لندن - العرب اليوم
وصف وزير في الحكومة البريطانية عملية إجلاء الرعايا البريطانيين من السودان بأنها كانت "ناجحة للغاية".وانتهى الموعد النهائي المحدد لوصول الرعايا البريطانيين إلى مهبط طائرات شمال العاصمة الخرطوم للالتحاق برحلات الإنقاذ النهائية يوم السبت.وقال وزير الدولى لشؤون التنمية الدولية أندرو ميتشل "لا يمكننا البقاء هناك إلى الأبد في مثل هذه الظروف الخطيرة".
ويأتي ذلك بعد قرار حكومي، يتمثل بالسماح لأطباء لا يحملون الجنسية البريطانية يعملون في هيئة الخدمات الصحية الوطنية باللحاق برحلات الإجلاء من السودان.
وفرّ عشرات الالاف من البلاد منذ أن اجتاح القتال بين فصائل الجيش المتناحرة السودان قبل أسبوعين.
ويُعتقد أن عدد القتلى أعلى بكثير من الرقم الرسمي الأخير البالغ 459، وتخشى الأمم المتحدة من احتمال نزوح مئات الآلاف إذا استمر الصراع.
وقد انهار وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة يوم السبت مع الإبلاغ عن غارات جوية، وزعم الجيش السوداني أنه شن هجوما جديدا من جميع الأطراف على الخرطوم.
حذّر رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك من أن الصراع قد يصبح أسوأ من الصراع في سوريا وليبيا.
وقالت الحكومة البريطانية إنه تم إجلاء 1888 شخصا في 21 رحلة جوية استمرت حتى وقت متأخر من يوم السبت.
وقامت دول أخرى بإجلاء مواطنيها، بينما فرّ البعض عبر طرق غير رسمية بالقوارب والحافلات.
وقد واجهت الحكومة البريطانية، التي بدأت عمليات الإجلاء يوم الثلاثاء الماضي، انتقادات لعدم ردها بالسرعة الكافية لمساعدة مواطنيها، بعد أن بدأت الجسر الجوي بعد أن أنقذت دول أوروبية أخرى المئات.
في نهاية الأسبوع الماضي، أُرسلت قوات خاصة لإجلاء الدبلوماسيين البريطانيين من الخرطوم بعد اندلاع القتال حول السفارة، ولكن لم يتم إنقاذ حاملي جوازات السفر البريطانية إلا بعد بضعة أيام.
وفي حديث له مع بي بي سي في نيروبي، قال ميتشل إنتهاء رحلات الإجلاء كان إجراءا صحيحا.
وقال لبي بي سي "لا أعتقد أن هناك بريطانيا واحدا في الخرطوم لا يعرف شيئا عن الإجلاء، وتدفق الأشخاص الذين يأتون إلى المطار يشير إلى صحة ذلك".
وفي إشارة إلى طائرة الإجلاء التركية التي تم إطلاق النار عليها عند هبوطها على الأرض، وصف ميتشل الوضع في مطار قاعدة وادي سيدنا الجوية بأنه "خطير للغاية".
وقال إن الحكومة البريطانية "تبحث في كل خيار على حدة لمساعدة المواطنين البريطانيين المحاصرين في هذه الأزمة الرهيبة".
وأضاف أنه يشعر بالقلق من أن الوضع يمكن أن يصبح "خطيرا بشكل لا يصدق" ما لم يكن هناك وقف دائم لإطلاق النار.
وقال "النظام الدولي برمته يبحث في سبل وقف هذا القتال، مع أن جنرالين قد أشعلاه في صراع على السلطة".
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية إن عملية الإجلاء البريطانية من السودان كانت "الأكبر من أي دولة غربية".
ولا يزال ملايين الأشخاص محاصرين في الخرطوم حيث تعاني المدينة من نقص في الغذاء والماء والوقود.
وكانت وزارة الدفاع قالت في وقت سابق لبي بي سي إن الرحلات الجوية ستستمر في مغادرة السودان حتى يتم إجلاء جميع الأشخاص الذين سجلوا في المطار قبل الموعد النهائي في منتصف النهار بالتوقيت المحلي (11:00 بتوقيت غرينتش).
وقد أنشأت الآن مكتبا لمساعدة البريطانيين الذين يحاولون الخروج من البلاد في مدينة بورتسودان الساحلية.
وعلمت بي بي سي أن سفينة بريطانية تحمل اسم "أر إف إي كارديغان باي" في طريقها إلى الساحل الشرقي للسودان.
وقال وزير الدفاع بن والاس في وقت سابق هذا الأسبوع إنه يمكن استخدامها في عمليات الإجلاء المستقبلية أو الجهود الإنسانية.
وكان أكثر من 20 طبيبا يعماون في هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية قد أبلغوا في البداية أنهم لا يستطيعون ركوب الرحلات الجوية لأنهم ليسوا مواطنين بريطانيين، على الرغم من حصولهم على تصاريح عمل في بريطانيا.
وقد تغير الموقف بعد ظهور محنة الطبيب السوداني الدكتور عبد الرحمن بابكر، الذي كان في السودان لزيارة أقاربه بمناسبة العيد عندما اندلع القتال.
ففي البداية تم رفض منحه مكان على متن رحلة إجلاء بريطانية ولكن بعد التغطية الإعلامية والاتصال بالنائب البرلماني عن منطقته، تم توسيع المعايير وسمح له بالانضمام. وقد وصل إلى بريطانيا بعد ظهر يوم السبت.
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك