قيادات النهضة التونسية تستعد لمرحلة ما بعد راشد الغنوشي
آخر تحديث GMT12:40:19
 العرب اليوم -

يركز الاجتماع المرتقب للحركة على مناقشة "شرعية القيادة"

قيادات "النهضة" التونسية تستعد لمرحلة ما بعد راشد الغنوشي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - قيادات "النهضة" التونسية تستعد لمرحلة ما بعد راشد الغنوشي

راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة التونسية
تونس - العرب اليوم

تنتظر قيادات من حركة «النهضة» التونسية (إسلامية) ما سيتمخض عنه اجتماع مجلس شورى الحركة، المنتظر عقده في السادس من يونيو (حزيران) المقبل، والذي سيخصص لتحديد موعد المؤتمر الانتخابي الحادي عشر للحزب، وما سيفرزه من قرارات حول تسمية القيادة الحالية لراشد الغنوشي، وإن كانت «قيادة مرحلة»، أو «قيادة مؤقتة»، في انتظار انتخاب قيادة جديدة. كما سينظر الاجتماع المرتقب الذي وُصف بـ«الحاسم»، في مسألة شرعية القيادة الحالية، بحكم انتهاء المدة القانونية بحلول موعد المؤتمر الحادي عشر الذي كان مقرراً، وفق النظام الداخلي للحركة، في شهر مايو (أيار) الحالي.

وكان مكتب مجلس شورى الحركة قد اجتمع الخميس الماضي، للنظر في موعد انعقاد المجلس الافتراضي الذي سيحدد تاريخ المؤتمر. ومن النقاط المطروحة على جدول أعمال شورى «النهضة» مناقشة محاور المؤتمر، وتنقيح القانون الأساسي للحركة، في حال رغبت قيادات مجلس الشورى وأعضاء المكتب التنفيذي في التمديد للغنوشي.

لكن وخلافاً لتوقعات عدد من القيادات السياسية بالتجديد للغنوشي لمواصلة قيادة الحركة، وتثبيت وجودها السياسي في تونس، دعت قيادات أطلقت على نفسها «مجموعة الوحدة والتجديد» إلى ضرورة عقد المؤتمر الحادي عشر قبل نهاية السنة الحالية، وإدارة حوار داخلي معمق حول مختلف القضايا الفكرية والسياسية والاستراتيجية التي تخص الحركة، وبناء توافقات صلبة،

تحفظ وحدتها، وتدعم مناخ الثقة بين «النهضويين» قبل الذهاب إلى المؤتمر؛ مؤكدة وجود «خلافٍ داخلي ظل يتفاقم منذ انعقاد المؤتمر العاشر سنة 2016»، وهي خلافات أثرت على صورة الحركة، وعمقت الانطباع السلبي لدى الرأي العام عن الأحزاب والطبقة السياسية، حسب تعبيرها.

وتضم هذه المجموعة أسماء وازنة في حركة «النهضة»، أبرزهم عبد الكريم الهاروني رئيس مجلس الشورى، ومختار اللموشي نائب رئيس مجلس الشورى، ورفيق عبد السلام مسؤول مكتب العلاقات الخارجية وصهر الغنوشي؛ إضافة إلى نور الدين العرباوي مسؤول المكتب السياسي، ومحمد زريق نائب رئيس الكتلة البرلمانية، وهي كلها أسماء لها وزنها على مستوى القرار السياسي والتوجهات الكبرى للحركة.

ورغم تأكيد هذه المجموعة على الدور التاريخي لراشد الغنوشي، فإنها طالبت بـ«ضمان تداول القيادة داخل الحركة، بما يسمح بتجديد نخبها»؛ مشددة على أهمية «المرافقة الفاعلة للوضع القيادي الجديد بعد المؤتمر، والحرص على نجاح مهمة الغنوشي على رأس البرلمان، والالتزام بالأسس الأخلاقية والثوابت القيمية الكبرى التي قامت عليها حركة «النهضة».

وانتقدت «مجموعة الوحدة والتجديد»: «تراكم بعض السلبيات والأخطاء داخل الحركة خلال السنوات الأخيرة»، والاضطراب الذي شاب الخط السياسي أحياناً، وضعف الأداء المؤسساتي، وابتعاد بعض الرموز والقيادات عن الانضباط، وخروج الخلافات الداخلية عن نطاقها المقبول والمعقول.

كما بينت القيادات الموقعة على بيان تناقلته وسائل إعلام محلية ودولية، أن قضايا «النهضة»: «أعمق من مجرد اختزالها في انتقال القيادة، واستبعاد زعيمها من أي دور مستقبلي داخل الحركة، والدفع بعدم الالتزام بمبدأ التداول، كما ينص على ذلك النظام الأساسي»، ودعت في المقابل إلى ضرورة الانفتاح على مختلف الآراء داخل الحزب، ورعاية الاختلاف، وحسن إدارته، وضبط آلياته، والاحتكام للمؤسسات،

مع الحرص على إقامة «علاقات أخوة وتعاون، واحترام متبادل بين القيادات وسائر منتسبي الحزب، وإنصاف مناضلي الحركة عبر استكمال مسار العدالة الانتقالية، والتركيز على قضايا الحكم وتوسيع قاعدته، والهوية الاجتماعية والاقتصادية للحزب، والاستجابة للاستحقاقات المقبلة».

ومن شأن هذه التوصيات التي وردت على شكل مطالب، أن ترفع النقاش السياسي داخل الحركة؛ خصوصاً بعد أن عرفت استقالات كثيرة لبعض القيادات، وفي مقدمتها زياد العذري الأمين العام للحزب، وعبد الحميد الجلاصي القيادي البارز؛ علاوة على استقالة حمادي الجبالي رئيس الحكومة السابق، ورياض الشعبيب رئيس المؤتمر التاسع لحركة «النهضة».

وتولى الغنوشي (79 سنة) رئاسة «النهضة» خلال الدورتين السابقتين لمدة ثماني سنوات، ولا يسمح النظام الداخلي للحزب بالتجديد له، وهو ما قد يجعل مسألة التجديد خلافية ومثيرة للنزاعات؛ خصوصاً بعد الانتقادات العديدة التي طالت تدبيره للبرلمان، والتي أدت إلى تشنج مختلف مكونات الائتلاف الحاكم، وتوتر العلاقة مع المعارضة، إثر انحيازه العلني إلى طرف سياسي في ليبيا على حساب بقية أطراف المعادلة السياسية هناك.

ويتوقع عدد من المراقبين للشأن السياسي المحلي أن يشكل المؤتمر «حدثاً استثنائياً في تاريخ الحركة»، بحكم أنه سيناقش الأزمة الداخلية التي تعيشها «النهضة» منذ مدة، والتي تتعلق بإدارة الحزب للحكم، والمنافسة بين القيادات الطامحة لخلافة الغنوشي.

قد يهمك ايضا

"النهضة" التونسية تهاجم منافسيها وتنتقد "حملات إعلامية مضللة" ضدها

عريضة تونسية لمساءلة الغنوشي وسياسيين حول ثرواتهم

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قيادات النهضة التونسية تستعد لمرحلة ما بعد راشد الغنوشي قيادات النهضة التونسية تستعد لمرحلة ما بعد راشد الغنوشي



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
 العرب اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 01:13 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
 العرب اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 08:56 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هجرات جديدة على جسور الهلال الخصيب

GMT 17:12 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 31 شخصا على الأقل في هجمات إسرائيلية في قطاع غزة

GMT 03:11 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطوط الجوية الفرنسية تعلق رحلاتها فوق البحر الأحمر

GMT 22:38 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال اليونان

GMT 17:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة 32 جنديا بينهم 22 في معارك لبنان و10 في غزة خلال 24 ساعة

GMT 01:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الفلسطينية

GMT 09:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

هيدي كرم تتحدث عن صعوبة تربية الأبناء

GMT 15:09 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

توتنهام يتأخر بهدف أمام أستون فيلا في الشوط الأول
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab