يحتفل المصريون في الخامس والعشرين من أبريل/ نيسان الجاري، من كل عام، بذكرى تحرير سيناء، إذ تم تحرير أرض الفيروز من الاحتلال الإسرائيلي في عام 1982، واكتمل التحرير بعودة طابا، حيث احتل الكيان الصهيوني سيناء كاملة بعد حرب يونيو/ حُزيران عام 1967، ومن بعدها، انطلق الكفاح المسلح بين الجيش والشعب في حرب الاستنزاف، وانتهى بالملحمة الكبرى في نصر أكتوبر 1973.
وتُلقّب شبه جزيرة سيناء أو سيناء، بأرض الفيروز، وهي شبه جزيرة صحراوية مثلثة الشكل تقع غرب آسيا، في الجزء الشمال الشرقي من جمهورية مصر العربية، فسيناء هي الجزء الوحيد من مصر الذي يتبع قارة آسيا جغرافيا، وتبلغ مساحتها نحو 60088 كيلومترا مربعا، تمثل نسبة 6% من مساحة مصر الإجمالية، ويحدها شمالا البحر الأبيض المتوسط وغربا خليج السويس وقناة السويس، وشرقا قطاع غزة، وخليج العقبة، وجنوبا البحر الأحمر.
وتعدّ سيناء حلقة الوصل بين قارتي أفريقيا وآسيا، وعدد سكانها يبلغ نحو مليون وأربعمائة ألف نسمة حسب إحصائيات عام 2013، حيث أدت حرب 1967 أو ما يعرف أيضا في كل من سورية والأردن باسم "نكسة يونيو/ حزيران" وفي مصر باسم "نكسة 67" إلى احتلال إسرائيل لسيناء وقطاع غزة والضفة الغربية والجولان.
أقرأ أيضا :
الحكومة المصرية تعلن الأربعاء المقبل أجازة رسمية لكل العاملين في القطاع الخاص
بدأ طريق التحرير بعد أيام معدودة من نكسة 1967 قبل أن تندلع الشرارة بأكثر من ست سنوات إذ شهدت جبهة القتال معارك شرسة كانت نتائجها بمثابة صدمة للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وبدأت المواجهة الجديدة بين مصر وإسرائيل على جبهة القتال في شبه جزيرة سيناء، بعدة عمليات عسكرية خاطفة، استنزفت فيها إسرائيل، ماديا ومعنويا، واعتبرتها تل أبيب بمثابة "حرب استنزاف"، وابتداء من سبتمبر/ أيلول 1968 حتى السادس من أكتوبر/ تشرين الثاني 1973 بدأت المواجهة على جبهة القتال حيث انطلقت القوات المصرية معلنة بدء حرب العبور والتي خاضتها مصر في مواجهة إسرائيل واقتحمت قناة السويس وخط بارليف، وكان من أهم نتائجها استرداد السيادة الكاملة على قناة السويس، واسترداد جزء من الأراضي في شبه جزيرة سيناء وعودة الملاحة في قناة السويس في يونيو/ حزيران 1975.
معاهدة السلام مع إسرائيل
ووقّعت مصر وإسرائيل بعد حرب أكتوبر 73 معاهدة السلام، اقتناعا منهما بالضرورة الماسة لإقامة سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط، ونصت المعاهدة على إنهاء الحرب بين الطرفين وإقامة السلام بينهما وسحب إسرائيل جميع قواتها المسلحة، وأيضا المدنيين، من سيناء إلى ما وراء الحدود الدولية بين مصر وفلسطين تحت الانتداب، وبحيث تستأنف مصر ممارسة سيادتها الكاملة على سيناء، وأدت معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل إلى انسحاب إسرائيل الكامل من شبه جزيرة سيناء، وعودة السيادة المصرية على كامل ترابها المصري، وقد تم تحديد جدول زمني للانسحاب المرحلي من سيناء على النحو التالي:
في 26 مايو/ أيار 1979: رفع العلم المصري على مدينة العريش وانسحبت إسرائيل من خط العريش رأس محمد وبدأ تنفيذ اتفاقية السلام.
في 26 يوليو/ تموز 1979: المرحلة الثانية للانسحاب الإسرائيلي من سيناء (مساحة 6 آلاف كيلومتر مربع) من أبو زنيبة حتى أبو خربة.
في 19 نوفمبر- تشرين الثاني 1979: تم تسليم وثيقة تولي محافظة جنوب سيناء سلطاتها من القوات المسلحة المصرية بعد أداء واجبها وتحرير الأرض وتحقيق السلام.
في 19 نوفمبر 1979: انسحبت إسرائيل من منطقة سانت كاترين ووادي الطور، واعتبار ذلك اليوم هو العيد القومي لمحافظة جنوب سيناء.
وفي يوم 25 أبريل/ نيسان 1982 تم رفع العلم المصري على حدود مصر الشرقية على مدينة رفح بشمال سيناء وشرم الشيخ بجنوب سيناء واستكمال الانسحاب الإسرائيلي من سيناء، بعد احتلال دام 15 عاما، وإعلان هذا اليوم عيدا قوميا مصريا في ذكرى تحرير كل شبر من سيناء.
سيناء مركزا عالميا للسياح
تتميّز سيناء بطبيعتها الساحرة ما بين الجبال والسهول والوديان والشواطئ الجميلة بالإضافة إلى مياه البحر حيث الشعاب المرجانية والأسماك النادرة والطبيعة الخلابة، حيث تعد سيناء مركزا عالميا للسياحة إذ تتوفر بها كل أنواع السياحة من سياحة دينية، وثقافية، وتاريخية، ورياضية، وترفيهية، وعلاجية، بالإضافة إلى بنية أساسية ومشاريع سياحية تسمح بزيادة أعداد السائحين وترضي جميع الأذواق والدخول.
وتضم سيناء الكثير من المعالم المميزة إذ يوجد بها العديد من المنتجعات السياحية والمحميات الطبيعية والمزارات الدينية أبرزها شرم الشيخ، ودهب، ورأس سدر، وطابا، ونويبع، ومحمية رأس محمد، ومحمية نبق، ومحمية طابا، ودير سانت كاترين، وحمام موسى، وحمام فرعون، وجبل موسى وهو الجبل الذي كلم عليه النبي موسى ربه وتلقى الوصايا العشر وذلك وفقا للديانات الإبراهيمية.
وقد يهمك أيضاً :
الجريدة الرسمية تنشر قرارًا جمهوريًا بالعفو عن بعض المسجونين بمناسبة عيد تحرير سيناء
المفتي يؤكد ان الشعب وجيشه الباسل ضربا أروع أمثلة الفداء والاستبسال في تحرير سيناء
أرسل تعليقك