مريض لبناني ينتقل ماشياً من مستشفى الى آخر بسبب فقدان الوقود يهزّ اللبنانيين
آخر تحديث GMT19:10:14
 العرب اليوم -

مريض لبناني ينتقل ماشياً من مستشفى الى آخر بسبب فقدان الوقود يهزّ اللبنانيين

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مريض لبناني ينتقل ماشياً من مستشفى الى آخر بسبب فقدان الوقود يهزّ اللبنانيين

مدينة بيروت
بيروت - أحمد الحاج

هزّ اللبنانيين جميعا حالة مريض اضطر للتنقل مشياً على الاقدام من مستشفى رزق الى مستشفى أوتيل ديو في الاشرفية بعدما فقد الامل في ايجاد سيارة تنقله بسبب أزمة الوقود التي بدأت تترك بصماتها على كل أوجه الحياة في لبنان وفي مقدمتها القطاع الصحي الذي بات ضحاياه أكثر من أن يعد وبحصى.
ولعل صرخة اصحاب المستشفيات ومن يشرف عليها ونداءاتهم المتكررة منذ أشهر لتدارك الوقوع المحظور لم تلق آذانا صاغية من كل المسؤولين على مختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم لدرجة لم يتخذ فيها الحد الادنى حتى لا تصل الامور الى الدرك الذي وصلت اليه البلاد أخيرًا بسبب حجم الفساد والهدر الذي تخطى كل حدود .
مثل هذا الواقع جرس إنذار لعدد كبير من اللبنانيين، الذين يعانون اليوم قلقا كبيرا بشأن الواقع الصحي في البلاد، لاسيما من لديهم أوضاع صحية خاصة تتطلب مراجعة مستمرة للمستشفيات.
وعاشت مستشفيات عدة في لبنان ساعاتها الأخيرة خلال الأيام الماضية، حيث كان سيناريو الإقفال التام قاب قوسين أو أدنى، ساهمت شركات محروقات ومحطات محددة، إضافة إلى مبادرات فردية في تأمين مخزون من مادة المازوت في عدد من المستشفيات، الأمر الذي جنب البلاد كارثة صحية، لكنه لم يلغها، فالمخزون المؤمن يكفي لأيام معدودة فقط من بعدها ستعود الأمور إلى نقطة الصفر مجدداً.
ويرى مدير "مستشفى رفيق الحريري" الحكومي، فراس أبيض، أن "القطاع الصحي في لبنان يمر في وقت صعب جداً، بسبب قضية المازوت، ولو لم يتم تأمين المازوت ولم يتم دعم عدد من المستشفيات الكبرى لكنا وصلنا بالتأكيد إلى مرحلة انهيار القطاع الصحي. ولكن تأمين قدر من المازوت لهذه المستشفيات، ومنها مستشفى رفيق الحريري الحكومي، أعطانا قليل من الوقت الإضافي، بين 5 أيام وأسبوع".
ويشير مدير "مستشفى المقاصد"، محمد بدر، إلى أن "أزمة المحروقات أوصلت المستشفى بالفعل إلى الانهيار الكامل الذي أعلنا عنه في بياننا. ورغم ذلك لم يجر التواصل معنا من قبل أي جهة رسمية ولم يعمل أحد على حل أزمتنا التي أعلناها، وإنما مجموعة من ناشطي الفعاليات الأهلية بادروا إلى الوقوف إلى جانب مستشفى المقاصد، وساعدونا بتوفير مخزون قليل من مادة المازوت يكفي لنحو 10 أيام فقط، أما الدولة فلم تسأل ولم تفعل شيئاً، تخلت تماماً عن واجباتها وعن شعبها وتحولت إلى مجموعة لصوص ومجرمين"، على حد تعبيره.
"نعمل على أساس كل يومٍ بيومه"، يؤكد نقيب أصحاب المستشفيات، ويضيف "أنا متخوف من الأسبوع المقبل وما بعده، قد يكون الوضع أسوأ مما هو عليه، إذ علمت من موزعي المحروقات أنهم يوزعون كل ما لديهم من مخزون كي لا يتحملوا مسؤولية أي تخزين، وعليه سينتهي المخزون بعد يومين أو 3 فيما لم يتم صرف اعتمادات لاستقدام بواخر محروقات جديدة، وسنكون في وضع أسوأ من اليوم".
ويتابع هارون "اليوم.. أفضل المستشفيات حالاً لديها مازوت يكفيها لأيام معدودة، ويتم اليوم تظهير "الأيام المعدودة" وكأنه إنجاز، في حين أن المستشفيات تحتاج أقله مخزونا يكفي لشهر، وذلك بناء على أسس مدروسة، لكون المستشفى تبرمج عملياتها الجراحية على مدة شهر على الأقل، كذلك بالنسبة إلى غسيل الكلى مثلا والعلاجات السرطانية والعمليات الجراحية حيث لا يمكن إعطاء مواعيد للمرضى والتراجع عنها بسبب انقطاع الكهرباء أو المازوت".
ويدعو هارون لعدم التساهل مع نداءات الاستغاثة التي تطلقها المستشفيات يوميا، ويضيف "حين تعلن المستشفيات عن وقف التكييف في أقسامها، فإن هذا الأمر يمثل خطرا صحيا كبيرا، فالتكييف في المستشفيات ليس رفاهية، وليس ترفاً كالفنادق، إنما ضرورة طبية للحفاظ على درجة حرارة الغرفة 21 درجة مئوية، وإلا فإن المرضى سيتعرضون لاحتمال التهابات إضافية وانتقال العدوى..".
وهناك نقطة أخرى أيضاً لا تؤخذ بعين الاعتبار، وفق هارون، "حين تعلن مستشفى عن وقف استقبال المرضى أو توقف خدماتها تماما وإغلاق أبوابها، سنكون أمام ضرورة إجلاء المرضى من هذه المستشفى إلى أخرى، وسيكون على المرضى ضمن نطاق المستشفى التوجه نحو مستشفيات أخرى ما يعني مزيدا من الضغط من المستحيل أن تتحمله بقية المستشفيات في هذه الظروف".
ويواجه القطاع الطبي في لبنان تحديات كبيرة على أصعدة عدة، لا تقتصر على ما أنتجته أزمة المحروقات في البلاد، التي يراها المعنيون أسهل الأزمات، إذ تنتهي بتوفير المادة المطلوبة، أما الأخطر فهو ما ستحمله الأيام المقبلة من انعكاس لأزمات أخرى على القطاع الصحي.
انقطاع الأدوية والمعدات الطبية يشكل اليوم مشكلة أكبر من أزمة المازوت والكهرباء، فتوفير هذه المتطلبات للمستشفيات ليس بالسهل ولا هو متعدد المصادر كحال المحروقات. وفي هذا الإطار يحذر نقيب المستشفيات من الأسوأ الذي يراه قادماً في الأيام المقبلة، لأسباب عدة.
ولا يغيب فيروس كورونا عن المشهد الدراماتيكي الذي يشهده القطاع الصحي في لبنان، فالأرقام التي سبق أن انخفضت بشكل كبير خلال الأشهر الماضية، عادت لترتفع بشكل جنوني وصل إلى تسجيل آلاف الإصابات يومياً، وارتفع عدد الوفيات، وعاد ليرفع الضغط على المستشفيات.

قد يهمك ايضا 

رئيس "التيار الوطني الحر" اللبناني جبران باسيل يشن هجوما على جعجع وسلاح "حزب الله"

هجوم حاد من تيار "المستقبل" اللبناني على جبران باسيل ووصفه بـ"المسكين"

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مريض لبناني ينتقل ماشياً من مستشفى الى آخر بسبب فقدان الوقود يهزّ اللبنانيين مريض لبناني ينتقل ماشياً من مستشفى الى آخر بسبب فقدان الوقود يهزّ اللبنانيين



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
 العرب اليوم - أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab