أزمة “سد النهضة” في طريقها إلى التدويل ومصر تقبل الدعوة الأميركية للاجتماع
آخر تحديث GMT18:34:31
 العرب اليوم -

أبدت روسيا استعدادها للوساطة بعدما دخلت المفاوضات في “طريق مسدودة”

أزمة “سد النهضة” في طريقها إلى التدويل ومصر تقبل الدعوة الأميركية للاجتماع

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - أزمة “سد النهضة” في طريقها إلى التدويل ومصر تقبل الدعوة الأميركية للاجتماع

سد النهضة
القاهرة - سعيد فرماوي

عزّز الإعلان المصري عن قبول دعوة أميركية لاجتماع ثلاثي في واشنطن، يضم وزراء خارجية مصر والسودان وإثيوبيا بشأّن “سد النهضة”، مساعي القاهرة نحو تدويل الأزمة وجهودها الدبلوماسية لإدخال وسيط دولي. لكن حتى الآن لم تعلن كل من إثيوبيا والسودان موقفيهما من المبادرة الأميركية. وفي غضون ذلك دخلت روسيا على خط الأزمة، أمس الأربعاء، مبدية استعدادها للوساطة.

وسبق أن تحفظت أديس أبابا على طلب القاهرة بشأن دخول وسيط دولي، في حين تحدث رئيس وزرائها آبي أحمد، أول من أمس، عن احتمال نشوب مواجهة عسكرية، وهي التصريحات التي وصفتها الخارجية المصرية بأنها “غير مقبولة”، واعتبرها مراقبون تحدثوا لـ”الشرق الأوسط” أنها “محاولة وأد الجهد الدبلوماسي المصري الأخير لحشد مواقف دولية، والإيحاء بأن البديل الوحيد لرفض مصر استمرار مسار المفاوضات الفنية الثلاثية هو إعلان الحرب”.

وخلال الأسابيع الأخيرة تصاعد الخلاف بين القاهرة وأديس أبابا حول السد، الذي تبنيه إثيوبيا على أحد الروافد الرئيسية لنهر النيل، حيث تؤكد القاهرة أنه يهدد بنقص حصتها من المياه المقدرة بـ55.5 مليار متر مكعب.

ومن المقرر أن يلتقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وآبي أحمد على هامش قمة روسيا - أفريقيا، المقامة حاليًا في منتجع سوتشي. ويأتي هذا اللقاء بعدما أعلنت مصر فشل المفاوضات، ووصولها إلى “طريق مسدودة”.

واستبقت روسيا اللقاء المرتقب، مبدية استعاداها للوساطة بين البلدين؛ إذ قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أمس: “إذا طلبوا منا (مصر وإثيوبيا) ذلك فنحن على استعداد دائمًا. لدينا علاقات ممتازة مع أديس أبابا ومع القاهرة، ونحن مطلعون على هذا الموضوع، وبالطبع، فقد تناقشنا أكثر من مرة حول ما إذا كانت خدماتنا للوساطة مطلوبة... نحن على استعداد دائمًا”.

وأعرب بوغدانوف في تصريحات صحافية على هامش قمة “روسيا - أفريقيا”، عن أمله في أن يستغل زعيما البلدين فرصة الوجود في سوتشي لعقد لقاء بينهما.

وتتحمس مصر لدور أميركي في الأزمة؛ إذ قال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، أمس، إنه شرح خلال لقاءاته مع المسؤولين الأميركيين خلال الزيارة، التي جرت الأسبوع الماضي، موقف مصر من السد الإثيوبي، مؤكدًا أن “مصر لا تقف ضد أي برامج للتنمية تحدث في دول نهر النيل. لكن شريطة أن يتم ذلك دون التأثير على احتياجاتها من المياه، وضرورة الالتزام بالقوانين الدولية والاتفاقيات، بما يحافظ على حقوق مصر التاريخية”.

