 العرب اليوم -

بيَّن أنَّ النظام الديمقراطي يحتاج إلى حماية وتعهد بتوقيع "المساواة في الميراث"

"عبو" مُرشَّح الرئاسة في تونس يُؤكِّد على أنَّ أهداف الثورة لم تتحقق في مكافحة الفساد

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "عبو" مُرشَّح الرئاسة في تونس يُؤكِّد على أنَّ أهداف الثورة لم تتحقق في مكافحة الفساد

أمين عام حزب التيار الديمقراطي محمد عبو
تونس ـ كمال السليمي

يرفع مُرشَّح الرئاسة في تونس محمد عبو، زعيم حزب "التيار الديمقراطي" المعارض في البرلمان، شعار محاربة الفساد والتمويلات المشبوهة للأحزاب، في السباق نحو القصر الرئاسي.

يشبِّه أنصار المحامي، المولع برياضة الفنون القتالية والمعارض الشرس لنظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، قبل الثورة، مرشحهم، بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في قدرته على الحفاظ على هدوء أعصابه والمحاججة، فضلا عن صفة الانضباط، لكن عبو لا يلقي بالا لهذه المقارنة، ويفضل الحديث عن تقديم صورة مغايرة للرئيس المقبل تمثل النموذج التونسي، وتعلي مصلحة البلاد ضد الفساد، وتدعم السيادة الكاملة.

يمثل عبو مع زوجته المحامية والنائبة سامية عبو ثنائيا من أبرز وجوه المعارضة. وشغل محمد عبو منصب وزير الإصلاح الإداري في أول حكومة بعد ثورة 2011، لكنه استقال بسبب تقييد صلاحياته، ويعرّف حزبهما "التيار الديمقراطي" نفسه كمدافع عن أهداف الثورة، ويتخذ لحملته الانتخابية شعار "من أجل دولة قوية وعادلة".

يقول محمد عبو، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية: "لا يزال المسار الثوري في علاقته باستقرار النظام الديمقراطي بحاجة إلى حماية، الثورة اندلعت ضد الاستبداد والفساد والتهميش والوضع الاقتصادي السيئ. تم تأمين الحماية ضد الاستبداد، لكن لم تتحقق أهداف الثورة في مكافحة الفساد، وتحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي".

ويحذر عبو من أن «هناك مخاطر حقيقية مع إمكانية وصول أطراف تشكل خطراً على الدولة بحكم ارتباطاتها في الداخل والخارج وشبهات الفساد من حولها». كما يشير في هذه النقطة إلى أن «من أكبر المشكلات الاقتصادية التي تعاني منها تونس هي حالة التسيب والفساد وارتباط سياسيين بفاسدين من أصحاب نفوذ».

التصدي للمال السياسي
تمثل هذه النقطة أبرز محاور البرنامج الانتخابي لمحمد عبو، الذي طالما تحدث في المنابر الإعلامية عن تحكم الأموال الخارجية في رسم خريطة المشهد السياسي في البلاد ومراكز النفوذ والسلطة. ويفسر عبو ذلك بالقول «على أجهزة الدولة الرقابية تفقد كل الأماكن التي يمكن أن تدخل منها الأموال الخارجية؛ الأموال تدخل عبر المطار والحدود والبعثات الدبلوماسية»، ويضيف: «على الدولة أن تكون جادة في معرفة هذا التمويل، ومعاقبة من قاموا به. القوانين موجودة. وعندما أصل إلى السلطة سأكون جاهزاً لهذا الأمر».

وتابع: «أعول في هذا على الإدارة، وفيها الكثير من الوطنيين الذين لن يسمحوا بأن تتحول تونس إلى مرتع للمال السياسي الوافد من الخارج للتحكم في مصلحة تونس، أو إدخالها في تحالف مع زيد أو عمر... جزء من تمويل الأحزاب يمر عبر الجمعيات، كما أن جزءاً من تمويل الجماعات الإرهابية يمر أيضاً عبر الجمعيات». ويضيف: «المال الذي لا يخضع للرقابة، سيفسد الديمقراطية، ويضر بالأمن القومي».

المصالحة الوطنية
ويعتقد المرشح الرئاسي بأن تونس لا تحتاج فعليا إلى عقد مصالحة وطنية بدليل أنها ليست في حرب أو نزاع مسلح، وأنها بدلاً من ذلك تحتاج إلى مصالحة وطنية في احترام الدستور وقوانين الدول. كما قلل عبو من إمكانية حدوث صدام بين رأسي السلطة التنفيذية في حال وصوله إلى الرئاسة في ظل إمكانية صعود قوى من النظام القديم أو قوى سياسية تتعارض مع حزبه في البرلمان. ويعلق عبو على ذلك قائلاً: «تجعل فلسفة الدستور من رئيس الجمهورية فوق كل الصراعات الحزبية، يخطئ من يقول عكس ذلك، ما يعني أن الرئيس لا يتم المساس بالدستور والإخلال بالأمن القومي، وأن يكون لتونس أفضل تمثيل في الخارج وتحسين الأوضاع بالتنسيق مع الحكومة». كما شدد أيضاً على «أن الرئيس يجب أن يكون في علاقة جيدة برئيس الحكومة مهما كان لونه السياسي، الخلاف سيؤدي إلى ضرب مصالح الدولة، رئيس الدولة لديه صلاحيات لا يجب أن يتجاوزها، ولا يتدخل في مجالات الحكومة إلا الدفاع والخارجية والأمن القومي».

تعديل القانون الانتخابي والمساواة في الميراث
تعهد محمد عبو بالتوقيع على القانون الانتخابي المعدل إذا ما صعد للرئاسة، بعد أن كان الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي رفض الإمضاء عليه قبل وفاته بدعوى أنه ينطوي على «الإقصاء»، ليتم بذلك استبعاد القانون من انتخابات 2019، وقال عبو: «رئيس الجمهورية المقبل سيختم قانون الانتخابات، حتى لو لم أكن أنا مقتنع به، السبب أن آجال الرد للرئيس قد استنفدت، ولم يبق سوى الختم على القانون».

وتعهد عبو بأن «يمضي» على مشروع القانون المثير للجدل حول المساواة في الميراث بين الجنسين، وهو المشروع الذي تقدم به السبسي إلى البرلمان، ولم تتم مناقشته بعد، كما لاقى معارضة من مؤسسات دينية محافظة.

وتحدّث عبو عن ذلك قائلاً: «احترام الدستور مسألة أولية لأي مجتمع يريد أن يتقدم، والدستور ينص على المساواة بين الجنسين، بما في ذلك الميراث، المسألة لا تتعلق بالقناعات الدينية، لكن فهماً للعقلية التقليدية، اقترحنا أن يكون هناك نظام ثانٍ لا يقوم على المساواة في الميراث، وقد بادرنا بذلك». وتابع في تفسيره: «اقتنع رئيس الجمهورية الراحل بالأمر نفسه، وقدم المشروع بصيغته تلك، الآن إذا صادق البرلمان على المشروع، فإن رئيس الجمهورية المقبل عليه أن يختم القانون».

الاتحاد الأوروبي وملف الهجرة
يُؤيّد المرشّح محمد عبو دعم العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، الشريك الاقتصادي الأول لتونس، غير أنه شدد على ضرورة العمل خلال سنة أو سنتين على تعديل الميزان التجاري معه، والتقليص من الواردات، إلى جانب دول أخرى مثل تركيا والصين، بهدف إنقاذ الدينار والمالية العمومية. لكن في المقابل، شدد عبو على أن تونس لا يجب أن تبقى مرتهنة في علاقاتها بالاتحاد الأوروبي، وأن الوقت حان للانفتاح أكثر على أفريقيا.

وحول موضوع الهجرة ودعوات الاتحاد الأوروبي لوضع مخيمات للاجئين والمهاجرين في شمال أفريقيا، قبل النظر في طلبات لجوئهم إلى أوروبا، اعتبر عبو هذه المسألة تمثل «خطاً أحمر» لتونس. وأوضح: «أؤمن بالتعاون الأمني والمخابراتي مع الاتحاد والدول الأخرى لمقاومة الإرهاب والجرائم الخطيرة، لكن مهما كانت الظروف التي تمر بها دول الاتحاد الأوروبي، فهي في وضع أفضل بكثير من تونس».

وتابع أيضا: «على الاتحاد الأوروبي أن يفهم أن تونس دولة تعيش تجربة ديمقراطية فريدة من نوعها في محيطها العربي، لا يجب عرقلتها بدفعها إلى اتخاذ قرارات من قبيل أن تأوي المهاجرين، ونحن في وضعية اقتصادية سيئة، يجب على شركائنا أن يفهموا ذلك، تونس تحتاج إلى المساعدة وليس الضغط، حتى تنجح الديمقراطية».

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عبو مُرشَّح الرئاسة في تونس يُؤكِّد على أنَّ أهداف الثورة لم تتحقق في مكافحة الفساد عبو مُرشَّح الرئاسة في تونس يُؤكِّد على أنَّ أهداف الثورة لم تتحقق في مكافحة الفساد



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة
 العرب اليوم - أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة

GMT 18:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش اللبناني يعلن مقتل جنديين في ضربة إسرائيلية
 العرب اليوم - الجيش اللبناني يعلن مقتل جنديين في ضربة إسرائيلية

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F
 العرب اليوم - علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:03 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
 العرب اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 01:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العنف فى المدارس !

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 02:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 08:22 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل جندي إسرائيلي من لواء كفير برصاص قناص شمال قطاع غزة

GMT 07:19 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 4.7 درجات يضرب أفغانستان في ساعة مبكرة من اليوم

GMT 13:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية

GMT 06:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يحذّر من حقبة "تغيير سياسي كبير" بعد فوز ترامب

GMT 13:36 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"تسلا" تستدعي 2400 شاحنة من "Cybertruck" بسبب مشاكل تقنية

GMT 22:39 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط قنبلتين ضوئيتين في ساحة منزل نتنياهو

GMT 16:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فهمي ضيف شرف سينما 2024 بـ 3 أفلام

GMT 14:15 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد أمين يعود بالكوميديا في رمضان 2025

GMT 14:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

هند صبري تكشف سر نجاحها بعيداً عن منافسة النجوم

GMT 07:39 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية تقتل 20 فلسطينياً في وسط وجنوب قطاع غزة

GMT 18:37 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت التعليق على الطعام غير الجيد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab