أعرب الرئيس اللبناني ميشال عون، عن قلقه من تحول الصراع العربي- الإسرائيلي إلى مزارع شبعا وتلال كفرشوبا اللبنانيتين، مبررًا ذلك بقوله: "لأننا نعيش اليوم في حال قرار ظني". وقال عون: "ضاعت القدس، وها الجولان أيضًا يضيع"، داعيًَا الدول العربي بـ"وجوب اتخاذ موقف عربي موحد تجاه هذا الأمر، أو على الأقل التنسيق حول قضية فلسطين والقدس". واعتبر أن "الامر يعود إلى مدى القدرة على توحيد كلمة العرب".
اقرأ ايضًا:
حكومة الوفاق الليبية تعلن النفير العام للتصدي لأي تهديدات
جاء ذلك خلال مقابلة مع التلفزيون الرسمي التونسي على هامش حضوره القمة العربية الاخيرة، حيث توقع الرئيس اللبناني أن تحمل مقررات القمة العربية في تونس، واقعا جديدا، "لا سيما بعد تلقي صدمتين قويتين في القدس والجولان ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا اللبنانيتين. فصدمة القدس تنال من العرب والمسلمين في العالم اجمع، والثانية تصيب بلدين معا هما لبنان وسورية، واذا لا نملك الوعي اللازم لهذه القضية ونتائجها، فهناك الكارثة".
ولفت عون الى "أننا عايشنا ثلاث ازمات كبرى: الركود العالمي، والحروب في المنطقة التي عملت على تطويقنا بالنار والحديد وهي كانت صعبة جدا، اضافة الى ازمة النازحين السوريين الذين بات عددهم في لبنان اكثر من مليون ونصف المليون فيما لم يقبل الاوروبيون بضعة آلاف منهم. ونحن نحاول مع الدول الصديقة والشقيقة اعادتهم الى سورية في ظل الاجواء الآمنة في كل المحافظات السورية ما عدا ادلب. وحتى المنطقة الواقعة شرق الفرات التي تشكو بعض الدول الغربية من عدم الاستقرار فيها، فهي تشهد تواجدا اميركيا لحفظ الامن فيها".
وتابع: "منذ اسبوعين تقريبا، زارنا وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو، ويبدو انه بات مقتنعا بوجوب عودة النازحين، وهو ما قاله في شهادته امام الكونغرس الاميركي". وعن علاقته بالرئيس الاميركي دونالد ترامب، قال انه لم يتعرف عليه بعد.
وأكد عون أن "العلاقة بين تونس ولبنان قوية وقائمة على قيم مشتركة تحترم حرية المعتقد وحق الاختلاف وليس الخلاف، وحرية الرأي وفق ما تنص عليه الاصول الديموقراطية". وشدد على أن "أوجه التشابه بين البلدين عديدة ومنها القدرة على التخلص من آثار الحرب، والوعي الذي تميز به التونسيون من خلال تسليم المعارضة بالديموقراطية رغم الصعوبات والنكسات، الا ان تونس بقيت على الطريق القويم".
واستذكر عون "المكانة الخاصة" التي للبنان لدى الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة، وتفاعل اللبنانيين معه في هذا المجال. وأعاد الى الأذهان ما كان قاله الرئيس الراحل حول الصراع الفلسطيني- الاسرائيلي وضرورة اعتماد مبدأ "خذ وطالب"، اذ نصح الفلسطينيين عند التفاوض مع الاسرائيليين ان يأخذوا ما يمكنهم اخذه وان يطالبوا بعدها بالباقي، "وهي نصيحة غاية في الاهمية، ولكن من الصعب الأخذ بها اليوم لاننا خسرنا كل شيء. فقد ضاعت القدس، وها ان الجولان ايضا يضيع".
ودعا عون الدول العربية "الى توحيد القرار الصالح الذي بامكانه ان يشكل لنا مسارا، بعدما كنا اقتربنا مسافة جيدة تجاه السلام على إثر المبادرة العربية للسلام التي قدمها الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز في بيروت عام 2002، وقوامها الارض مقابل السلام"، محذرا في الوقت عينه من انه "اذا لم تعد الارض موجودة، من الطبيعي ان يفقد السلام ايضا، لان الارض والسلام وحدة لا تتجزأ".
وفي ما يتعلق بالصراع في سورية، اشار الى انه يدعو دائما الى السلام، "لذلك يجب اولا ان تتوقف الحرب، وان تتم العودة الى الحوار، الذي من شأنه ان يساهم في احترام المصالح المشتركة للدول"، معتبرا ان "اسباب معظم الحروب اقتصادية مع نزعة الى سيطرة طرف على آخر، انما الاهم العمل على وقفها". وقال: "لقد تعرضت لثلاث محاولات اغتيال فاشلة، وعرفت من حاول اغتيالي. وعندما عدت من منفاي في فرنسا، التقيت بهم ولم اشعر بأي كراهية تجاههم، وعلاقتي باتت طبيعية معهم، وباتوا جزءا من الحكومة".
وعن قوله سابقا ان ما سمي بـ"الربيع العربي" هو أقرب الى "الجهنم العربي"، قال: "لقد عانينا في لبنان من تجارب الاحداث التي شهدناها في سبعينيات القرن الماضي، وادركنا اننا خسرنا الكثير وتسامحنا مع بعض. لكن اثر الجراح في المجتمع اللبناني بقيت، وقد علمنا كيفية السيطرة عليها. لذلك، حافظ لبنان خلال الحروب التي اندلعت حوله اخيرا، على الاستقرار والسلم الداخلي على الرغم من الانقسام السياسي، لأن وحدة الوطن كانت مصانة". واشار الى "اننا في لبنان توصلنا الى التوافق على مبدأ ان من ينتصر او يخسر في رهانه السياسي سيبقى في هذا الوطن ومن الافضل له ان يكون مزدهرا، وعليه، لا لزوم للاختلاف والحاق الضرر بالوطن".
واعتبر ان "الاختلاف شيء والعداوة شيء آخر". وقال: "مهما اشتدت النزاعات بين العرب، فإنها يجب ان تبقى ضمن خانة الخلاف، ولا بد للجميع ان يعي ان اي خسارة لأحد منهم فإنها تطاول الجميع".
قد يهمك أيضا:
نصر الحريري يتوقع بعد لقائه بيدرسون "خريطة" لتحريك التسوية السورية
تعيين النرويجي غير بيدرسون مبعوثًا جديدًا إلى سورية
أرسل تعليقك