تهديد فلسطيني بإلغاء الاتفاقات المعقودة مع إسرائيل رداً على اقتطاع أموال الضرائب
آخر تحديث GMT23:02:06
 العرب اليوم -

هدفها وضع السلطة أمام خيارين إما وقف رواتب الأسرى أو القبول بـ"صفقة القرن"

تهديد فلسطيني بإلغاء الاتفاقات المعقودة مع إسرائيل رداً على اقتطاع أموال الضرائب

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تهديد فلسطيني بإلغاء الاتفاقات المعقودة مع إسرائيل رداً على اقتطاع أموال الضرائب

محمود العالول نائب رئيس حركة "فتح"
رام الله ـ ناصر الأسعد

بدأت القيادة الفلسطينية سلسلة اجتماعات طارئة تستمر عدة أيام، بهدف بلورة رد أولي على قرار إسرائيل اقتطاع نحو 138 مليون دولار، من عوائد الضرائب المستحقة للسلطة الفلسطينية.

وقال محمود العالول، نائب رئيس حركة "فتح"، إن اللجنة المركزية للحركة واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ستعقدان سلسلة اجتماعات طارئة لبحث القرار الإسرائيلي وتداعياته. وأكد أن "هذا القرار لن يمر مرور الكرام. يجب أن نسرع في تنفيذ قرارات إعادة النظر بكل أشكال العلاقة مع الاحتلال".

وقررت إسرائيل اقتطاع هذا المبلغ الكبير، رداً على استمرار السلطة في دفع رواتب شهرية إلى عائلات مقاتلين فلسطينيين وأسرى في السجون الإسرائيلية، وهي خطوة تضع مستقبل السلطة على المحك، في ظل وقف الولايات المتحدة جميع الدعم المقدم للفلسطينيين.

وأقر مسؤولون فلسطينيون بأن الخطوة الإسرائيلية من شأنها تدمير السلطة الفلسطينية بالفعل، وألمحوا إلى أن انهيار السلطة أو حلها هو الأقرب، إذا كان الثمن هو إجبار السلطة على وقف رواتب الأسرى أو القبول بـ"صفقة القرن".

وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، صائب عريقات: "ليست هناك أي قوة في العالم يمكنها أن تجعل السلطة الفلسطينية تتوقف عن دفع الرواتب للأسرى وعوائل الشهداء". وأضاف: "سوف نحل السلطة قبل أن نفعل مثل هذا الشيء، إذا ذهب أحدهم إلى السجن فيجب ألا يقتلوا عائلته، على أي كوكب يعيش هؤلاء الناس؟".

أقرا ايضًا:

مركزية فتح تعقد الاثنين اجتماعا في رام الله لبحث ملفات هامة

وتابع: "إنهم يدمرون السلطة الفلسطينية بهذه الخطوة، أي نوع من السلطة يبقى بالضبط إذا كنا لا نستطيع دفع الأجور أو الدفع للمستشفيات والمدارس؟ ربما يريد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تجديد سيطرته كقوة احتلال".

وتعطي تصريحات عريقات المقرب جداً من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مؤشرات مهمة حول الحالة التي سيترك القرار الإسرائيلي السلطة معها؛ خصوصاً أنه جاء في وقت قطعت فيه الولايات المتحدة نحو 830 مليون دولار مساعدات سنوية للفلسطينيين، وفي ظل تراجع الدعم المالي الأوروبي والعربي المقدم للسلطة. ويهدد القرار الإسرائيلي قدرة السلطة على المواصلة في ظل وجود مديونية كبيرة وعجز مالي متفاقم.

وقال رامي الحمد الله، رئيس حكومة تصريف الأعمال، إن القرار الإسرائيلي يضع الاقتصاد الفلسطيني في دائرة الخطر، ويهدد قدرة السلطة على الالتزام بدفع رواتب وأجور الموظفين في مواعيدها المقررة، ويعطل دوران عجلة التنمية. وأضاف: "إنه يأتي ضمن مخطط لتدمير السلطة".

وكان المجلس الوزاري المصغر في إسرائيل، قد وافق الأحد، على اقتطاع 502 مليون شيقل (138 مليون دولار) من العائدات الضريبية للسلطة الفلسطينية، وهو رقم يعادل ما دفعته السلطة كرواتب لعائلات أسرى ومقاتلين في عام 2018. وسيتم تقليص المبلغ على الأرجح بشكل تدريجي على مدى 12 شهراً.

وهذه ليست أول مرة تجمد فيها إسرائيل أموالاً خاصة بالفلسطينيين؛ لكنها في السابق كانت مجرد عقاب على خطوات سياسية، أما هذه المرة فالأمر مرتبط بشأن لا تنوي السلطة التراجع عنه. واتخذ المستوى السياسي الإسرائيلي القرار على الرغم من معارضة المؤسسة الأمنية، التي تخشى أن يؤدي ذلك إلى زعزعة الاستقرار في الضفة الغربية. والمخاوف الإسرائيلية نابعة من رد فلسطيني محتمل، متعلق بوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل.

وهدّد مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية، محمود الهباش، بأن القرار الإسرائيلي سيؤثر فعلاً على التنسيق الأمني. وأضاف: "القرار يمس قدرة الأجهزة الأمنية والمدنية على القيام بدورها". واعتبر أن "نتنياهو يلعب في النار، والسلطة الفلسطينية قد تلجأ لرفض كل الأموال التي تحول لها من إسرائيل.

وقالت مصادر فلسطينية لـ"الشرق الأوسط"، إن الاتجاه هو نحو تفعيل توصيات سابقة بالتخلص من الاتفاقات مع إسرائيل، حتى لو كلف ذلك مواجهة سياسية مفتوحة. وأضافت أن "القرارات الإسرائيلية والأميركية تهدف إلى إجبار السلطة على الركوع؛ لكننا سنختار المواجهة. سنمضي في تطبيق التوصيات المتعلقة بفك العلاقة مع إسرائيل، حتى لو أدى ذلك إلى تدمير السلطة. الانتقال إلى دولة تحت الاحتلال خيار قائم بقوة".

ويخطط الفلسطينيون إلى التخلص من "اتفاق باريس" الاقتصادي أولاً، كما وضعوا خططاً مالية للتقليل من حجم التداعيات. وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة: "نعتبر أن هذا القرار الإسرائيلي التعسفي يمثل نسفاً من طرف واحد للاتفاقيات الموقعة، ومن بينها اتفاق باريس".

واتفاق باريس هو أحد ملاحق "اتفاقية غزة أريحا"، ووقع في 1995. وينص على أن تجمع إسرائيل الضرائب والرسوم الجمركية المستحقة للسلطة الفلسطينية، ثم تحولها إلى السلطة، إضافة إلى أنه يحدد غلافاً جمركياً و"كوتة" للسلع المسموح باستيرادها من الخارج، إلى جانب أمور أخرى.

وسعى الفلسطينيون خلال سنوات من أجل تعديل الاتفاق المضر بالمصالح الاقتصادية الفلسطينية؛ لكن إسرائيل لم تتعاطَ مع ذلك. وقالت وزارة المالية والتخطيط، إنها عملت على تحضير وتفعيل الخطط والإجراءات اللازمة للتعامل مع مثل هذا القرار، مؤكدة أن إسرائيل أطلقت بقرارها "رصاصة الرحمة" على ما تبقى من اتفاقية باريس الاقتصادية. وأضافت المالية: "آن الأوان للبدء الفعلي بالانفكاك عن اتفاقية باريس الاقتصادية، والتي يوماً بعد يوم تجعل من الاحتلال مريحاً وبالغ الربح".

وقد يهمك أيضًا:

"وثيقة إسرائيل السرية" تخدم القضية الفلسطينية بسبب توقيت نشرها

واشنطن تُقاطِع السلطة الفلسطينية بوقف المساعدات و"تعنُت البنوك"

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تهديد فلسطيني بإلغاء الاتفاقات المعقودة مع إسرائيل رداً على اقتطاع أموال الضرائب تهديد فلسطيني بإلغاء الاتفاقات المعقودة مع إسرائيل رداً على اقتطاع أموال الضرائب



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تعليق التدريس الحضوري في بيروت ومحيطها حتى نهاية العام
 العرب اليوم - تعليق التدريس الحضوري في بيروت ومحيطها حتى نهاية العام

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان

GMT 23:03 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تكسر قاعدة ملكية والأميرة آن تنقذها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab