قال مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، إن الجيش الأميركي نفذ خلال الأيام الماضية، غارات جوية على حركة طالبان الأفغانية، استهدفت معدات تم الاستيلاء عليها، وذلك دعماً لقوات الحكومة الأفغانية في ولاية قندهار جنوبي البلاد.وأوضح السكرتير الصحافي للبنتاغون، جون كيربي، خلال مؤتمر صحافي، مساء الخميس، وأوردته شبكة "سي إن إن"، أنه "أستطيع أن أقول إنه في الأيام القليلة الماضية، دعمنا قوات الدفاع الوطني الأفغانية من خلال تنفيذ ضربات جوية، لكنني لن أخوض في التفاصيل الفنية لتلك الضربات".
وأضاف أن "ثلاث من الضربات الأربع الأخيرة استهدفت معدات تم الاستيلاء عليها، تشمل المعدات الأميركية التي تم نقلها إلى قوات الدفاع والأمن الوطنية الأفغانية، والتي استولت عليها طالبان أثناء تقدمها في جميع أنحاء البلاد".
من جانبه، أشار مسؤول دفاعي لم يذكر اسمه، إلى تنفيذ الجيش الأميركي ما يقرب من "6 أو 7 ضربات جوية في الأيام الـ 30 الماضية، معظمها باستخدام طائرات مُسيّرة"، في حين قال مسؤول آخر إن "الولايات المتحدة شنّت في السابق ضربات لدعم القوات الأفغانية على أساس أكثر تواتراً".
ووفقاً لـ "سي إن إن"، فإن التطور الأخير، يعد مؤشراً على النجاح الذي حققته طالبان في اجتياحها جميع أنحاء البلاد، ودفع الجيش الأفغاني إلى الوراء والاستيلاء على مساحات كبيرة من الأراضي مع قرب اكتمال الانسحاب الأميركي الشهر المقبل.
إجلاء المترجمين
وتأتي الضربات الجوية، في وقت تستعد فيه إدارة بايدن لإجلاء المجموعة الأولى من عشرات الآلاف من المترجمين الأفغان وعائلاتهم الذين يتقدمون للحصول على تأشيرات الهجرة الخاصة، للانتقال إلى الولايات المتحدة، إذ يخشى الكثيرون تهديدات لحياتهم من حركة طالبان بسبب مساعدتهم للوجود العسكري الأميركي في أفغانستان.
وسيتم إيواء جزء على الأقل من المجموعة الأولى المؤلفة من 2500 أفغاني، إذ قالت مصادر عدة إن عملية النقل قد تحدث الأسبوع المقبل.
واحتفظ الجيش بسلطة تنفيذ الضربات، لدعم قوات الدفاع والأمن الوطنية الأفغانية خلال المراحل الأخيرة من انسحاب القوات الأميركية، لكن وتيرة هذه الضربات تراجعت في الأسابيع الأخيرة.
وقالت القيادة المركزية الأميركية المسؤولة عن أفغانستان مؤخراً، إن "انسحاب القوات الأميركية قد اكتمل بنسبة تزيد عن 95 %"، في حين أشار الرئيس جو بايدن إلى أن الانسحاب سيكتمل بنهاية أغسطس المقبل.
ومن المقرر أن يبقى حوالي 650 جندياً في البلاد، لتأمين الوجود الدبلوماسي الأميركي في أفغانستان، بما في ذلك السفارة، وللمساعدة في تأمين مطار كابول الدولي، وهو مرفق ضروري لتنقل الدبلوماسيين.
سيطرة طالبان
وكان رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي، قال الأربعاء، إن طالبان "تسيطر على ما يقرب من 213 من أصل 419 مقاطعة في البلاد".
وأضاف أنه "على الرغم من أن طالبان لم تسيطر على أي من عواصم المقاطعات البالغ عددها 34، إلا أنها حاصرت نصفها في محاولة لعزل المراكز السكانية الرئيسية".
وتابع ميلي، "الجيش الأفغاني يعزز قواته لحماية عواصم المقاطعات وكابول"، مشيراً إلى أن عطلة عيد الأضحى أدت إلى خفض وتيرة القتال، لكنه لفت إلى أن الوضع في جميع أنحاء البلاد "سيصبح أكثر وضوحاً بعد العطلة".
وقال: "هناك احتمال لسيطرة طالبان الكاملة أو احتمال حدوث أي عدد من السيناريوهات الأخرى. نحن نراقب عن كثب، ولا أعتقد أن اللعبة النهائية قد انتهت بعد".
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلن الجنرال أوستن سكوت ميللر استقالته مع قرب اكتمال الانسحاب العسكري، مسلماً المهام إلى الجنرال كينيث ماكينزي، قائد القيادة المركزية الأميركية، في حفل أقيم في كابول قبل أسبوعين.
وأعرب ميلر، الذي يعد القائد العسكري الأميركي الأطول خدمة في أفغانستان عن "قلقه" بشأن وتيرة مكاسب طالبان الإقليمية واحتمال اندلاع حرب أهلية في البلاد بمجرد اكتمال الحملة العسكرية الأميركية.
وأثناء تسليمه مسؤوليات القيادة، أشار ميلر إلى تصاعد العنف الناتج عن هجمات طالبان، مؤكداً أن ذلك "لن يساعد في إبرام اتفاق سياسي مع الحكومة الأفغانية".والأحد الماضي، أعلن الوسيط القطري، إثر انتهاء المحادثات، اتفاق الطرفين على "منع الإصابات بين المدنيين"، دون أي إشارة إلى وقفٍ لإطلاق النار.ويعقد الجانبان محادثات متقطعة منذ أشهر في العاصمة القطرية، لكن مصادر مطلعة أشارت إلى أن المفاوضات تتراجع مع تقدم طالبان في ساحة المعركة.
قد يهمك ايضا
البنتاغون يكشف سبب الهجمات الأمريكية على الحدود السورية العراقية
البنتاغون يؤكد لا يوجد أضرار أو إصابات جراء الهجوم على مطار إربيل
أرسل تعليقك