وكانت مصر قد أعلنت قبولها رعاية أميركا اجتماعًا ثلاثيًا في واشنطن. وقالت وزارة الخارجية في بيان مساء أول من أمس، إن “مصر تلقت دعوة من الإدارة الأميركية لاجتماع وزراء خارجية مصر والسودان وإثيوبيا في واشنطن، وهي الدعوة التي قبلتها مصر على الفور؛ اتساقًا مع سياستها الثابتة لتفعيل بنود اتفاق إعلان المبادئ، وثقة في المساعي الحميدة التي تبذلها الولايات المتحدة”. ولم يحدد البيان موعد الاجتماع، كما لم يذكر موقف إثيوبيا والسودان منه.

وتبني إثيوبيا السد بهدف تأمين ستة آلاف ميغاواط من الطاقة الكهرمائية، وتقول إنها لا تنوي إلحاق ضرر بدول المصب عبر تخزين المياه. وقد أثار آبي أحمد، الحائز مؤخرًا جائزة نوبل للسلام، جدلًا كبيرًا بحديثه (الثلاثاء) أمام البرلمان الإثيوبي، قال فيه إنه “لا (استخدام لأي) قوة (من جانب مصر) يمكن أن يوقف بناء إثيوبيا للسد... ربع الشعب الإثيوبي من الفقراء والشباب، ويمكننا أن نجهز الملايين إذا كان ذلك ضروريًا”. لكنه أضاف أن “المفاوضات هي الوسيلة المثلى لحل الخلافات بشأن السد”.

وأعربت الخارجية المصرية عن “صدمتها ومتابعتها بقلق بالغ وأسف شديد” لتلك التصريحات، وقالت إنها “تضمنت إشارات سلبية، وتلميحات غير مقبولة فيما يتعلق بكيفية التعامل مع ملف سد النهضة”.

واعتبر مالك عوني، المحلل السياسي، ومدير تحرير مجلة “السياسة الدولية”، حديث رئيس وزراء إثيوبيا “هجومًا معاكسًا في مواجهة الجهد الدبلوماسي المصري الأخير لحشد مواقف دولية في مواجهة المماطلة، والتعنت الإثيوبي، والبحث عن مسارات بديلة لتلك المفاوضات التي وصلت لهذا الأفق المسدود”. مشددًا على أن “حديثه عن الحرب لن يقدم أو يؤخر في المعطيات الموضوعية المعلومة للطرفين جيدًا”، وأكد أنها تستهدف “زيادة قلق الرأي العام والإعلام، وإبراز مسار المفاوضات الفنية بعده البديل الوحيد للحرب”.

من جهته، أرجع الدكتور هاني رسلان، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ورئيس وحدة دراسات دول حوض النيل، تصريحات آبي أحمد، إلى محاولته توظيف المسألة داخليًا، وتصوير أن هناك عدوًا خارجيًا، في ظل أزمات كبرى يعاني منها، ومعارضة عنيفة في معظم الأقاليم، بما فيها إقليم الأرومو الذي ينتمي إليه، واستحقاق الانتخابات العامة في 2020.

قد يهمك أيضًا

"الخارجية" المصرية تُعرب عن صدمتها إزاء تصريحات آبي أحمد بشأن "سد النهضة"

نتانياهو يتطلع لتعزيز التنسيق الأمني مع أثيوبيا

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمة “سد النهضة” في طريقها إلى التدويل ومصر تقبل الدعوة الأميركية للاجتماع أزمة “سد النهضة” في طريقها إلى التدويل ومصر تقبل الدعوة الأميركية للاجتماع



فساتين سهرة رائعة تألقت بها ريا أبي راشد في عام 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 02:31 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

زلزال قوي يضرب جزر الكوريل الروسية ولا أنباء عن خسائر

GMT 08:54 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... الوجه الآخر للقمر

GMT 05:53 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

وفاة أكبر معمرة في إيطاليا عمرها 114 عاما

GMT 08:49 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

جنوب لبنان... اتفاق غير آمن

GMT 05:50 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

محكمة روسية تصادر ممتلكات شركة لتجارة الحبوب

GMT 07:55 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

قصف إسرائيلي يودي بحياة 9 فلسطينيين بينهم 3 أطفال في غزة

GMT 05:29 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

ارتفاع حصيلة ضحايا انهيار جسر في البرازيل لـ10 قتلى

GMT 12:22 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

مدير منظمة الصحة العالمية ينجو من استهداف مطار صنعاء

GMT 02:29 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

زلزال بقوة 5.7 درجة يضرب الفلبين
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab