قبطان سفينة يروي القصَّة كاملة لـنترات الأمونيوم في مرفأ بيروت
آخر تحديث GMT17:11:07
 العرب اليوم -

أبحرت تحت عَلَم قبرصي وكانت مملوكة لرجل أعمال روسي

قبطان سفينة يروي القصَّة كاملة لـ"نترات الأمونيوم" في "مرفأ بيروت"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - قبطان سفينة يروي القصَّة كاملة لـ"نترات الأمونيوم" في "مرفأ بيروت"

مرفأ بيروت
بيروت - العرب اليوم

يروي قبطان سفينة "روسوس" الحقيقة الكاملة بشأن نترات الأمونيوم التي انفجرت الأربعاء في مرفأ بيروت، حكاية الشحنة الخطيرة التي حضرت إلى المرفأ سبتمبر/ أيلول عام 2013.قال القبطان بوريس بروكوشيف، إن السفينة كانت محملة بـ2750 طنا من هذه المواد، وإنها كانت تبحر تحت علم قبرصي وكانت مملوكة لرجل أعمال روسي يدعى إيغور غريتشوشكين، يحمل الجنسية القبرصية كذلك ويقيم في قبرص.وأضاف القبطان: تخلى طاقم البحارة عن سفينة روسوس في مطلع سبتمبر من عام 2013 وهي راسية في إسطنبول، فاضطر مالكها إلى البحث عن طاقم بديل يقود السفينة في رحلتها إلى موزمبيق، وبالفعل جمع صاحب السفينة مجموعة من البحارة لهذه الرحلة، ثم استدعاني لأكون القبطان، وأنا وافقت".

وبيّن بوريس: "لقد سبق لي أن عملت قبطانا لهذه السفينة قبل ذلك بسنوات حين كانت مملوكة لرجل أعمال قبرصي، وقررت ترك البحر بعد ذلك والعودة إلى مسقط رأسي في أوديسا (روسيا) لكني استجبت لدعوة إيغور، مالك السفينة للعودة إلى قيادة السفينة التي أعرفها جيدا".وتابع بوريس: "لقد كانت السفينة محملة بشحنة نترات الأمونيوم من ميناء باطومي في جمهورية جورجيا وأبحرت من هناك قاصدة موزمبيق، لكن عندما وصلت إلى إسطنبول رست في الميناء وغادرها كل بحارتها بلا رجعة. علمنا في وقت لاحق أن خلافا نشب بينهم وبين مالك السفينة (إيغور) حول رواتبهم التي لم يحصلوا عليها منذ أربعة أشهر فتركوا سفينته في منتصف الطريق، عندها اضطر هو إلى البحث عن طاقم بديل، فوقع اختياره عليَّ لأكون قبطانها".

وقال القبطان بوريس: "بالفعل أبحرنا بالسفينة من إسطنبول باتجاه موزمبيق عبر البحر المتوسط باتجاه قناة السويس، لكن مالك السفينة أبلغنا بينما كنا في عرض البحر بأن علينا أن نعرج على ميناء بيروت لنحمل شحنة إضافية هي عبارة عن منشآت حديدية لسكة الحديد في موزمبيق كذلك".

وحين وصلنا مرفأ بيروت، حاولنا تحميل هذه المنشآت الجاهزة الضخمة على متن السفينة القديمة المتهالكة، فبدأت تغوص تحت وطأة الثقل الهائل للحمولة الإضافية، مما شكل خطرا عليها من الغرق، وبعد عدة محاولات فشلنا في تثبيت هذه المنشآت بحيث لا تشكل خطرا على السفينة، قررنا مغادرة مرفأ بيروت بدون أخذ شحنة المنشآت الحديدية، لكن إدارة المرفأ منعتنا من المغادرة بدعوى أن سفينة "روسوس" التي نحن على متنها مديونة للسلطات اللبنانية مبالغ من المال لقاء رسوّها في مرة سابقة في الميناء وكذلك مقابل رسوها هذه المرة.

وقال القبطان: عندها أصبحنا رهائن لا يسمح لنا اللبنانيون بمغادرة السفينة في انتظار سداد المستحقات، ولما طال انتظارهم دون أن يحضر مالك السفينة لتسوية الديّن، نقلوا سفينتنا إلى أحد الأرصفة الجانبية من المرفأ وأفرجوا عن كل البحارة إلا أربعة منهم كنت أنا أحدهم إلى جانب مهندس السفينة ومساعد القبطان والميكانيكي الرئيسي.

وتابع القبطان بوريس: بقينا محتجزين 11 شهرا على متن السفينة الراسية في مرفأ بيروت دون أن يهتم أحد لأمرنا. لقد كنت أكتب الرسائل لفلاديمير بوتين كل شهر، ولم يصلني منه أي رد. ومالك السفينة الذي حصل على مليون دولار مقابل نقل شحنة نترات الأمونيوم من باطومي الى موزمبيق، أعلن أنه لا يملك المال ليحرر السفينة من بيروت ولا حتى ليدفع أتعاب محام يترافع عنا لتخلي السلطات اللبنانية سبيلنا، فبقينا نحن الرهائن الأربعة على متن السفينة المتهالكة إلى أن نفد الطعام وما كان معنا من نقود، فجعنا بالفعل لدرجة كان يعطف علينا عمال الميناء اللبنانيون ببعض الطعام.

وقال القبطان: بعد مرور نحو 10 أشهر تمكنا من بيع وقود السفينة الراسية، واستطعنا بهذا المال الاستعانة بمحام لبناني يترافع عنا في المحكمة، وهذا ما حصل، فأفرج القاضي عنا في النهاية لأننا رهائن لا ذنب لنا بديون صاحب السفينة. ولكن السلطات اللبنانية رفضت إخلاء سبيل السفينة المحملة بنترات الأمونيوم، على صاحبها يأتي ويسدد فاتورته.

كانت السفينة قديمة وكانت مثقوبة في أحد أطرافها، وكنا على علم بهذا الثقب، وكانت أولى مهامنا عندما نستيقظ كل صباح أن نضخ إلى البحر كمية المياه التي تسربت إلى داخل السفينة، لكن بعد أن تم إخلاء سبيلنا وغادرنا السفينة كل إلى بلده، بقيت السفينة تمتلئ شيئا فشيئا بالماء، ولم تكن إدارة المرفأ معنية بإصلاحها أو بتشغيل من يضخ المياه منها، فقررت إدارة المرفأ إفراغ السفينة من شحنتها وتركها وشأنها.

وبالفعل تم إفراغ السفينة من حمولتها (2750 طن نترات الأمونيوم) إلى عنبر 12 في المرفأ وبعد وقت ليس بطويل غاصت السفينة الفارغة إلى قعر البحر.

وتابع القبطان بوريس يقول: اليوم وبعد أن سمعت بالانفجار الذي وقع في المرفأ شعرت بالأسى على كل الضحايا، لكن مسؤولية هذه الكارثة تقع على المسؤولين في المرفأ الذين يعلمون جيدا أن مثل هذه المواد لا يمكن تخزينها بهذه الصورة الخطيرة. السلطات اللبنانية تعلم جيدا من هو مالك السفينة ومن أين أتى بحمولتها الخطيرة وإلى أين كانت وجهتها، وليس في هذا ما يسيء إلى لبنان، إنما الخطر نجم حين احتجزت السلطات اللبنانية كل هذه الكمية من نترات الأمونيوم في مكان غير معد لذلك، أملا منهم أن يأتي من يسدد الديون، فدفع الشعب اللبناني الثمن.

وأضاف بوريس: لقد حاولت على مدار ست سنوات تقصي المعلومات لمعرفة من الذي كان في انتظار وصول شحنة نترات الأمونيوم في موزمبيق ولم أفلح... لم أتمكن من معرفة من الذي دفع الملايين ثمنا لهذه الشحنة، ولم يعد يبحث عن بضاعته وتحريرها من مرفأ بيروت؟

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

سيناريو انفجار بيروت 2020 يُعيد إلى الأذهان أحداث تكساس 1947

تفاصيل جديدة عن انفجار مرفأ بيروت

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قبطان سفينة يروي القصَّة كاملة لـنترات الأمونيوم في مرفأ بيروت قبطان سفينة يروي القصَّة كاملة لـنترات الأمونيوم في مرفأ بيروت



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام
 العرب اليوم - أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab