ثوار الليل في السودان جيش شعبي من المعتصمين لحماية الأهالي
آخر تحديث GMT19:33:26
 العرب اليوم -

يحرسون رفاقهم ويؤمنون المتاريس تحسبًا لأي اختراق من عناصر الأمن

"ثوار الليل" في السودان جيش شعبي من المعتصمين لحماية الأهالي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "ثوار الليل" في السودان جيش شعبي من المعتصمين لحماية الأهالي

ثوار السودان
الخرطوم ـ جمال إمام

أحمد شمس الدين، البالغ من العمر 26 عاماً، والشهير بثائر الليل، لم يبارح ساحة الاعتصام بمحيط القيادة العامة للجيش السوداني بالخرطوم، منذ مجيئه للمكان في السادس من أبريل (نيسان).

أحمد والمئات من أقرانه ورفاقه، ظلوا يرابطون لأيام ليل نهار، يأخذون قسطا من الراحة نهاراً، استعداداً لمهمة ليلية شاقة، تتمثل في «حراسة» الثوار والساحة طوال الليل حتى مطلع الشمس، حتى أُطلق عليهم من قبل المعتصمين اسم «ثوار الليل».

ساحة الاعتصام، تحولت إلى ما يشبه ميادين القتال في المعارك العسكرية، وأقام الثوار المتاريس والحواجز العالية، على طول المداخل والشوارع المؤدية إلى ساحة الاعتصام، تحسباً لأي اختراق من عناصر الأمن أو دخول أسلحة إلى الساحة.

اقرأ أيضا:

الاتحاد الأوروبي يطالب الجيش السوداني بنقل السلطة «سريعًا» إلى المدنيين

عند كل حاجز يقوم مجموعة من الشباب بتفتيش دقيق للداخلين، ويمنعون دخول الآلات الحادة وكل ما يعرض حياة المعتصمين للخطر، بما في ذلك «الأقلام والمرايات» وحين تحتج يقولون «القلم قد يفقأ العين»، وأن المرآة قد تتحول لسلاح قاتل.

ساحات الاعتصام شهدت، فجري السادس والسابع من أبريل (نيسان)، عمليات هجوم نفذتها قوات الأمن، الهدف منها فض الاعتصام، لكن المعتصمين تصدوا لها. وكادت تحدث مجزرة، لولا تدخل قوات الجيش لحماية المعتصمين؛ وتبادل إطلاق الرصاص الحي مع قوات الأمن؛ وسقط خلال الاشتباكات سبعة قتلى من المحتجين وجنود الجيش وعشرات الجرحى.

يقول شمس الدين «بدأنا في تنظيم صفوفنا بعد الهجومات المتكررة من قوات الأمن على الثوار، بالرصاص الحي والغاز المسيل للدموع لفض الاعتصام»، ويضيف: «قوات الأمن تختار أواخر الليل ومطلع الفجر، وهي من أصعب الأوقات التي تمر بنا، لأن أغلب الثوار يكون في حالة استرخاء، أو يغطون في نوم عميق، فتنتهز الفرصة لتقوم بمهاجمتنا، وتكون مهمتنا التصدي لأي محاولة من قوات الأمن، أو غيرها من الجماعات التي تستهدف فض الاعتصام».

ويتابع: «بدأنا تشكيل مجموعات من الثوار، من داخل الساحة لتكون مسؤولة عن حماية المعتصمين طوال الليل؛ وحتى النساء يشاركن في الحماية؛ هذه المجموعات تقوم بدوريات مستمرة وتفتيش لكل المتاريس والحواجز».

وبدوره يقول الطالب الجامعي قاسم أحمد، إن اللجنة المشرفة على الأمن في ساحة الاعتصام، وتتبع لتجمع المهنيين السودانيين؛ تقوم بتوزيع متطوعيها على الحواجز والمتاريس؛ وأثناء الليل تقوم بتفقد الأوضاع للتأكد من عدم وجود ثغرات في الحواجز.

ويضيف: «نظل ساهرين ولا يغمض لنا جفن طوال الليل، نقطع ساحة الاعتصام ذهابا ومجيئا حتى طلوع الشمس؛ وعندها تنتهي مهمتنا؛ لتبدأ الحياة طبيعية في ساحة الاعتصام».

ويشير أحمد إلى أن أغلب «ثوار الليل» من شباب الأحياء واللجان، فهم يعرفون بعضهم البعض جيداً؛ وكان هذا سبباً في التنظيم الكبير لمهمتهم وفي تأمين ساحة الاعتصام.

النساء أيضاً يشاركن في عملية تأمين المعتصمين؛ ويقمن بتفتيش حقائب النساء عند دخولهن إلى ساحة الاعتصام؛ كما تشارك المئات منهن في دوريات الليل، وتقول آلاء عبد الرحيم: «حراسة ساحة الاعتصام ليست حكراً على الشباب فقط»، وتتابع: «النساء يشاركن بذات القدر»؛ وتضيف: «في اليومين الأول والثاني، عندما هاجمت قوات الأمن المعتصمين؛ النساء كن في مقدمات الصفوف للتصدي له وتعرضن للضرب؛ كما نظل في حالة حركة مستمرة طوال الليل وترديد الشعارات الثورية حتى لا يتسلل النوم إلى المعتصمين».

ويقول أحمد إن أغلب ثوار الليل من الشباب أعمارهم لا تقل عن 20 عاما ولا تزيد عن 30؛ وهم أكثر حماسة ونشاطا؛ ودافعهم أكبر في الصمود وهم على استعداد للتضحية بأرواحهم من أجل حماية رفاقهم الثوار حتى تتحقق مطالب الشعب السوداني.

ولا تزال مخاوف الثوار من فض الاعتصام قائمة؛ لذلك هم يتحسبون لأي محاولة اختراق لساحة الاعتصام، من أنصار النظام السابق على حد تعبيرهم.

لحراس الليل هتافاتهم الخاصة التي تحث المواطنين على المبيت في أرض الاعتصام، فهم حين يخرج شخص من ميدان الاعتصام يهتفون له بالعامية السودانية بصوت حنين: «ما تمشوا تخلونا... بالليل بجازفونا»، وتعني أن أنصار النظام السابق سينتهزون قلة عددهم للاعتداء عليهم.

كما يستقبلون القادمين عند المداخل ولحظة التفتيش بهتاف: «إيدك فوق... والتفتيش بالذوق»، وهي هتافات ابتكرها الثوار على غرار هتاف الثورة السودانية الشهير «تسقط بس».

ويعود شمس الدين ليقول: نواصل في تكثيف إجراءات التفتيش عند الحواجز عند حلول المساء؛ حتى لا يتسلل منها ما يمكن أن يعرض حياتنا للخطر؛ المتاريس تحمينا من أي هجوم يمكن أن تشنه علينا أي جهة بالسيارات كما حدث في الأيام الأولى للاعتصام حيث استطاعت قوات الأمن اختراق المتاريس الصغيرة في الشوارع وضرب المعتصمين بالغاز المسيل للدموع.

يقول أحد أعضاء اللجنة الأمنية فضل حجب اسمه؛ نعتمد كثيراً على ثوار الليل في حماية المعتصمين وساحة الاعتصام؛ وهم بالنسبة لنا فرقة الاستطلاع الأولى لتنبيه المعتصمين داخل الساحة من أي محاولات لفض الاعتصام.

ويضيف ثوار الليل يقومون بدوريات طوال الليل عند الحواجز وداخل ساحة الاعتصام؛ كما يوفرون الحماية للنساء في الأماكن التي ينامون فيها؛ أن وجودهم كان مهما جداً لاستمرار الاعتصام. ويختم عضو اللجنة قائلاً: هذه الإجراءات التأمينية ستظل مستمرة لسلامة المعتصمين حتى تتحقق كل مطالب الثوار.

قد يهمك أيضا:

واشنطن تدعو الجيش السوداني لتشكيل حكومة «جامعة» تضم مدنيين

الجيش السوداني يحذر من مخالفة حظر التجوال

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثوار الليل في السودان جيش شعبي من المعتصمين لحماية الأهالي ثوار الليل في السودان جيش شعبي من المعتصمين لحماية الأهالي



أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب
 العرب اليوم - أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب

GMT 17:14 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

عاصفة ثلجية مفاجئة تضرب الولايات المتحدة

GMT 11:55 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

مصر والعرب في دافوس

GMT 11:49 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

ليل الشتاء

GMT 17:05 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يوافق على انتقال كايل ووكر الى ميلان الإيطالى

GMT 17:07 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

كاف يحدد مكان وتوقيت إقامة قرعة كأس أمم إفريقيا 2025

GMT 03:19 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

القوات الإسرائيلية تجبر فلسطينيين على مغادرة جنين

GMT 17:06 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

بوروسيا دورتموند يعلن رسميًا إقالة نورى شاهين

GMT 17:04 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

شهيد و4 إصابات برصاص الاحتلال في رفح الفلسطينية

GMT 17:10 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ارتفاع حصيلة عدوان إسرائيل على غزة لـ47 ألفا و161 شهيداً

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب

GMT 09:48 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

منة شلبي تواصل نشاطها السينمائي أمام نجم جديد

GMT 17:09 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا إلى أعلى مستوى منذ نوفمبر 2023

GMT 09:23 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

لغز اليمن... في ظلّ فشل الحروب الإيرانيّة

GMT 09:55 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

هنا الزاهد تنضم إلى كريم عبد العزيز وياسمين صبري

GMT 19:45 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

هل سيغير ترمب شكل العالم؟

GMT 09:15 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

صراع التيك توك

GMT 09:25 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

دولار ترمب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab