صراعات جديدة تحتدم حول مستقبل سورية تنذر بحرب إقليمية بين دول الجوار
آخر تحديث GMT05:00:34
 العرب اليوم -
أخر الأخبار

رغم الدلائل على أن الحرب الداخلية اقتربت من نهايتها بنصر للرئيس الأسد

صراعات جديدة تحتدم حول مستقبل سورية تنذر بحرب إقليمية بين دول الجوار

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - صراعات جديدة تحتدم حول مستقبل سورية تنذر بحرب إقليمية بين دول الجوار

القوات الأمريكية
دمشق ـ نور خوام

يبدو أن الحرب السورية بدأت تقترب من نهايتها. ولكن احتمال حدوث تقلبات جديدة من العنف بدأ يحتدم مع قيام الجهات الفعالية الدولية والإقليمية بإعادة التفكير في استراتيجيتها القديمة. وذكر موقع "بلومبرغ" الأميركي أن قرار الرئيس دونالد ترامب بسحب القوات الأميركية أثار ضجة كبيرة، فبينما سيترك الساحة لحلفاء الرئيس السوري بشار الأسد، (روسيا وإيران)، سيشجع إسرائيل على الإعلان عن ضرب مواقع إيرانية، والتي ستدفع طهران للرد، حيث يحذر بعض المحللين من وقوع مواجهة بينهما ربما تثير حربا إقليمية تشمل لبنان والعراق.

ويتزامن ذلك مع عودة هجمات "المتطرفين الإسلاميين" بنسبة صغيرة، بعدما استهدفوا القوات الأميركية والكردية، وحققوا نصرا مفاجئا في ساحة المعركة في آخر معقل للمعارضة في إدلب. وربما يعجل ذلك بهجوم من دمشق وروسيا على إدلب، وفي هذه الأثناء، يمكن للهجمة التركية على الأكراد السوريين أن تدفعهم للحصول على الدعم من الأسد وشركائه الدوليين.

وقال فواز جرجس، المتخصص في العلاقات الدولية في "كلية لندن" للاقتصاد:" يجب ألا نخدع أنفسنا ونقول إن الحرب انتهت. صحيح أن المعارك الكبرى انتهت، لكن الواقع هو أن الصراع الاستراتيجي والسياسي على سورية من قبل القوى الإقليمية المحورية يتصاعد ويتصاعد". وتوقع جرجس أن تكون هذه هي "أخطر مرحلة في الصراع السوري."

أقرا أيضًا: الجامعة العربية تُحذر من مساعي إسرائيل لوقف عمل المُراقبين الدوليين في الخليل

إسرائيل

تعهدت إسرائيل منذ فترة طويلة بعدم السماح لإيران بتأسيس قاعدة عسكرية في سورية حيث يمكنها مهاجمة الدولة اليهودية، وتناقش تل أبيب الآن علانية عمليتها هناك بعد سنوات من الصمت أو القرارت الغامضة. ويعني الانسحاب الأميركي المخطط له أن إسرائيل قد تفقد أقوى حائط ضد القوات الإيرانية ووكلائها في المنطقة، ولكنها يحدث ذلك في وقت تُضعف فيه العقوبات الأميركية إيران.

وقال قائد الجيش الإسرائيلي، غادي آيزنكوت، لصحيفة "نيويورك تايمز"، إن آلاف الأهداف الإيرانية ضربت داخل سورية على مدار العامين الماضيين، وأن عمليات إسرائيل حصلت على مباركة إدارة ترامب. وقال وزير الخارجية مايك بومبيو في خطاب القاه في القاهرة هذا الشهر:" إننا ندعم بقوة الجهود التي تبذلها إسرائيل لمنع إيران من تحويل سورية إلى لبنان جديد."، وكان ذلك إشارة إلى القوة السياسية والعسكرية التي يمتلكها "حزب الله" اللبناني المدعوم من إيران ، والذي يعد العدو الرئيسي لإسرائيل.

وقال جرجس إنه "لا يمكن أن تكون الرهانات أعلى، فليس من مصلحة إيران في هذه اللحظة أن تعطي إسرائيل مبررا للحرب الشاملة، ولكن الحرب تأتي أحيانا بسبب سوء التقدير، أو بسبب متغيرات غير معروفة ". وأضاف: إن"أكبر تهديد في سورية هو نشوب حرب إسرائيلية إيرانية يمكن أن تتصاعد بسهولة إلى صراع إقليمي شامل."

إدلب

اتفقت موسكو وأنقرة في سبتمبر / أيلول على تجنب هجوم الحكومة السورية على معقل المتمردين في إدلب، والذي كان يمكن أن يدفع بموجة أخرى من اللاجئين إلى تركيا، حيث استقبلت ما يقرب من 4 ملايين لاجيء، لكن الحسابات تغيرت الشهر الماضي بعد أن اجتاز المقاتلون المرتبطون بـ"القاعدة" البلدة وانتزعوها من قوات المعارضة المدعومة من تركيا.

وأشار وزير الخارجية التركي داود جاويش أوغلو، إلى أن بلاده قد توافق على هجوم سوري محدود مدعوم من روسيا لاستعادة إدلب. وسيكون ذلك بمثابة انقلاب كبير في السياسة بالنسبة لأنقرة، التي دعمت قوى المعارضة السورية طوال الحرب، وبعد الرهان على زوال الحكم السوري سريعا، فإن قدرة تركيا على المساومة أصبحت محدودة، ويبدو أن أفضل ما يمكن أن يفعله الرئيس رجب طيب أردوغان هو الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأخذ المصالح التركية في الاعتبار.

وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في هذا السياق،  إن "روسيا ستضع مصالح تركيا في الاعتبار". ولكن بدا ذلك مجرد تعبير دبلوماسي، حسبما قال هيكو ويمن، مدير مشروع سورية ولبنان والعراق في مجموعة الأزمات الدولية في بيروت.

المتطرفون الإسلاميون

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ديسمبر / كانون الأول الماضي، أن القوات الأميركية ستغادر سورية؛ لأن تنظيم "داعش" قد هزم. لكن الجماعة المتطرفة أرسلت إشارات قاتلة بأنها لا تزال تشكل خطرا كامنا، وللمرة الثانية في أقل من أسبوع، استهدف الانتحاريون القوات الأميركية في 21 يناير/ كانون الثاني، ولم يسفر ذلك عن سقوط ضحايا أميركيين، بل قتل خمسة مقاتلين أكراد، وفي الأسبوع السابق، قتل أربعة أميركيين وأصيب ثلاثة عندما استهدف انتحاري دورية في أكثر الهجمات دموية ضد القوات الأميركية في سورية.

ورغم قمع الجماعة المتطرفة إلى حد كبير في سورية والعراق، فإن الانسحاب الأميركي في الوقت الذي يسود فيه عدم الاستقرار، يمنحها فرصة لإعادة تنظيم صفوفها، بل وحتى خلق مجموعات أخرى، وهذا ما فعله تنظيم القاعدة في السابق.

ومن جانبه، قال أنتوني سكينز، مدير في شركة فرسيك مابليركوفت"، للتبؤ في المملكة المتحدة:" بينما لا يمكن لداعش الاعتماد على "جيش رسمي، فقد لجأت بشكل متزايد إلى أساليب حرب العصابات والهجمات المتطرفة."، مضيفا:" تشير الأمم المتحدة والبنتاغون إلى أنه لا يزال هناك عدد يتراوح من 20 إلى 30 ألف عضو لداعش في سورية والعراق."

الأكراد

أثار إعلان ترامب المفاجئ بالانسحاب من سورية، غضبا من أولئك الذين اعتبروه دعوة لإيران لملء الفراغ في شمال شرق سورية وخيانة للحلفاء الأكراد الذين قاتلوا ضد "داعش"، ولكن هذا الاعلان لقي ترحيبا به في تركيا، فقد منع وجود القوات الأميركية أنقرة من مهاجمة القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، التي تعتبرها مرتبطة بانفصاليين أكراد يكافحون من أجل الحكم الذاتي في جنوب شرق تركيا.

ولا يبدو واضحا أن روسيا ستوافق على عملية تركية داخل الأراضي السورية، كما أدت الأصوات المتضاربة من واشنطن بشأن الجدول الزمني للانسحاب إلى تعليق الجيش التركي، لكن أردوغان قال إن تركيا ستسيطر على بلدة منبج الواقعة تحت سيطرة الأكراد في شمال سورية وتسليمها في النهاية إلى أصحابها الحقيقيين.

وحثت قوات "حماية الشعب الكردي"، على وقف أي هجوم تركي على سورية، ولكن قال سكينر إنه يمكن لأردوغان إرضاء القوميين الأتراك قبل الانتخابات البلدية في مارس/ آذار المقبل، بهجوم على المقاتلين الأكراد، ولكن التداعيات الاقتصادية المحتملة من التوترات المتزايدة مع الولايات المتحدة قد تضعف من أرباح هذه العملية.

وأضاف:" ما كان دوما واضحا هو أن "وحدات حماية الشعب الكردي" كانت أولى أولويات تركيا، لكن من الواضح أن تركيا تفضل تجنب شن غارة عسكرية على مناطق ما زالت القوات الأميركية موجودة فيها."

وقال ويمن في مجموعة الأزمات الدولية:"من صعب تخيل غزو تركيا دون موافقة موسكو، وكذلك عدم تحرك الحكم السوري"، مضيفا:" أعتقد أن واشنطن تريد حقا تجنب الانطباع بأن إيران وحلفاءها سيدخلون في الفراغ الناشيء من انسحابها، كما أن السماح للنظام بدخول المنطقة سيسمح بذلك أيضا، ولكن ربما يستطيع الأكراد التوصل لاتفاق مع دمشق، ولكن دمشق كانت متشددة في الماضي ولديها الآن أسباب أقل لتكون مرنة." 

وقد يهمك أيضًا: 

اللجنة الأمنية في الأنبار توضح تنفي تواجد القوات الأميركية في المدن العراقي

المفاوضات بين واشنطن و"طالبان" تحقق تقدماً في مسألة الانسحاب من أفغانستان

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صراعات جديدة تحتدم حول مستقبل سورية تنذر بحرب إقليمية بين دول الجوار صراعات جديدة تحتدم حول مستقبل سورية تنذر بحرب إقليمية بين دول الجوار



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 02:14 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

المستشار الألماني يحذر الصين من توريد أسلحة إلى روسيا
 العرب اليوم - المستشار الألماني يحذر الصين من توريد أسلحة إلى روسيا

GMT 03:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تطالب بتبني قرار لوقف إطلاق النار في قطاع غزة
 العرب اليوم - مصر تطالب بتبني قرار لوقف إطلاق النار في قطاع غزة

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
 العرب اليوم - فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 12:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 12:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 06:43 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الحوثيون يستهدفون سفينة في البحر الأحمر دون إصابات

GMT 11:06 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 03:01 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

رصد "أول حالة انقراض معروف للطيور من أوروبا"

GMT 09:59 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يردّ على انتقادات عمله بعد أيام من وفاة شقيقه

GMT 23:53 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لتنسيق اللون الأسود في ديكور منزلك

GMT 14:20 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتنسيق الأحذية مع الأزياء المختلفة

GMT 11:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يستهدف تجمعات إسرائيلية وإطلاق 30 مقذوفاً من لبنان

GMT 12:25 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان... في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 19:31 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تتحدث عن صعوبات تجربتها الإخراجية وسبب بكائها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab