تكشفت تفاصيل جديدة عن قرار تركيا سحب الجنسية من محمود حسين، القائم بعمل مرشد الإخوان والمقيم في إسطنبول.وواقعة سحب الجنسية من محمود حسين تقع ضمن أكثر من 46 قضية سحب جنسية أخرى لعناصر من الإخوان وغيرهم، بسبب "مافيا للتلاعب في العقارات"، وتسعى السلطات التركية لحصر وضبط عناصر هذه المافيا التي تضم مصريين وسوريين وروساً.
وحصل مرشد الإخوان على ما يسمى بـ"الجنسية العقارية"، والتي تنص على إمكانية الحصول على الجنسية التركية من خلال شراء عقار وبمبلغ معين، ويظل مملوكاً لطالب الجنسية لعدد من السنوات لا يقل عن 3 سنوات، مع عدم البيع مستقبلاً إلا لمواطن تركي الجنسية، مشيرةً إلى أن حسين باع العقار لمواطن أجنبي وحصل المواطن الأجنبي الذي اشترى العقار على الجنسية بنفس العقار المدون به بيانات محمود حسين، مرشد الإخوان والمسجل باسمه بإدارة الهجرة.
وفق المعلومات، فإن السلطات التركية وبناءً على هذه الواقعة تكشفت لها وقائع أخرى متصلة بأكثر من 46 عنصرا آخرين من جماعة الإخوان من مصر وسوريا، ولذلك بدأت التحقيق للوصول لمافيا تخصصت في بيع وشراء العقارات للراغبين في الحصول على الجنسية التركية.
كما سحبت السلطات التركية الجنسية أيضاً من زوجة محمود حسين بالتبعية، حيث حصلت عليها بنفس بيانات العقار الذي اشتراه وباعه لكونها زوجته وتقيم معه فيه، مشيرة إلى أن مدحت الحداد القيادي بالجماعة يبحث حالياً مع أحد مستشاري الرئيس التركي رجب طيب أردوغان محاولة حل المشكلة خاصة أن حسين يدير من إسطنبول ملفات عديدة تخص الجماعة ومؤسساتها وشركاتها واستثماراتها وخروجه أو مغادرته تركيا سيربك حسابات الجماعة.
وقالت مصادر إن السلطات شنت حملات مكثفة خلال الآونة الأخيرة على مافيا الجنسيات العقارية في كافة الولايات التركية، مؤكدةً أن هذه الحملات ستكشف عن عناصر من الإخوان وغيرهم حصلوا على الجنسية بنفس الطريقة وباعوا عقاراتهم فور حصولهم عليها من دون الالتزام بنص القانون، كما حصل آخرون وبطريق التحايل على تأشيرة سياحة ثم تحولت لإقامة عمل وباتوا يقيمون في تركيا ويسعون للحصول على الجنسية. ويجري حصر هؤلاء الآن.
وعقب قرار تركيا سحب الجنسية منه تبحث جماعة الإخوان مصير محمود حسين، القائم بعمل المرشد، وأين سيقيم ويدير ملفات الجماعة وشؤونها، خاصة في ظل الصراع المحتدم بين جبهته وجبهة لندن بقيادة صلاح عبد الحق.
ويشغل حسين منصب القائم بأعمال المرشد العام للإخوان المسلمين، بعد قرار جبهة إسطنبول تعيينه إثر خلافات مع جبهة لندن بقيادة إبراهيم منير قبل وفاته، ويبلغ محمود حسين من العمر 77 عاما، حيث ولد في 16 يوليو من العام 1947 بمدينة يافا في فلسطين لأب مصري وأم فلسطينية، وعاش في طفولته بمدينة رفح، كما حصل على الثانوية العامة في مدينة بئر سبع الفلسطينية.
وحسب ما ذكرت منصات جماعة الإخوان فإن والد محمود حسين، هو الشيخ حسين المصري أحد قيادات الإخوان المسلمين التاريخية في فلسطين ومن المؤسسين لجماعة الإخوان المسلمين في قطاع غزة، قبل أن يعلن عنها سابقا باسم حماس.
وكان حسين عضواً في أول مجلس شورى للجماعة في قطاع غزة من ضمن الأعضاء الممثلين لرفح في المجلس، وكان أحد أعضاء الهيئة الإدارية المؤسسة للمجمع الإسلامي في غزة، بحسب مواقع الإخوان.
حصل محمود حسين على بكالوريوس الهندسة عام 1971 ثم عُين بعد تخرجه معيداً بكلية الهندسة، جامعة أسيوط، وسافر إلى أميركا في منحة دراسية بداية عام 1978، وبعد عودته عُين مدرساً في كلية الهندسة جامعة أسيوط عام 1984، ثم أستاذاً مساعداً ثم أستاذاً بها.
شغل محمود حسين منصب الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين خلفا للدكتور محمود عزت عام 2010، وكان قد انضم لمكتب الإرشاد بعد وفاة الشيخ أبو الحمد ربيع كممثل عن محافظات الصعيد، ثم تم تكليفه من المرشد العام للجماعة بالسفر للخارج قبل ثورة يونيو من العام 2013، لإدارة شؤون الجماعة بالخارج وتحسباً لأي طارئ.
دِين في العام 1995، وفي عهد الرئيس الأسبق والراحل حسني مبارك بالسجن ثلاث سنوات بتهمة إحياء جماعة محظورة واعتُقلَ في أغسطس 2007، ولكنه أصيب بأزمة قلبية حادة داخل سجن عنبر المزراعة بطرة، تم على إثرها تم إحالته إلى مستشفى القصر العيني، وتبين أنه يحتاج إلى عملية قلب مفتوح، نظرًا لإصابته بقصور في الشريان التاجي، وتم الإفراج عنه بعد طلب من هيئة الدفاع للإفراج الصحي عنه نظرًا لتدهور حالته الصحية.
في ذلك العام وهو 2007 وجهت نيابة أمن الدولة العليا المصرية لمحمود حسين وعصام العريان، العمل على قلب نظام الحكم وإثارة القلاقل داخل البلاد وقيادة جماعة محظورة.
وألقت أجهزة الأمن القبض على حسين والعريان يوم الجمعة 17 اغسطس 2007، داخل منزل المهندس نبيل مقبل صهر الفنان الكوميدي عادل إمام في محافظة الجيزة.
في أكتوبر من العام 2021 وعقب صدور قرار مجلس الشورى العام لجماعة الإخوان المسلمين بإعفاء إبراهيم منير، تقدم محمود حسين بمذكرة إلى المجلس طالب فيها بعدم تطبيق اللائحة بخصوص تولي منير القيام بمهام المرشد العام وأن يختار مجلس الشورى العام قائما بالأعمال.
واستقر مجلس الشورى العام على تشكيل لجنة مؤقتة يختارها المجلس لتقوم بعمل المرشد العام في الشأن المصري لمدة ستة أشهر، أو اتخاذ المجلس قراراً بتحديد القائم بالعمل أيهما أقرب.
في 17 ديسمبر من العام 2021، تقرر تكليف الدكتور مصطفى طلبة بمهمة الممثل الرسمي لهذه اللجنة التي تتولي القيام بأعمال المرشد العام للجماعة بشكل مؤقت، وبعد وفاة إبراهيم منير قائد جبهة لندن، تقدمت اللجنة القائمة بعمل المرشد العام بمذكرة إلى مجلس الشورى العام في نوفمبر 2022 بشأن تفعيل العمل بالمادة الخامسة من اللائحة العامة للجماعة، وتولى محمود حسين منصب القائم بأعمال المرشد العام باعتباره عضو مكتب الإرشاد الأكبر سنا.
يذكر أنه وفي العام 2019 اتهم أمير بسام، القيادي بجماعة الإخوان والهارب لتركيا قادة إخوان مصر في إسطنبول وعلى رأسهم محمود حسين باختلاسات وتسجيل عقارات وشقق وسيارات بأسمائهم وأسماء أبنائهم.
وقال القيادي الإخواني إن القيادات ومنهم محمود حسين تستولي على أموال الجماعة، وأموال التبرعات، وتشتري عقارات وشققاً سكنية فخمة بأسمائهم وأسماء أبنائهم، سواء في تركيا أو في غيرها، فيما هدد شباب وأعضاء بجماعة الإخوان فارون من مصر ومقيمون في تركيا بنشر تسجيلات تكشف فساد ومخالفات قادة الجماعة وقتها.
جدير بالذكر أن قيادات إخوانية بدأت بمغادرة الأراضي التركية عقب زيارة أردوغان لمصر، من بينهم عناصر إعلامية وعناصر من "حركة حسم" الإخوانية وكذلك عناصر أكاديمية كانت تعمل في الجامعات التركية، كما تم التضييق على عناصر أخرى وتقييد أنشطتها على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقبل شهور وبعد أيام من الإعلان رسمياً عن إعادة العلاقات بين مصر وتركيا ورفع علاقاتهما الدبلوماسية لمستوى السفراء، فرضت تركيا قيوداً جديدة على أنشطة جماعة الإخوان وعناصرها المقيمين في الأراضي التركية.
وشنت السلطات التركية حملة مداهمات واسعة النطاق على عناصر الإخوان المقيمين في البلاد، وقامت باحتجاز من لا يحمل أية هوية أو إقامة أو جنسية، كما طلبت من اثنين من عناصر الجماعة، وهما مصعب السماليجي وإسلام أشرف، مغادرة أراضيها.
وزار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مصر، الأربعاء الماضي، لأول مرة بعد قطيعة دامت أكثر من 11 عاماً، ووقّع اتفاقيات ومذكرات تفاهم مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، كما تقرر إعادة تشكيل اجتماعات مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
مصر تعلن عن الحكم بإعدام علي محمد البلتاجي وصفوت حجازي
"جبهة اسطنبول" تهيمن على "الإخوان" والانقسامات تتعمق داخل الجماعة
أرسل تعليقك