باريس - العرب اليوم
طلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، من وزير الداخلية كريستوف كاستانير، وقادة الشرطة، تغيير الإجراءات المستخدمة سابقاً، ووضع خطة استراتيجية من شأنها تأمين الحفاظ على النظام في العاصمة "باريس"، ووقف أعمال الشغب التي تمارسها جماعة "السترات الصفراء".
وتشير هذه التصريحات، التي تأتي بعد فشل استجابة الحكومة الفرنسية لمطالب المتظاهرين من أصحاب "السترات الصفراء"، إلى توجه لاستخدام "القبضة الحديدية" ضد المحتجين، وفق ما ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية، الاثنين.
وكان ماكرون استدعى أمس الأحد، كبار الوزراء (رئيس الوزراء والداخلية والبيئة) وقادة الشرطة، إلى اجتماع طارئ في قصر الإليزيه، لمناقشة الاستجابة للاحتجاجات التي تسببت في دمار كبير في عدد من المدن الفرنسية، لا سيما باريس. ورغم انتهاء اجتماع "خلية الأزمة"، دون الإعلان عن أي نتائج، فقد نقلت الصحيفة عن وزير الداخلية قوله إن "قوات الأمن تعمل على تكييف الأساليب المستخدمة للحفاظ على النظام"، الأمر الذي اعتبره مراقبون "تهديدا مبطنا" للمحتجين.
وتعكس تصريحات وزير الداخلية، "قلق الوزراء العميق من فشل قوات شرطة مكافحة الشغب في فرنسا في احتواء الاحتجاجات المستمرة منذ أسبوعين، الأمر الذي يدفع باتجاه تشديد القبضة الأمنية لقمعها". وقال رئيس شرطة باريس، ميشيل ديلبوش، إن "وسط المدينة تعرض للعنف بطريقة لم يسبق لها مثيل منذ عقود"، مشيرا إلى أن "المتظاهرين رشقوا رجال الشرطة بمقذوفات فولاذية خطيرة".
وبينما يرفض ماكرون العودة إلى حالة الطوارئ، التي لوح بها وزير الداخلية كحل أخير لفرض الأمن، والتي استمرت لعامين تقريبا بعد الهجمات الإرهابية في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، فإن الاحتجاجات تشكل أكبر تحدٍ لسياساته الاقتصادية التي يبدو أنه لن يتراجع عنها. خصوصاً وأن قادة جماعة "السترات الصفراء"، التي تقود الاحتجاجات، هددوا بالعودة إلى باريس مجددا نهاية هذا الأسبوع، ما لم تستجب الحكومة لمطالبهم، محذرين من تصعيد تحركاتهم في الشارع.
وكانت هزت باريس، قبل يومين، أسوأ أعمال شغب منذ عام 1968، في يوم أطلق عليه "السبت الأسود"، في حين حذر المتظاهرون بتصعيد احتجاجاتهم التي بدأت رفضا لفرض ضرائب على الوقود ثم امتدت إلى مطالب معيشية أخرى.
واعتقلت الشرطة أكثر من 400 شخص في باريس، السبت الماضي، في حين أصيب 133 آخرون، واستخدمت قوات الأمن 10 آلاف قنبلة صوت وغاز مسيل للدموع، بالإضافة إلى مدافع المياه لمواجهة المحتجين.
أرسل تعليقك