عمان - نورما نعمات
احتفى منتدى عبد الحميد شومان الثقافي، مساء أمس الأربعاء، بإشهار وتوقيع كتاب "في خدمة العهدين" لرئيس الوزراء الأسبق ورئيس الديوان الملكي الأردني السابق الدكتور فايز الطراونة، وشارك في الحفل، إلى جانب الطراونة، رئيس الوزراء الأسبق زيد الرفاعي، والوزير الأسبق الدكتور محمد المومني الذي أيضا أدار الاحتفائية، وسط حضور رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز ورئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة ونائب رئيس الوزراء الدكتور رجائي المعشر، ورئيس الديوان الملكي يوسف العيسوي.
وقال المومني في الحفل الذي حضره عدد من الوزراء الحاليين، ورؤساء وزراء ووزراء سابقين، وكبار المسؤولين والشخصيات الرسمية والعامة، ان "الكتاب جمع بين الشخصي والتوثيقي ما يجعله روائيا وتاريخيا نافعا لجمهور الباحثين والمؤرخين والقارئين الآخرين".
وتابع "كما أن الكتاب قد صيغ بلغة خبيرة سلسة، غاية في الدقة من استخدام للمصطلح ووصف الأحداث، وهو في تارة يبكي متصفحه، سيما بالوصف البليغ والمؤثر لجنازة العصر ورحيل الحسين"، كما اعتبر أن النبرة الطاغية في الكتاب بكافة فصوله كانت مليئة بمعاني الفخر بالوطن والاعتزاز به والإيمان بانتصاره وحتمية تقدمه وتفوقه، وكانت ثنايا التحليل والتوثيق تشير دوما لمنظومة القيم الأردنية من عزيمة وعدل وموضوعية ووسطية واحترام التعدد ودفء التعامل وأخلاق التخاصم وفروسية المواجهة.
وبيّن أن الكتاب الذي يقع في 526 صفحة من القطع الكبير موزعة على 16 فصلًا، شكل شهادة سياسي من الطراز الثقيل على أحداث حساسة ومفصلية كان شاهد عيان عليها.
وبحسبه، فإن الكتاب أرّخ لجنازة العصر وما قبلها، وانتقال ولاية العهد بتفاصيلها، وأسلوب القيادة للملك عبدالله الثاني، واهم محطات وتحديات الحقبة الهاشمية الرابعة من اقتحامات إسرائيلية للحرم الشريف والانتفاضة الفلسطينية على أثرها، وأحداث أيلول التي غيرت الأجندة العالمية، والحرب على العراق، والنزاع الطويل في سورية، وأحداث وتحديات الربيع العربي داخليا وإقليميا.
من جهته، قال الرفاعي إن "الكتابة عن فصول التاريخ السياسي، بما شهدته من أحداث ومحطات صعبة، من مدخل التجربة الشخصية ليست بالأمر السهل، وربما تتطلب من الكاتب الجاد والملتزم جهدًا كبيرًا من التوثيق وجمع المعلومات ومناقشة الروايات، فضلا عن تقديم شهادته الشخصية بأمانة ودقة ومسؤولية".
واعتبر الرفاعي أن الدكتور الطراونة مؤهل بامتياز للقيام بهذه المهمة الصعبة لأسباب كثيرة منها أنه تشرف بخدمة ملكين عظيمين وقائدين ملهمين عن قرب ولسنوات مديدة وأنه تولى مناصب سياسية مختلفة وكان في مواقع اتخاذ القرارات ورسم السياسات.
وحول العلاقة التي تجمعه مع الطراونة، قال الرفاعي "رأيت بأبي زيد مثابرة لا تخطئها العين، ورغبة في معرفة التفاصيل عن أي مسألة ذات صلة بالعمل، كما أننا ترافقنا، بعد عودته حاملًا شهادة الماجستير، في رحلات عمل خارج الأردن، بمعية جلالة الملك الحسين".
ووجد أن الطراونة يمثل أحد الجسور المتينة الرابطة بين العهدين، لذلك اختار "في خدمة العهدين" عنوانا لكتابه، إشارة إلى عهدين كريمين، شكلا باتصالهما وتكاملهما أبهى صفحات تاريخ العرب الحديث، وتألفت معهما عقود مديدة من سيرة الأردن الحديث.
ونبه الرفاعي إلى أن الكتاب فيه إبراز للإنجاز الوطني، وفيه ما يكفي من الشواهد على رسوخ الكيان الأردني، وتجذره وصلابة العرش الهاشمي فيه، والتفاف الشعب حوله، وصوابية النظرة الأردنية ونضوجها تجاه الملفات الإقليمية والدولية، ودور الأردن في الدفاع عن قضايا أمته، وأولها القضية المركزية والأم، القضية الفلسطينية.
أما الدكتور الطراونة، فقال ان "فكرة التدوين هذه واجب وطني لعل فيها انصاف لمسيرة العهدين في ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد"، لافتا إلى أن فكرة الكتاب بدأت تراوده بعد عودته لعضوية مجلس الأعيان العام 2018 وشعوره بأن لديه من الوقت ما يمكنه من استعادة شريط الذكريات وتدوين الوقائع والأحداث والتطورات التي مر بها الأردن.
وأضاف "إن كتابة المذكرات لا تعني انفكاك السياسي عن وطنه وتطلعاته أو انصرافه عن التحديات التي تواجهه، بل تعني الانتقال من موقع المسؤول الى موقع المواطن الذي هو مسؤول أيضا لأنه مسكون بهموم الوطن وآماله".
وبين أن المذكرات هي تاريخ، والتاريخ بمن يكتبه، وتزداد جدلية التاريخ كلما طال الزمان على الوقائع والتفسيرات، موضحًا أنه عندما نكون شهداء على الوقائع التي غطّاها هذا الكتاب فلا خلاف عليها لأننا عشناها فتبقى الجدلية في تفسير وتحليل هذه الوقائع.
وقال الطراونة إن حرصه على كتابة المذكرات يتأتى من قناعته "بأنّه كلما طال الزمن وطُويت صفحاته، تعذّر التدقيق في سطور الحكايات وتفحُّص التحليلات والكتابات التي تسمّى تاريخًا. فكلمة (التاريخ) رديفة لكلمة (الماضي) بمعنى من المعاني".
وزاد "هأَنَذا وقد أصبحت في السبعين من عمري، أرى نفسي تلميذًا في مدرسة التاريخ، لكنني لست بمؤرخ. وكلّ مبتغاي من هذا الكتاب الذي أصبح بين أيديكم، أن أوضح أنّ الحكم على التاريخ البعيد، وبالرغم من شواهده القائمة، أمرٌ جدليّ للغاية، بل يزداد جدليةً كلما ذهبنا بعيدًا في أغوار الزمن".
تجدر الإشارة إلى أن الكتاب، يقع في نحو 530 صفحة من القطع الكبير وإن كان يمثل مذكرات لحياة رئيس الديوان الملكي الأسبق، إلا أنه بمثابة شهادة على حقبة مهمة من تاريخ السياسة الأردنية.
والطراونة؛ وُلد في العام 1949 في عمّان، وفيها نشأ وترعرع، حصل على شهادة الدراسة الثانوية العامة/ الفرع العلمي من مدرسة المطران في عام 1967، ثم التحق بالجامعة الأردنية وحصل منها على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد 1971.
كان رئيسا للديوان الملكي الهاشمي، وكذلك رئيسا للحكومة مرتين، الأولى كانت في عهد الراحل الملك الحسين، والثانية في العام 2012 في عهد الملك عبد الله الثاني، وكانت المشاركة الأولى له وزيرا في حكومة زيد الرفاعي العام 1988.
وتعتبر "شومان" ذراع البنك العربي للمسؤولية الاجتماعية والثقافية، وهي مؤسسة ثقافية لا تهدف لتحقيق الربح، تعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي والأدب والفنون والابتكار.
قد يهمك أيضًا
عرض الفيلم الياباني "بعد العاصفة" في مؤسسة عبد الحميد شومان الأسبوع المقبل
الطراونة يؤكد على دعم الأردن اللامحدود لحقوق الشعب الفلسطيني
أرسل تعليقك